أمام مؤتمر باريس الإنساني الدولي حول السودان..
الجامعة العربية تجدد نداءها للشعب السوداني بضرورة حقن الدماء واتخاذ خطوة جادة لإسكات المدافع… وتتطلع لإنجاح محادثات جدة
جدد السفير حسام زكي الامين العام المساعد لدى الجامعة العربية النداء الذي كان قد وجهه الامين العام للجامعة احمد ابو الغيط إلى الشعب السوداني بالتنسيق مع الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي والذي دعا فيه إلى حقن الدماء وعدم ادخار أي جهد في البحث عن كل ما يقرب من خيارات السلام والحوار وايثار الوطن على ما عداه، واتخاذ خطوة جادة لإسكات المدافع وتضميد الجروح واعادة الأمل في المستقبل والذي اكد خلاله ايضا على أن جامعة الدول العربية ستظل يدها ممدودة لكل مسعى يرنو نحو استعادة السلام والاستقرار والأمل في السودان ولصالح السودانيين.
جاء ذلك في كلمة الامانة العامة للجامعة والتي القاها السفير حسام زكي امام الموتمر الانساني الدولي للسودان وجيرانه، المنعقد في باريس اليوم .
وقال زكي ان تجديد هذا النداء من هنا في باريس يأتي تأكيداً على ضرورة اصطفاف المساعي العربية والدولية مع آمال ملايين الشعب السوداني الراغبة في انهاء هذا الصراع الدامي وإنقاذ مستقبل السودان والسودانيين.
ووجه السفير حسام زكي نيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية الشكر لفرنسا على الدعوة للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر الهام.
وقال : اننا نجتمع وقد بتنا على أعتاب العام الثاني لهذا الصراع الدامي الذي سوف تسجل المآسي والآثار الإنسانية المروعة المرتبطة به بأنه أسوأ حقبة في تاريخ السودان منذ الاستقلال ... وقد هجر ما يقارب 11 مليون سودانياً بيته وقريته إلى قرى وأماكن نائية بل وإلى بلاد مجاورة، تاركين ممتلكاتهم ومدخراتهم عرضة لنهب مسلحين، بعضهم ليسوا من السودان نفسه، في وقت صارت الأنشطة الإنسانية شبه متوقفة، وبدأ شبح المجاعة يطل على الدولة التي كانت آمال الإقليم تتطلع إليه ليكون سلة غذائه.
وشدد على انه وبالرغم من الجروح الدامية التي يعاني منها الجسد العربي ستظل الجامعة العربية تعتبر استعادة السلام والأمن والاستقرار في السودان من بين أهم أولوياتها، واعيةً بمحورية وأهمية هذا البلد الكبير في ترتيبات الأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح ان إدراك الجامعة العربية المبكر لأسباب الأزمة المتداخلة وتداعياتها الجسيمة على مستقبل السودان جعلها تؤكد في جميع قراراتها على خمس عناوين عامة مترابطة ومتداخلة وهي:
1. الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية والحيلولة دون انهيارها أو المساس بسلامة وسيادة السودان.
2. دعم جهود تحقيق شروط وقف إطلاق نار شامل ومستدام.
3. تحقيق الاستجابة الإنسانية الفورية.
4. عقد مسار سياسي سوداني شامل، بقيادة سودانية، دون تجاهل أهمية استصحاب الدولة السودانية في أي مبادرات يجري إطلاقها.
5. تطوير وتسريع التعاون الجاري بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيجاد لعلاج الأزمة.
واضاف إن هذه العناوين الخمسة لا اختلاف حولها في اعتقادنا... ويحتاج تحقيقها إلى تضامن وتكامل الجهود المؤدية لها، لأن ثمن تنافر الجهود سيكون باهظاً. فبدون نجاح للمساعي الوطنية والإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الشروط السياسية والعسكرية لتحقيق وقف إطلاق نار شامل سيظل إنشاء منبر تفاوضي ناجح بين الأطراف السياسية أملاً صعب المنال، وستتعمق معاناة الشعب السوداني، وسيدخل السودان نفقاً سبقته إليه دول أخرى علت فيها مصالح أمراء الحرب وانتماءاتهم الجهوية والاثنية والقبلية على حساب الانتماء للدولة والمواطنة الرشيدة لتصبح ساحة جذب لكل فكر متطرف أو أنشطة خارج القانون.
واعرب عن امله في أن تتكلل بالنجاح الجهود الرامية إلى استئناف محادثات جدة خلال الأيام القادمة.
واكد ان جامعة الدول العربية تشيد بالجهود الدولية الرامية لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور في السودان وعلى رأسها هذا المؤتمر الدولي الهام الرامي إلى تعزيز قدرة المجتمعات السودانية والمجتمعات المضيفة في البلدان المجاورة على مواجهة الأزمة الإنسانية، وستظل على أتم الاستعداد لتحقيق أكبر قدر من التنسيق بين مخرجات المؤتمر والمبادرات الإنسانية العربية المختلفة لدعم الأوضاع الإنسانية الشعب السوداني.