النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 05:00 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

هل سيكون الطالب الفلسطيني أميًا؟

هل سيكون الطالب الفلسطيني أميًا؟
هل سيكون الطالب الفلسطيني أميًا؟

انهيار كارثي في جميع القطاعات في فلسطين مُنذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، وبالتزامن أيضًا مع استمرارها، إلا أن قطاع التعليم يحصد نتائج مُحبطة وسلبية للغاية بسبب ما يصل إليه سواء في عدم القدرة على التواصل وانهيار المباني التعليمية واستهداف المعلمين وقتل الأطفال الأبرياء، ومن ثم عدم قدرة الطالب الفلسطيني في أخذ حقه في التعلم واكتساب المعرفة مثله كمثل الآخرين، لذا يتردد في الأذهان تساؤل هام وهو هل يكون للطالب الفلسطيني مستقبلًا بعد هذه الكوارث الوخيمة للحرب التي يعيشها بين اللحظة والأخرى؟
في السياق ذاته، قال أيمن الرقب، محلل سياسي فلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب التي تهتم بالتعليم وتحصيل المعرفة، كما أن نسبة الأمية فيه قد تكون معدومة، إلا أن الحرب كان لها تأثيرًا سلبيًا واضحًا على قطاع التعليم في فلسطين، وذلك بسبب تدمير المباني التعليمية المختلفة بشكل كامل كالمدارس والجامعات، موضحًا أن العام الدراسي تم إلغائه بشكل كامل وبالتالي هذا سيؤدي بالتأكيد التأثير على تحصيل الإنسان في أي مرحلة تعليمية نتيجة لغياب عملية المعرفة والتعليم بسبب الظروف القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وتابع «الرقب» خلال تصريحاته الخاصة لـ«النهار» أنه أيضًا هناك تأثير نفسي على الطالب الفلسطيني بسبب فقدان الأصدقاء والزملاء بسبب الحرب، قائلًا أنه لا يوجد توقيت لإنهاء الحرب وبالتالي فأن مصير العملية التعليمية أيضًا مجهول وغير واضح.
وأضاف، أن الاحتلال الصهيوني تسبب في اغتيال قائمة كبيرة من المعلمين ومدرسين وأساتذة في الجامعات، وبالتالي هذا يكون له تأثيرًا على العملية التعليمية لفقدان قاعدة كبيرة من روادها، موضحًا أن استمرار الحرب قد يكون سببًا في امتناع الطالب عن استكمال تعليمه، وخاصًة بعد فقدان الأهل والعائلة والأصدقاء.
وأوضح، أن هناك محاولات مختلفة تم تنفيذ بعضها لإنقاذ تعليم الطالب الفلسطيني، حيث تم إنشاء أماكن مخصصة للتعلم في مناطق الإيواء والنزوح، موضحًا وجود بهذه الأماكن معلمين وطلاب عن طريق إنشاء بعض الوحدات التعليمية خارج المؤسسات الرسمية خاصًة في رفح.
وكشف، أن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أتاحت نظام التعليم الإلكتروني في مثل هذه الظروف القاسية، ولكن هناك مشكلة في عدم وجود إنترنت وكهرباء في غزة ومن ثم أصبحت هذه الفكرة غير ناجحة، لذا فأن الوحدات التعليمية المتنقلة في أماكن النزوح والإيواء ضمن أفضل المحاولات لاستكمال المسيرة التعليمية ولكنها بطريقة غير رسمية.
ومن جهته، أوضح ماهر صافي، كاتب ومحلل سياسي فلسطيني، ومهتم بالشأن التعليمي، أن الطلاب الذين دخلوا إلى مصر أو أي دولة أخرى بالتزامن مع أحداث الحرب، أصبح يمكنهم الاستفادة من التعليم الإلكتروني «التعليم عن بعد» التي وفرته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، لافتًا أن الطلاب خارج غزة أصبح وضعهم التعليمي واضح بداية من المرحلة الابتدائية وصولًا للثانوية العامة.
وتابع «صافي» خلال تصريحاته الخاصة لـ«النهار» أن المدراس تم تدميرها بشكل كامل لذا فأن الطلاب في غزة يعيشون حالة من عدم الاستقرار في جميع مناحٍ الحياة والتي يكون من بينها التأثير على التعليم، موضحًا أن عدم القدرة على التواصل بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت أصبح عائقًا كبيرًا، ومن ثم عدم القدرة على تحديد خطة مستقبلية للتعليم عن بعد، بسبب صعوبة التواصل مع الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يقوم باستهداف الكوادر والنخب في القطاع التعليمي، وذلك بهدف انهيار القطاع تمامًا، لافتًا أن العملية التعليمية في غزة كُتب لها الموت، لم تتبقٍ جامعة أو مدرسة إلا ونالها القصف.
وكشف أن هناك 2 مليون و200 عدد السكان الإجمالي لم يستطع ذويهم استكمال العام الدراسي بسبب الحرب على غزة، لافتًا أن هناك كارثة حقيقية بسبب عدم قدرة الطالب الفلسطيني إتمام امتحانات الشهادة الثانوية ومن ثم ضياع العام الدراسي عليه.
وطالب بضرورة أن تقوم وزارة التربية والتعليم بوضع برنامج طوارئ سريع، لهؤلاء الطلاب كي يتم إلحاقهم وتمديد فترة الامتحانات إلى الوقت المناسب، وذلك بهدف عدم ضياع العام الدراسي على الطالب.

موضوعات متعلقة