النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 11:31 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

أهالي الشرقية: دعم الطلاب الفلسطينيين ”واجب وفرض”

لم تقتصر معاناة الغزيّين من الحرب التي يشهدها قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، على من يعيشون في القطاع فحسب، بل امتدت تأثيراتها إلى الغزيّين الذين يوجدون خارج القطاع، ومن بينهم الموجودون في مصر.

وفي ظل هذه الإجراءات وإغلاق المعبر خارج فترات الهدنة، تقطعت السبل بعدد من الغزيّين في الخارج، لا سيما الطلبة، الذين انقطعت عنهم كذلك التحويلات المالية من داخل القطاع، وهو ما جعلهم يعيشون معاناة كبيرة رغم ابتعادهم عن القصف.

وأطلق العديد من الطلاب الفلسطينيين الوافدين إلى مصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي العديد من المناشدات لإعفائهم من المصروفات الدراسية مراعاة لظروف ذويهم المادية في القطاع.

يقول أمير محمد سليمان، وهو طالب غزّي يدرس في كلية الطب جامعة الزقازيق، إن بعض الأهالي في قطاع غزة كانوا يدخرون أموالاً ويخصصونها لتعليم أبنائهم في مصر، لكن مع اندلاع الحرب واستمرارها طوال هذه المدة اضطروا لإنفاق كل ما يدخرونه بسبب "التضخم الرهيب" في أسعار السلع نتيجة عدم توفرها.

ويضيف أمير أن الأهالي أصبحوا غير قادرين على دفع الرسوم الدراسية لأبنائهم أو مصاريفهم الشخصية، مناشداً السلطات المصرية بإعفاء الطلاب الفلسطينيين من الرسوم الدراسية، تقديراً للأوضاع التي يعيشونها في ظل الحرب الحالية.

ويشير أمير إلى أن السلطات المصرية ومنذ بداية الحرب، قررت تخفيض رسوم الطلبة الفلسطينيين لاستكمال تعليمهم الجامعي في مصر بنسبة 50 في المئة، إلا أن القيمة بعد التخفيض مازالت مرتفعة، إذ تبلغ قرابة 3 الآف دولار، مضيفا أن هناك مصروفات أخرى يحتاجون إليها، وتبلغ في مجملها ما بين 15 ألفاً إلى 20 ألف جنيه مصري (485 إلى 650 دولار).

أما حازم ناجي، الذي يدرس بكلية الصيدلة في جامعة الزقازيق، فلخص معاناته بجملة واحدة: "ديون في ديون"، مضيفا : "منذ السابع من أكتوبر، أصبحت الطريقة الوحيدة التي يدبر بها الطلاب الفلسطينيون أمورهم هي الاستدانة من معارفهم".

وأوضح حازم أن كل الأموال التي كانت تصلهم من قطاع غزة، انقطعت بالكامل منذ بداية الحرب، موضحاً أنه كفلسطيني مغترب، يحتاج لـ 200 دولار شهرياً على الأقل لتغطية مصاريف المعيشة والسكن فقط، ناهيك عن الاحتياجات الأخرى.

وأضاف أن تكاليف المعيشة أصبحت مرتفعة جداً على الطلاب الفلسطينيين، إذ ارتفع إيجار الشقة السكنية "الذي كان منذ أقل من عام يبلغ 10 آلاف جنيه، إلى ما يتراوح بين 20 و30 ألف جنيه".

وقال حازم، الذي كان يعيش في خان يونس في قطاع غزة، إن الأوضاع في القطاع كانت سيئة جداً منذ فترة ما قبل الحرب، إذ انخفض عدد الطلبة الغزيّين الوافدين إلى مصر بشكل كبير خلال العام الجاري، بسبب "الظروف المعيشية الصعبة" التي كان يعيشها أهالي غزة حتى قبل اندلاع الحرب، موضحاً أن الأهالي كانوا يوفرون المصروفات بصعوبة شديدة، "أما الآن فالوضع تأزم للغاية".

واستجابة لتلك المناشدات، قرر شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب، إعفاء الطلاب الفلسطينيين من المصروفات الدراسية بجامعة الأزهر.

واخذت سيدات في مدينة الزقازيق، على عاتقهن مسؤولية أن يكُنّ أمهات بديلات للطلاب الفلسطينيين الموجودين حولهن بالمدينة خاصة بعدما انقطع اتصالم بأهاليهم في غزة فالبعض من السيدات خصصوا وقتا من اليوم لإعداد وجبات أو تجهيز مواد غذائية لارسالها للطلاب والأسر الفلسطينية والبعض الآخر يتكفل ببعض مصروفاتهم ماديا في نطاق المتاح.

وتقول الدكتورة مروة سعيد طبيبة بمديرية الصحة بالشرقية في حديث خاص إنها وصديقاتها المحبين للأعمال المجتمعية الخيرية اتفقن على إعداد وطهي وجبات للطلاب الفلسطينيين والأسر وتقديمها لهم بواقع مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا وقدمنا بيتزا ومأكولات تناسب أذواقهم، معلقة: بنحاول نكون ليهم يد العون ونهون عليهم باللي نقدر عليه من إمكانيات لأنهم اخواتنا.

وتضيف مروة سعيد أنها وصديقاتها قررن تقديم الدعم المادي خاصة بعد تأكدها من انقطاع وسائل الاتصال بين الطلاب والاسر الفلسطينية في مصر مع الأهل في غزة فضلا عن انقطاع مواقع التحويلات، معلقة: بنقدم وجبات مطهية او مواد غذائية ومصاريف في حدود المتاح، وكانوا يأخذونها على استحياء لكن أقنعتهم اننا واحد ولا داعي للحرج

وتختتم في حديثها أن مصر دائما أم الدنيا وأخت شقيقة محبة للعرب تشعر بحالهم ودائما تمد يد الدعم بكل ما تملك من قوة ، لافتة إلى أنها تسير على نهج الدولة المصرية في دعم الأخوة العرب، معلقة: لو كل واحد سأل في منطقته عن أسرة او أفراد فلسطينيين وقدم لهم مساعدة ولو بسيطة هنحتويهم ودا اللي عملناه".

وتضيف السيدة ماجدة النبراوي احدى سيدات مدينة الزقازيق في حديث خاص أنها منذ أحداث غزة قررت أن تجمع صديقاتها وكل فاعلي الخير بأن يتضامنوا مع أهل غزة أو أي فلسطيني يقيم في الزقازيق بالشرقية، بتقديم ملابس أو أغطية للأسرة خاصة والشتاء على الأبواب هذا بالإضافة إلى الدعم المادي للفسطينيين، معلقة: كل صديقاتي والأصدقاء تضامنوا وساعدوا بكل حب وود.