سيدة النقل الثقيل الأولى.. حكاية «مريهان» مع المهنة التي تحدت فيها الذكور:« أحنا عجلة بتلف وترسنا السواق»
مجال عمل النقل الثقيل يتزاحم فيه الرجال، لصعوبته وقسوة مهامه التي لا تصلح نهائيًا مع الطابع الأنثوي للفتاة، إلا أن «مريهان» كسرت كل الحواجز، واستطاعت بمثابرتها وقوتها اقتحام «بيزنس النقل الثقيل»، وأصبحت السيدة الأولى في هذا المجال لعدم تواجد على الساحة فتاة غيرها كي تنافسها في أداء العمل الشاق.
«بداية عملي كانت في إدارة المبيعات في مصنع، وحبيت مجال النقل الثقيل».. بدأت مريهان الدريني، 42 عامًا، خريجة كلية التجارة، حديثها لـ«النهار» بشرح بدايات الحياة المهنية، والتي تدرجت فيها في مناصب متعددة، حتى وصولها لمجال النقل الثقيل والتخطيط وإدارة كل ما له علاقة به، وذلك لأن هذا المجال بالأخص به الكثير من التحديات المختلفة التي جذبتها وكانت سببًا في تعلقها به.
لم تفكر كثيرًا السيدة الأربعينية في استقلالها المهني في هذا المجال الذي تعلقت بالعمل فيه، وقررت تقديم استقالتها من مكان عملها كي تتخصص في هذا المجال في مشروع خاص بها، موضحة:«حبيت المجال ده، ولكن كانت البدايات عشوائية ولكن مع الوقت بقى المجال منظم مع ظهور السوشيال ميديا».
شرحت «مريهان» مهام عملها في مجال النقل الثقيل، من خلال قيامها بالتخطيط والإدارة لأسطول النقل الثقيل وتوصيل الخدمات للعملاء في الوقت المناسب، لافتة:«الشغلانة مش سهلة، وبقالهم سنين أنها مهنة حكر على الرجالة لغاية ماغيرت المفهوم ده».
سردت «مريهان» عدد من المعوقات التي تواجهها أثناء عملها في مجال النقل الثقيل خصوصًا كونها سيدة، والتي يكون من أهمها صعوبات التعامل مع السائقين الرجال من خلال اتباع الصرامة في أسلوبها للتعامل معهم، موضحة:«مع الوقت حفظوني وعرفوا طريقتي».
عانت «مريهان» من بعض الظروف الخاصة بمهنة النقل الثقيل، والتي يكون من أهمها الطقس الحار في الصيف كونها مهنة تحتاج إلى التواجد عدد ساعات طويلة في الميناء، فضلًا عن قيامها بمهام عملها في جميع الأوقات حتى وإن كان ذلك في وقت متأخر، مضيفة:«أنا حابة أشكر جوزي ودعمه ليا، لأنه دايمًا مش سايبني في ظروف شغلي المختلفة».
«طول مفقدتش البني آدم اللي قدامي احترمه هيسمعني، أحنا عجلة بتلف وترسنا السواق».. هذا المبدأ التي تسير عليه «مريهان» أثناء تعاملها مع الجنس الذكوري في مجال عملها، وخصوصًا أن جميع تعاملاتها مع سائقين رجال، وذلك لأنها تتسم بالحزم والصرامة في قرارتها دون المساس بكرامة السائق لأنه عصب مهنة النقل الثقيل.