السفيرة نميرة نجم مدير المرصد الأفريقي للهجرة لـ”النهار”: إسرائيل لا تعترف بالقانون الدولي وأمريكا مولت الحرب على غزة بـ14,5 مليار دولار
حذرت السفيرة نميرة نجم مدير المرصد الأفريقي للهجرة بالاتحاد الأفريقي من التداعيات الخطيرة للتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة مؤكدة ان ما تقوم به إسرائيل ينافي القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني .
وكشفت السفيرة نجم في حوارها لـ"النهار" ان الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت على الحرب في غزة 14.5 مليار دولار بينما تعهدت لصندوق الخسائر والأضرار الخاص بالمناخ فقط ب 17.5 مليون دولار ، رغم انها ثاني اكبر دولة مسببة للانبعاثات .
واكدت نجم " الحاصلة على جائزة أبرز النساء القانونيات في العالم للعام 2023 "، ان مجلس الأمن والأمم المتحدة ما هي إلا آليات تتحكم فيها مجموعة من الدول وان تنفيذ القانون الدولي يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية ، منوهة في الوقت ذاته بالدور الأفريقي الداعم للقضية الفلسطينية ومقاطعة بعض الدول لتل أبيب.
وقالت نجم إن مصر أسهمت بقوة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي في تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الكبرى والتي تعد اول مشروع تنموي حقيقي سيحدث فارقا في التنمية بالقارة .
استهداف ممنهج للمدنيين:
وحول ما إذا كانت غزة تواجه نكبة جديدة في 2023، قالت نميرة نجم: إن ما يحدث في غزة أمر مؤسف بشكل كبير للغاية ويحطم كل مبادئ القانون الدولي والسياسة الدولية ، فما يحدث في غزة عبارة عن استهداف ممنهج للمدنيين والأطفال ، ويسبب النزوح القسري ل1.9 مليون فلسطيني بسبب الهجرة الداخلية بالإضافة لتسبب الحرب في وفاة الأطفال والنساء ومعاملتهم بشكل غير ادمي حيث يقر العالم الان بانه لا يوجد مكان امن في غزة ، ويتم اخطار المواطنين المدنيين بانه سيتم قصف منطقة ويطلب منهم التوجه لمنطقة اخرى ثم يتم قصف المنطقة الاخرى وكل ذلك مناف للقانون الدولي ويسبب مأساة على المستوى الإنساني .
وحول تداعيات ذلك على القارة الإفريقية قالت السفيرة نجم: إن الأزمة تنبع من وجود خرق للقانون الدولي على حدود القارة الإفريقية وحراك بشري نحو احدى دول القارة الأفريقية فهو بلاشك يهدد استقرار القارة لان اَي نزاع مسلح داخل القارة او على حدودها يؤثر عليها سلبا.
وعن الدور الأمريكي المنحاز لإسرائيل وهل يمكن تحقيق حل الدولتين؟
قالت السفيرة نجم : بالحديث عن قرارات الشرعية الدولية بداية من الأزمة في قرار التقسيم 181 ، فإن حل الدولتين قائم ويجب أن نستمر في الكفاح والدفاع عنه، فبدونه لن يستقر الشعب الفلسطيني ولن يحصل على حقوقه المشروعه في انشاء دولته ، لكن ما يحدث فعليا على الأرض من التمويل الغربي للحرب في غزة يزيد من تأجيج المشكلة واستمرارها، لأن بدون هذا التمويل وبدون استمرار الدعم العسكري لن تستطيع آلة الحرب الاسرائيلية مواصلة الصراع ، وثمة اشكالية اخرى نواجهها اليوم تتجسد في مخاطر التغير المناخي ، ونجد ان الولايات المتحدة الأمريكية التي هي ثاني اكبر مسبب للانبعاثات الحرارية تتعهد بتمويل لصندوق الخسائر والأضرار من المناخ ب 17.5 مليون دولار بينما تمول الحرب في غزة ب14.5 مليار دولار ، مما يثير التساؤل هل نحن جادون في مكافحة التغير المناخي ام تمويل الحروب؟!، وهي مسألة يجب اعادة النظر فيها .
فشل أممي:
وعن رؤيتها لأسباب فشل مجلس الأمن والأمم المتحدة في وقف إطلاق النار في غزة ، قالت السفيرة نميرة نجم : ان المشكلة الأساسية هي ان إسرائيل لا تعترف بأن القانون الدولي ينطبق على الأراضي المحتلة على الرغم من أن العالم كله يقر بذلك ، وللأسف العالم لا يرى بأن الامم المتحدة ومجلس الامن ما هي سوى اليات سياسية تتحكم فيها دول ، وهذه الدول هي صاحبة المصالح وحينما وضع مشروع قرار وقف إطلاق النار امام مجلس الامن ، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية " الفيتو" وكذلك بريطانيا ، وهما من اكبر ممولي الحرب وبالتالي فان هذا يتفق مع أدواتهم ومصالحهم التي يحمونها في مجلس الامن .
إصلاح مجلس الأمن :
وحول رؤيتها للمطلوب من اجل تفعيل القانون الدولي قالت نجم : توافرالارادة السياسية من جانب وكذلك تعديل القواعد القانونية التي وضعت قبل استقلال القارة الافريقية لمواءمة الوضع الحقيقي في العالم وتغيير تركيبة مجلس الامن وتوسيعه حتى يشمل ممثلين دائمين عن القارة الافريقية ليدافعوا عن مصالحهم .
وحول دخول اطراف اخرى على خط الحرب في غزة مثلما هو حادث بين حزب الله والجيش الاسرائيلي على حدود الجنوب اللبناني وكذلك هجوم الحوثيين على السفن الاسرائيلية عند باب المندب وهل ينذر ذلك بحرب مفتوحة اكدت السفيرة نميرة نحم انه حتى الان لم تتضح امكانية حدوث هذه الحرب لان هناك تغييرا حقيقيا في مواقف بعض الدول التي كانت تدعم الحرب في غزة ، وبالتالي اعتقد انه لا يمكن استمرار هذه الحرب بهذا الشكل ، فحتى الولايات المتحدة بدأ موقفها يتغير بعض الشيء واصبحت تطالب اسرائيل بتغيير طريقة الحرب وعدم الاستمرار في الحرب المفتوحة على غزة ، وبالتالي لا يمكن التنبؤ بما إذا كانت الحرب ستتسع ام لا ولكن الحوثيين او حزب الله او غيرهم من اللاعبين في السياسة في المنطقة ان لم يحصلوا على دعم لن يستطيعوا الحرب وحتى الان الأمر مجرد ارهاصات ولم تصل لمرحلة توقع حرب مفتوحة .
سلاح المقاطعة السياسية والاقتصادية
وحول أهمية تفعيل المقاطعة سياسيا واقتصاديا لإسرائيل خاصة وأن العديد من الدول قاطعتها ، علقت السفيرة نجم بان علاقات دول المنطقة مع الدول الأفريقية يجب أن تستمر واستثمارها في إعادة الإعمار في غزة بعد انتهاء هذا الصراع وكذلك الاستمرار في محاولة الحصول على دعم الدول الافريقية في الجمعية العامة للامم المتحدة حال إصدار قرارات اممية بوقف إطلاق النار او ادانة ما يحدث في غزة وهذا امر مهم للغاية ، موضحة انه لا يوجد حتى الان موقف موحد تجاه المقاطعة ، لكن هناك بعض الدول الأفريقية بلا شك اتخذت قرارات واضحة بما فيها جنوب أفريقيا التي سحبت كافة أعضاء سفارتها من تل ابيب ، وكذلك بعض الدول التي بدأت تتخذ اجراءات في التصدي واستخدام الأدوات المتاحة لها لعدم السماح بدخول المنتجات الاسرائيلية القادمة من المستوطنات ، وتحاول ان تجد بدائل لها ، وهنا عندما نتحدث عن العلاقات العربية الأفريقية فمن المهم ان تساعد الدول العربية دول افريقيا لسد هذه الفجوات حينما تقوم الدول الافريقية بمقاطعة منتجات المستوطنات الاسرائيلية .
التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا
وعن تغلغل اسرائيل داخل الاتحاد الأفريقي قالت السفيرة نميرة نجم : ان إسرائيل توجهت بطلب لمنحها صفة المراقب وقام رئيس المفوضية وفقا للسلطات المخولة له من القمة بمنح هذه الصفة ، وكان يحق للأعضاء مراجعة هذا القرار وهو ما تم ، و مصر والجزائر ونيجيريا وجنوب أفريقيا وناميبيا من الدول التي تصدت لفكرة استمرار تفعيل هذا القرار ، وصدر قرار من القمة الأفريقية انذاك بان يتم تشكيل لجنة لدراسة الأمر ، وبسبب ذلك تم تجميد قرار رئيس المفوضية لحين دراسته واتخاذ قرار بشأنه .
وحول ما إذا كان هناك تفاؤل ازاء حل ازمات القارة السمراء وتحقيق التنمية، قالت نجم : بلا شك ان الامل يحدونا في القارة الافريقية لانها الأصغر سنا في العالم وبالتالي فان ثروتها من الشباب الذي تحظى به ، سيأتي بافكار مبتكرة ومختلفة ونجد ذلك في الحراك بمنطقة الساحل خاصة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر والذي نترقب نتيجته وبتوحد هذه البلدان الثلاثة لم تستطع اَي دولة او منظمة اقليمية التدخل عسكريا في المنطقة وفي ذات الوقت تم تغيير على ارض الواقع بالفعل فيما يتعلق بتغيير القوات الاجنبية الموجودة في تلك المنطقة ،وقد نرى تغيرا حقيقيا إذا استمرت الدول الافريقية على هذا النهج مثلما حدث في النيجر بتعديل سعر اليورانيوم ، إذا استطاعت الدول الأفريقية السيطرة حقيقة على الموارد الطبيعية الخاصة بافريقيا ومكافحة الفساد الذي يدخل في عملية التجارة الخاصة بهذه الموارد ، بلا شك سيتم تحقيق التنمية المستدامة داخل القارة الأفريقية
وحول الصراع بين الدول الكبرى على خيرات أفريقيا أوضحت ان هذا الصراع سوف يستمر ، وما نعمل على تفعيله الان من خلال الاتحاد الأفريقي هو الدمج للسياسات الأفريقية فاتفاقية التجارة الحرة التي اعتمدتها الدول الأفريقية يدخل فيها الاستثمارات البينية وتسهيلات التجارة بين الدول الأفريقية واذا تم تفعيل هذه الالية وحدها بالقدر الكافي سيتحقق قدر لا باس به من التنمية في أفريقيا وهناك الكثير من القيادات الأفريقية وعت هذا الدرس بانه لن تستطيع الدول فرادى التصدي للصراع على خيرات البلاد لذا لابد من تجمع فعلي على المستويين السياسي والاقتصادي .
مصر والتنمية بأفريقيا :
وعن دور مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي اكدت السفيرة نميرة نجم ان مصر نجحت خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي في تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الكبرى واعتبرها اول مشروع تنموي حقيقي سيحدث فارقا في التنمية في أفريقيا ومصر تستضيف المنتدى الاقتصادي الأفريقي الذي تدخل فيه التجارة والاستثمارات سنويا ويلتقي خلاله رجال الأعمال ليحظى بنوع من الحراك داخل أفريقيا وتعريف رجال الأعمال بفرص التجارة والاستثمار في أفريقيا وما يمكن التعامل معه على انه من اكبر الإنجازات التي حققتها مصر في اطار الاتحاد الأفريقي خلال رئاستها فمصر موجودة وحاضرة ودولة من الدول الكبرى داخل القارة الاًفريقية والاتحاد الأفريقي .