مصروإيران ومحاولات رأب الصدع فى عودة العلاقات
”غزة ”حاضرة خلال الاتصال الهاتفى بين الرئيس السيسى ورئيس إيران
جاءت سياسة إيران الحالية المعروفة بدبلوماسية الجوار لتجدد المناخ الإقليمي بدفعة مصالحات مع القوى الاقليمية وعلى رأسها مصر بعد تقارب سعودى-ايرانى شهدتها الفترة الماضية قبل أن يعصف بذلك العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة بعد أن دخل على خط الصراع جماعة "أنصار الله" الحوثى باليمن المدعومة من النظام الايرانى والتى شنت العديد من الهجمات على السفن الامريكية والإسرائيلية وأعلنت أنها بصدد توجية ضربات للكيان الصهيونى مباشرة وأغلاق الملاحة فى البحر الاحمر أن لم توقف الدولة العبرية عدوانها على غزة.
وفى ظل الصراع الدائر فى المنطقة خطت القاهرة وطهران خطوة جديدة باتجاه نحو تقارب بينهما، فى خطوة لذوبان الجليد قد تخدم القضية الفليسطينية فقد ناقش الرئيس عبد الفتاح السيسى ، خلال اتصالا هاتفيا تلقاه من نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي أحدث التطورات في حرب غزة، وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما.
وتوجه خلال الاتصال رئيسي بالتهنئة للسيسي على الفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وإعادة انتخابه رئيسا لمصر"، والذى ثمن عليها الرئيس السيسى عليها وصفا أيها بـ" اللفتة المقدرة".
وتطرق الاتصال أيضا إلى التباحث حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، فضلا عن متابعة النقاش حول مسار تناول القضايا العالقة بين البلدين".
وأعتبر الرئيس السيسى ان مصر وايران، في ضوء مركزهما التاريخي والحضاري يضطلعان بدور مؤثر في سياق ارساء السلام والاستقرار الاقليميين.
وكانت مصر من الدول التي تلقت كثيراً من الدعوات الإيرانية إلى تحسين العلاقات معها وإعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة.
بينما ترغب إيران في تحقيق تقدم كبير على صعيد علاقتها مع دول المنطقة، نجد المؤشرات أنها تضع مسألة استعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية الكاملة مع مصر كأولوية قصوى في سياستها الخارجية حتى يتسنى لها استخدامها كورقة ضغط على الدول الغربية في المفاوضات النووية وجاء العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة فى تعزيز العلاقات وأذابة بعض الجليد لعودة العلاقات بعد أن لعب الرئيس السيسى دورا محوريا لهدنة أنسانية وأدخال المساعدات عبر معبر رفح الامر الذى دعا الى توافق عربى وأسلامى لمحاولة حقن الدماء فى غزة والتوصل لاتفاق من شأنة حل القضية الفليسطينية .
وفتح باب تحسين العلاقات المصرية الإيرانية بات ضروريا لخلق تكتلات أقتصادية وسياسية بعد أن مرت بمراحل صعود وهبوط طيلة العقود الخمسة الأخيرة منذ اندلاع "الثورة الإسلامية" في إيران عام 1979، وقطع العلاقات رسميا بعد توقيع مصر اتفاق سلام مع إسرائيل، لكنها لم تكن مقطوعة بشكل كامل ودائما ما كانت هناك بعثة رعاية مصالح لتمثيل البلدين وفتح قنوات الاتصال الرسمية الضرورية في مجال العلاقات الدولية.