الدكتورة «شرين فهمي»” لــ”النهار ”: الفترة القادمة ستشهد ظهور التنظيمات الإرهابية مرة أخرى
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلى فى قطاع غزة تحت ذريعة القضاء على حركة حماس تزايدت التحذيرات من تداعيات التطهير العرقى من تنامى الفكر المتطرف وهجمات إرهابية على الدول الأوروبية خاصة لدعمها الغير مشروط للدولة العبرية .
ومع البحث لإجابات للعديد من الأسئلة خاصة فى أعقاب تحذيرات العديد من المسؤولين الغربيين على رأسهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين,من التخوف من تنامى الفكر الارهابى فى عموم القارة ألاوروبية بسبب أحداث غزة قالت الدكتورة شرين فهمى مدرس العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات العربية فى تصريح خاص لـ"النهار" :أن التنظيمات الارهابية فى المنطقة لن تحاول أن تقوم بأعمالها الارهابية فى الخارج على أساس علاقتها الوطيدة والتى تحاول ألصاق العنف الذى تتبناة بدعمها لحركة" حماس" فهناك أختلاف جوهرى بين حماس كفصيل مسلح يعمل من أجل مناصرة قضيتة ألابدية ألا وهى الدفاع عن ألأرض.
لافته أن التنظيمات الارهابية كـ"داعش" الارهابى لا تطمح الى الوصول الى السلطة مطلقا او المشاركة فى الانتخابات على عكس حركة "حماس" التى خاضت أنتخابات ولها هدف وطنى الا وهو النضال داخل الاراضى الفليسطينية ضد الإحتلال الإسرائيلى , فهى ليست لها أى أهداف خارج قطاع غزة على عكس التنظيمات الارهابية التى يكون أهدافها أحداث عمليات أرهابية فى مناطق متفرقة من العالم بغض النظر عن الاماكن التى تنتمى اليها.
وأشارت أستاذة العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات العربية الى أن المنظمات ذات الفكر المتطرف , لا تعنيها قضية بعينها او على جدول أهتمامتها ولكن الظرف الاقليمى نتيجة العدوان الاسرائيلى على غزة , والمواقف الدولية المناصرة لإسرائيل على حساب المذابح الغير مبررة فى حق الشعب الفلسطينى وأنشغالها عن الخلايا السرطانية (الارهاب) ومكافحتة ففى تلك الفترة من الممكن أن يتم غض البصر أو التغافل عن فكرة ملاحقة العناصر الارهابية من ثم نجد عمليات أرهابية فى العديد من الدول الداعمة لإسرائيل .
وأكدت أستاذ العلوم السياسية أننا قد نجد أن تلك التنظيمات الإرهابية مثل "داعش " بعد أنحسارها كليا فى كل من العراق وسوريا وأعلان القضاء عليها فى عدة بؤر لها أن تجد تلك الفترة مُؤاتية لها لإحياء دورها المتطرف لاستعادة نشاطها العملياتى فى المناطق التقليدية ليها فى ظل عدم الاستقرار وأنشغال المجتمع الدولى بأحداث غزة .
وعن كيفية أستغلال تلك التظيمات الارهابية أوضحت بأن تلك التنظيمات لها طرق معينة بأن تقوم بتجنيد بعض العناصر الجديدة تحت ذريعة مناصرة (القضية الفليسطينية ) بأعتبارها قضية عربية فى الاساس ومن هذا المنطلق نجد ظهور تلك البؤر الارهابية من جديد فى ظل خضام العدوان الوحشى الإسرائيلى على قطاع غزة وصمت دولى وأستغلال حالة الغضب والتضامن الشعبى ,مما يحدث على الاراضى الفلسطينية فـ"بالتالى فقد نجد عناصر جاهزة للانضمام الى صفوف تلك الجماعات المتطرفة بكل سهولة .
ونوهت بأن نشاط العمليات الارهابية وتلك التنظيمات فى تلك الفترة هو نتاج أستغلال الظرف الاقليمى فقط وليس هو تضامنا مع حركة حماس فى حد ذاتة مع أختلاف الاهداف فـ"حماس" لها أيديولوجيا وطنية , للكفاح من أجل أحتلال يمارس تطهير عرقى ومجازر غير مبررة فى حق مدنيين.
أما تلك التنظيمات المتطرفة مع أشغال القوى الاقليمية والمجتمع الدولى بما يحدث فى فلسطين فسوف يترك مساحة لتلك التنظيمات فى تغذية الفكر المتطرف فى أن تعاود من جديد ممارسة نشاطها العملياتى بقوة خلال الفترة المقبلة, وهذا ما أكدتة الهيئات الاستخبارتية فى عدد من الدول الغربية ,والتى أعلنتها صريحة من التحذير من وقوع عمليات ارهابية على أرضيها كما حدث فى العاصمة البلجيكية بروكسل مطلع شهر أكتوبر الماضى عقب توقيف شخص يشتبه بإطلاقه النار وقتل سويديين .
وعن تأييد القوى الغربية لإسرائيل وصمت الدولى أتجاة ما يحدث من إعتداءات وعدم أصدار أى أدانة عن الابادة الجماعية والتطهير العرقى للذى يحدث للفلسطينين فى غزة فهذا سوف يكون له مردود عنيف , فلا نستبعد فى تبنى تصريحات لتلك التنظيمات المتطرفة وظهورها من جديد فى تبنى عمليات داخل القارة العجوز(اوروبا).
وأوضحت بأنة هذا سوف يكون من منظور التنظيمات المتطرفة فى محاولة منها بأنها تحاول التأثير على الرأى العام الدولى فكرة (مبادلة العدوان بعدوان ) ولذلك من المفترض أن تبحث تلك الحكومات عن سبيل للتهدئة الاوضاع ووقف تلك المجازر الإسرائيلية حتى لا نسمع عن أغتيالات وغير ذلك من عمليات أرهابية وهذا ما تخشاة الدول الغربية وهذا ما أكدتة بعض الدول عن توقيف رحلات الطيران الى الشرق الاوسط , لان هناك تخوف من أستهداف رعاياها .
وتابعت بأن المتطرفين لا يزالوا يمثلون أكبر تهديد إرهابي في أوروبا الغربية، ومن المتوقع أن تستمر هذه الجهات الفاعلة المنفردة في تنفيذ غالبية الهجمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي.
يذكر أن إسبانيا قد أتخذت إجراءات احترازية في أعقاب تصاعد الصراع بين إسرائيل وفلسطين, لأنها بلد عبور للعديد من المتطرفين من شمال إفريقيا إلى أوروبا فقد أعلنت أن هناك أكثر من 300 من الذئاب المنفردة تحت المراقبة لان غالبية الهجمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبى يتم ارتكابها بشكل "فردى" أي تابع للذئاب المنفردة وهو ما يجعلها أكبر تهديد في أوروبا , فقد أوضحت الحكومة الاسبانية بأن بين 330 شخصًا تم اعتقالهم بتهمة الإرهاب في أوروبا، كان هناك 266 شخصًا من الإرهابيين الذين يعملون على تجنيد الشباب.