رسالة إنسانية من ذوي الهمم الفلسطينيين للعالم من خلال «النهار» :«نحن قادرون»
يوافق 3 ديسمبر اليوم العالمي لذوي الإعاقة من كل عام، لذا فأن شهر ديسمبر من أهم الشهور التي يزداد فيها الدعم والتوعية بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ونظرًا مع بداية هذا الشهر يمكن تسليط الضوء على الشخصيات الفلسطينية من ذوي الهمم لإبراز إنجازاتهم الفريدة والمختلفة بالتزامن مع الأزمة غير الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني إعلانًا منه لصموده الشجاع ضد الهجمات العدوانية من قبل القوات الإسرائيلية.
«آية» تخطت الإعاقة الحركية لتصبح فنانة تشكيلية
«حاولت أن تكون نفسها بنفسها».. هذه العبارة التي ترددها «آية» باستمرار من خلال موهبتها التي تشكلت بناءًا عن مساعدتها لنفسها دون تدخل أو مساعدة من أحد كي تتحدى أي إعاقة أصابتها.
«عندي إعاقة حركية بس بعرف أمشي واكتب واتكلم عادي، وشاركت في 50 معرض في القاهرة».. حكت آية خطاب، 26 عامًا، في بداية حديثها لـ«النهار» أنها شاركت في أكثر من معرض فني داخل القاهرة كي تعرض فيها لوحاتها الفنية كما أنها حصلت على المركز الأول والثاني في أكثر من معرض فني.
5 سنوات، من الحب والشغف داومت خلالها «آية» في ممارسة موهبتها الفنية بسبب تعلقها الشديد بالألوان والرسم، موضحة:«مدخلتش جامعة بس طورت نفسي بالفن ودي حاجة أنا بحبها».
دعم كبير تحصل عليه الفتاة العشرينية من عائلتها وصديقتها كي تستكمل في ممارسة موهبتها، كما أنها تشعر بحالة من الامتنان دومًا بسبب عدم مواجهتها أي صعوبات تعوق مشوارها الفني، قائلة:«الحمدلله بطلع معارض وبشارك دايمًا وحاسة بفخر».
تنوعت المعارض الفنية التي شاركت فيها «آية» في القاهرة والتي كان من أهمها في كلية الفنون الجميلة، وساقية الصاوي، ودار الأوبرا المصرية، والمركز الثقافي الروسي، لافتة:«نفسي أكون فنانة تشكيلية كبيرة وأشارك في معارض خارج القاهرة».
«أتمنى أنهم يوقفوا الحرب ونفسي الهدنة تكون مستمرة لأننا شعب يستحق السلام».. هذه رسالة «آية» التي أرادت أن تقوم بتوضيحها لوقف الحرب والعدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، ورغبتها في عودة الأوضاع إلى طبيعتها من جديد.
«محمد» يتخطى الصعاب ليكون بطلًا في الكاراتيه
علاقة ليست لها مثيل تجمع «محمد» بوالدته الفلسطينية، وهذا ليس لأنها والدته ومشاعر الأمومة التي تسيطر عليها تجاهه فحسب، إلا أنها تعتبره رغم ظروفه الخاصة رفيق دربها في رحلتها الشاقة التي تخوضها كي تكون له السكن والسكينة.
«يعاني من قلة التركيز ونسبة الذكاء ضعيفة وصعوبة في الحركة».. هكذا شرحت شادية صبحي على حجيلة، 48 عامًا، والدة محمد نصر محمد، حالة ابنها البالغ من العمر 15 عامًا حيث أنه يعاني من صعوبة في الحركة في اليد والقدم ولكن مع استمرار العلاج الطبيعي أصبح الوضع الصحي له أفضل، كما أنه يستطيع الذهاب إلى المدرسة التربية الفكرية.
تسرد «شادية» أنها مهتمة بحالة ابنها «محمد» الخاصة، كما أنها رأت فيه الموهبة كي يتواجد في النادي والمراكز الفنية، حتى أنه يشارك في رياضة الكاراتيه كي يطور نفسه ويصبح بطلًا فيها، لافتة:«بحاول أخرجه دايمًا وأحسن من نفسيته».
لم يحصل «محمد» على جوائز فردية له من رياضة الكاراتيه، ولكن يرغب في تطوير مستواه كي يصل إلى الإحترافية من خلال قيامه بالتدريبات الأسبوعية بشكل مستمر في النادي، لافتة:«حاليًا محمد بيأخذ علاج مخ وأعصاب وماشيين في العلاج الطبيعي، وعنده موهبة غريبة كمان في تعلقه الزيادة بالتليفون وحل أي مشكلة خاصة به».
استطاعت والدة «محمد» في إنجاز الكثير من الإجراءات المتعلقة بالخدمات الخاصة به، ككارنيه الخدمات المتكاملة، ولم تواجه أي مشكلة في هذا الشأن، لافتة:«لكن ظروف الحياة صعبة والمصاريف كتيرة عليا ولكن في ظل ده بحاول أوفرله كل اللي يحتاجه».