«أحمد» أب مصري يناشد بعودة عائلته وزوجته الفلسطينية من غزة: «وأنا بكلمهم بسمع صوت الصواريخ»
القلق يسيطر على قلب أب مصري مكلومًا على أولاده المتواجدين في زيارة عائلية لأسرة زوجته الفلسطينية داخل غزة، هذا الوصف الصحيح لحالة أحمد حسن الذي يعيش التوتر بين اللحظة والأخرى مع تصاعد الأحداث المأساوية في فلسطين بسبب بقاء أسرته كاملة داخل غزة.
«أنا متجوز فلسطينية من غزة بالتحديد، وكنت بروح معاها زيارات لأهلها عن طريق المعبر في غزة».. بدأ أحمد حسن، 39 عامًا، حديثه لـ«النهار» بكلمات مليئة بالحزن والخوف على أسرته الصغيرة المكونة من 5 أولاد وزوجته الفلسطينية التي تُدعى مها محمد إسماعيل، بسبب بقائهم داخل فلسطين من قبل العدوان الغاشم على فلسطين في أكتوبر الماضي في زيارة عائلية.
حكى «أحمد» أنه لسوء الحظ عدم ذهابه مع زوجته في هذه المرة، على الرغم من زياراته المتكررة معها لأسرتها في غزة في الكثير من المناسبات، موضحًا:«أنا خايف عليهم لأن على طول القصف شغال شبه كل ساعة ومبينتهيش، عايز أدخل ولادي ويرجعوا بلدهم مصر من تاني».
يطالب الزوج الثلاثيني بعودة أولاده الـ 5 وزوجته مرة أخرى إلى مصر خوفًا عليهم من الاعتداءات الغاشمة على فلسطين وأهلها من قبل العدوان الإسرائيلي، لافتًا:«نفسي أي جهة مسئولة تعجل بخروج المصريين وعودتهم لأرضهم مصر علشان الوضع هناك ميتوصفش وأصعب من اللي بنشوفه في التليفزيون».
يتواصل «أحمد» مع زوجته عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال إرسال رسائل ومكالمات بصفة مستمرة دون توقف حتى أن الهاتف المحمول لا يفارق يده، إلا أن الرسائل تأتي له متأخرة بسبب صعوبة شبكة الإنترنت داخل غزة، موضحًا:«بيترد عليا كل يومين ومش عارفة اطمن عليهم».
سرد «أحمد» بعض القصص المؤثرة التي تعيشها زوجته الفلسطينية برفقة أولاده وسط الحرب، حيث كان من بينها أن استشهاد الزوجة الأولى لزوج شقيقة زوجته وابنتها، لافتًا:«وأنا بكلم مراتي بسمع صوت الصواريخ بتضرب جمبها».
تعيش زوجته الفلسطينية برفقة أولاده في منزل نائي عن الأحداث إلى حد ما في غزة، إلا أنهم في حالة غير آمنة بسبب استمرار الحرب، قائلًا:«كده كده مفيش أمان في أي مكان هناك وعلشان كده أنا في قلق دايمًا عليهم».
تعاني زوجة «أحمد» من قلة الموارد والنقود بسبب ظروف الحرب وعدم قدرته على إرسال الأموال اللازمة لهم، لافتًا:«ولادي ومراتي عايشين على العيش الناشف وبقولها وفري المياه للشرب».
روى «أحمد» سبب سفر زوجته الفلسطينية لزيارة أهلها في غزة، وذلك بسبب مناسبة عيد الأضحى إلا أنها رغبت في التواجد مدة أكبر برفقة أهلها داخل موطنها، حتى بدأت الأحداث تشتد سوءًا في بداية أكتوبر، موضحًا:«كان نفسي يكونوا جمبهم، أنا عندي مريم في إعدادية وعبد الرحمن في الابتدائية وأخرى في الابتدائية والأصغر في أولى ابتدائي وعيل مكملش سنة».