يأكلون الخبز مع الدماء.. مأساة أهالي فلسطين بعد 30 يوما من القصف الإسرائيلي على غزة
30 يومًا من الضرب والقذف عاشها شعب فلسطين العربية في قطاع غزة، تعرضوا خلالها لممارسة أبشع الجرائم الإنسانية من قِبل العدو الصهيوني، توقفت المخابز عن العمل واُغلقت المستشفيات وأعلنت وزارة الصحة استنفاذ الوقود بشكل تام بمجمع الشفاء الطبي، فضلًا عن استهداف مستشفى العمداني وتدميره، ورغم كون مقاطع الفيديو المنتشرة شاهدًا ودليلًا إلى أن الصمت مازال مسيطرًا.
وصل الحرمان بين أهالي غزة حد أكلهم الخبز معجونًا بالدماء، فقد قامت المظاهرات في قلب الدول العربية بعدما انتشرت صورة يظهر فيها رغيف خبز يخرج منه دماء في مشهد يمثل جريمة يرتكبها المجتمع الدولي بصمته تجاه ما يحدث واضعًا لاصق أبيض على فمه وعينيه تاركًا شغب فلسطين يموت دون أن يتحرك لهم ساكنًا، ووصفه الرواد بأنه واقع المأساوي يعيشوه منذ سنوات لا مشهد في السينما.
وبعد مرور شهر من طوفان الأقصي واستدراج المقاومة الفلسطينية لما حدث ومن ثم بدء الإبادة الجماعية لهم، يزداد يأس الناس بشكل متزايد، حيث نفد الطعام والمياه في المدينة واكتظت الملاجئ بالنازحين، يكرر برنامج الأغذية العالمي دعوة الأمين العام إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة وحماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية ولكن دون جدوي.
وتوضح الدكتور "مها عطيفة" مسئولة التغذية بمنظمة الأمم المتحدة، في تصريحات خاصة لجريدة "النهار" أن هناك نقص في الوقود؛ مما أدى إلى توقف الحياة في غزة، حيث أوقفت المخابز إنتاج الخبز وهو الغذاء الأساسي المتبقي لسكانها فقد جاعوا جميعًا وأصبحوا في حال لا يرثي له، ينتظرون من الطعام ما يبقيهم على قيد الحياة ويمدهم بطاقة يقفون بها بوجه العدو.
وتضيف مسئولة التغذية بمنظمة الأمم المتحدة، أن الحل يكمن في ضرورة استجابة إسرائيل لقرار وقف إطلاق النيران على المدنيين، فتقول "من المهم تجديد إمدادات الوقود التي تعتبر حيوية لتشغيل معظم الخدمات الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والمخابز ومحطات تحلية المياه ونقل الإغاثة الإنسانية داخل غزة".
لم يثير مشهد الدماء على الخبز شفقة العالم فقط، بل انفطر قلب الجميع بمشهد فيديو ظهرت فيه سيدة تبحث عن نجلها "يوسف" صاحب الشعر الأشقر والبشرة البيضاء، تجول المستشفى وهي تقول "شعره كيرلي وابيضاني وحلو"، حتي وجدته جثة هامدة وسط الشهداء فعَلت صرخة منها اهتز لها العالم بأثره ولكن خطوة يتمناها أشقائنا في غزة لم ينالوها بعد، فهلا تحرك العالم ورفع الظلم عن شعب لم يكبر فيه الأطفال بعد؟!