النهار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:29 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات تقارير ومتابعات

بتربي سمك في منزلها.. كفاح ”أم يوسف” ابنة قنا: زوجي كفيف وأجريت 8 عمليات لإبني بصرف عليهم من عرق جبيني

في منزل صغير معرش بالطين وجريد النخيل تعيش سيدة قنائية، تقضي يومها أمام حوض من النحاس بداخله أسماك تقوم بتربيتهم حتى توفر ثمن اللحوم ومصدر دخل بعد البيع منه فيما بعد، لتلبية احتياجات أسرتها كونها العائل الوحيد لها، لا تمل ولا تكل من المعاناة والشقاء التي تعيش فيه حزنًا على حال أسرتها إضافة للمجهود التي تبذله من أجل توفير لقمة العيش.


قالت «أم يوسف» أنها تعيش مع أسرتها المكونة من 4 أفراد، في قرية كوم يعقوب، مركز أبوتشت، شمالي محافظة قنا، زوجها كفيف منذ 5 أعوام ولديها طفلين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة أجرت له 8 عمليات جراحية حتى الآن ويحتاج إلى عمليات أخرى حتى يستطيع عيش حياته بشكل طبيعي لكن تؤجلهم بسبب تكلفتهم باهظة ولم يكن في استطاعتها في الوقت فكل تفكيرها توفير لقمة العيش لهم.


وأضافت «ابنة قنا»، أنه لا يوجد لديهم دخل سوى معاش تكافل وكرامة، لذلك ظلت أعوام تبحث عن عمل مناسب كونها أمية، حتى قدم لها فاعلين الخير مشروع تربية الأسماك ضمن مشروعات التغيرات المناخية، فكان طوق النجاة لها تمسكت به، واتخذته سبيلًا لتلبية احتياجات أسرتها من خلال الطبخ منهم لتوفير ثمن اللحوم والبيع أيضًا لإيجاد مصدر دخل تستطيع شراء أدوية لزوجها وطفلها من خلاله.


وذكرت «أم يوسف»، أنها تربي السمك داخل حوض من النحاس بداخله 180 سمكة صغيرة وفر لها ذلك فاعلين الخير إضافة إلى شراء جوال علف لهم، تستيقظ في الصباح تطحن لهم العلف وتضعهم لهم داخل البرميل تظل تمارس نفس الخطوة 3 مرات يوميًا، وتوفر لهم أكسجين من خلال جهاز كهربائي وعند انقطاع التيار الكهربائي تظل تحرك المياه بيديها حتى يطفو الأكسجين من قاع البرميل حتى لا يموتوا، والمياه التي توفرها لهم لا بد من عدم وجود كلور بها لذلك تخزنها من طلمبة جيرانها.


"نفسي ابني بيتي بنخاف من الشتاء"، بهذه الكلمات تحدثت السيدة «أم يوسف»، عن حالة منزلها بأنه غرفتين معرشين من جريد النخيل والطين والجزء الأخير مكشوف، لذلك تتمنى النظر إليها من قبل المسئولين لمساعدتها في بناء منزلها لحمايتهم من برد وأمطار فصل الشتاء، وبالنسبة لطفلها سوف تبذل أقصى مجهودها لتوفير تكلفة العمليات التي يحتاجها حتى تراه يجري ويلعب مثل بقية الأطفال فالإعاقة في يده وقدمه ورغم صغر سنه إلا أنه لا يظهر يده لأحد خوفًا من التنمر.