اسبانيا تدعو الي عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط
في خطوة اوربية ايجابية نحو السلام وافق مجلس الاتحاد الأوروبي على اقتراح إسباني لعقد مؤتمر سلام في الشرق الأوسط؛ يستهدف بالأساس إنهاء الصراع التاريخي بين إسرائيل وفلسطين في وقت يتصاعد القتال داخل قطاع غزة لليوم الـ 21 على التوالي.
ويرى مراقبون ومحللون أن الخطوة الأوروبية تأتي في توقيت مهم للغاية مع احتدام الصراع في المنطقة، واحتمالية اتساعه بالنظر للتهديدات الإقليمية الراهنة، لكنهم في ذات الوقت أشاروا إلى ضرورة عقد المؤتمر "على وجه السرعة" وليس في غضون 6 أشهر كما جرى الإعلان عنه، حيث من المتوقع أن يحظى بدعم أمريكي وشرق أوسطي.
قال القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث إن مجلس الاتحاد الأوروبي قبل اقتراح بلاده لعقد مؤتمر للسلام في غضون 6 أشهر بشأن الصراع بين إسرائيل وحركة حماس وتتولى مدريد الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام الجاري.
أوضح سانتشيث أن مدريد ضغطت خلال اجتماع للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27، لكي يطالب التكتل بوقف فوري لإطلاق النار، لكن بعض الدول عارضت الصياغة.
أشار إلى أنه بدلا من ذلك، اتفقت الدول الأعضاء على الدعوة إلى "هدنة إنسانية" وفتح ممرات المساعدات للمدنيين في غزة، كوسيلة للتوصل إلى توافق في الآراء، وفي مقابل هذه التسوية، قبل الاتحاد اقتراح مؤتمر مدريد للسلام، والذي يتضمن مسعى جديدا لإحياء حل الدولتين.
أوضحت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، أنه على الرغم من أن احتمال السلام قد يبدو بعيدا، لكن قادة الاتحاد الأوروبي يعتقدون أن الوقت قد حان للبدء في وضع الأسس لعلاقة مستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين حيث لا تسيطر حركة حماس على غزة.
مع ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي لأكثر من 7 آلاف قتيل شجع قادة الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل لليوم الثاني، على مبادرات دبلوماسية وأمنية أوسع لوقف الصراع من الانتشار، وسيكون مؤتمر السلام والتسوية السياسية جزءا من ذلك.
أشارت تقارير غربية إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي انقسمت منذ فترة طويلة في مواقفها بشأن المنطقة، على سبيل المثال فالنمسا وألمانيا والمجر من الداعمين الأقوياء لإسرائيل، في حين تعتبر إسبانيا وأيرلندا أكثر صراحة في دعمهم للفلسطينيين، لكن بشكل عام فالكتلة لديها مصداقية كمشروع أوروبي يقوم على السلام ويحاول الاتحاد الأوروبي منذ سنوات الترويج لفكرة قيام دولة إسرائيلية وفلسطينية على حدود عام 1967.
وفي بيان تم الاتفاق قال قادة الاتحاد الأوروبي إنهم "مستعدون للمساهمة في إحياء العملية السياسية على أساس حل الدولتين، ويرحبون بمبادرات السلام الدبلوماسية، ودعم عقد مؤتمر دولي للسلام قريبا".
وقال جوزيب بوريل الذي يقود الجهود الدبلوماسية الدولية نيابة عن الاتحاد الأوروبي، إن "السلام لن يأتي من تلقاء نفسه يجب أن يتم بناؤه... حل الدولتين يبقى الحل الوحيد القابل للتطبيق الذي نعرفه".