رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة ل”النهار”: الدعم المصري للقضية الفلسطينية سيؤثر على المزاج العالمي
لبنان مع القضية الفلسطينية على مدار السنين
لبنان قادر على حمل لواء المعركة الدبلوماسية والإعلامية ولا تستطع أن تصمد في حربًا عسكرية
نحن أقوياء في موقفنا وقضيتنا وحقوقنا ويجب أن نقنع العالم بذلك
علق رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، على قمة القاهرة للسلام والتى استضافتها مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
وقال فؤاد السنيورة في تصريحات خاصة ل"النهار":"أشد على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجمهورية مصر العربية ومبادرتها عبر هذه القمة، فللمجتهد أجران أجرًا إذا أصاب وأجرًا إذا لم يصب".
وأضاف السنيورة، :"الغرب لم يدرك الحقيقة الواجب إدراكها بأن هذه المشكلة التي مر عليها 75 عامـ وجرى الكثير من القرارات الدولية، والمجتمع الدولي ومجلس الأمن والأوروبيين والأمريكان غضوا النظر عن كل هذه المآسي التي تتعرض لها المنطقة العربية، بسب العناد الأمريكي والإسرائيلي والغربي لأنهم لا يريدون حلًا حقيقيًا، وبالتالي ينظرون بأن التاريخ بدأ بالسابع من أكتوبر وأن هناك مجموعة اقتحمت إسرائيل، ويجب أن يتم تأديبها من وجهة نظرهم، وربما يكون هناك أخطاء بالفعل، ولكن القضية ليست قضية ما يسمى هذه العملية، لأن هناك أمور أخرى تسببت في هذه المآسي وهؤلاء الملايين الذين فقدوا حياتهم على مدار هذه السنوات، وليست المسألة فقط مسألة الفلسطينيين الذين خسروا حياتهم وأرزاقهم وتعذبوا؛ فالمنطقة بأكملها عانت على مدار 75 سنة، وما شهدناه من أفغانستان حتى المغرب العربية، سببه هذه القضية".
وشدد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، على أن الموقف المصري قوى، حيث أشارت مصر إلى أن هناك من يزال يصمم على أنه لا يريد حلًا وبالتالي المزيد من الدماء، وعلينا العودة لطاولة المفاوضات والوصول للحل العاجل للقضية الفلسطينية.
وأشاد السنيورة، بموقف مصر والأردن ضد تهجير الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن هذا موقف صحيح، فالسؤال هل نحن نريد أن نؤمن للشعب الفلسطيني دولته، أم نريد أن نرتكب جريمة إضافية من أجل أن نظهر أن هناك حلًا، مضيفًا:"اعتقد الموقف في العاصمة الإدارية الجديدة والموقف العربي الذي تعبر عنه مصر والأردن، سيكون له تأثيره، وهناك تغير مزاج في العالم لانه لا يستطيع بعد هذه المذبحة المستمرة أن يستمر في مواقفه".
وتطرق السنيورة، عن موقف لبنان، قائلًا إن لبنان كان دائمًا ما يقف مع القضية الفلسطينية منذ اندلاعها وحتى الآن، ودافع الكثير من هذه المآسي على مدار هذه السنوات وتعرض لـ 6 اجتياحات إسرائيلية، في 69 و 78 و 82 و ،و 93 و 96 ، و 2006/ وما زال يتعرض لمشكلات طاحنة.
وأوضح السنيورة، أن لبنان يتعرض لأكبر أزمة في تاريخيه، وخاصة الأزمة السياسية بسبب الظروف الداخلية والخارجية أيضًا ولم يستطع لبنان تكوين مؤسساته الدستورية، والأمر الثاني هو الأزمة الاقتصادية الماحقة والساحقة التي يتعرض لها لبنان حيث انخفضت العملة اللبنانية بأكثر من 98% من قيمتها، بجانب المشكلات الاجتماعية والمعيشية، ثم النزوح السوري، حيث أن 40% من سكان لبنان أصبحوا نازحين من سوريا، فكيف للبنان أن تصد معركة عسكرية؟.
وأضاف قائلًا: إن لبنان قادر على حمل لواء المعركة الدبلوماسية والسياسية، والإعلامية، ولكن لا يستطيع أن يصمد في حربًا عسكرية قد يكون نتيجتها دمار غزة، ودمار لبنان، ونحن نخشى تطور الأوضاع والانزلاق للأسوأ، فالوضع شديد السوء، ويتطلب قدر كبير من التبصر والحكمة والمعرفة وعدم الانزلاق لمزيد من التدهور الذي لن يكون من مصلحة أحد، ويجب المحاولة لتغير المزاج الأمريكي في الدعم لإسرائيل، ولا بد من جهد عربي منسق ومتضامن لمخاطبة العقلية الأوروبية.
وأوضح أن هناك جهدًا كبيرًا يجب أن يتم الآن والبناء على قمة القاهرة للسلام، ويجب ان يترجم في عمل إعلامي ودعائي واتصالات وظهور على شاشات التلفزيون، وعلى كل الأجهزة العربية الإعلامية التواصل مع العالم وتغيير انطباع الناس، كما يجب أن نعلم كيف نخاطب العالم من موقع الراغب للوصول إلى حل، فنحن أقوياء في موقفنا وقضيتنا وحقوقنا ويجب أن نقنع العالم بذلك، ولا يوجد أي مستحيل، كما يجب تسخير كل المؤسسات الإعلامية لصالح القضية الفلسطينية، وان نستنهض الرأي العام الدولي، لكي يرى ماذا يفعل السياسيين الغرب.