في مؤتمر صحفي بالجامعة العربية.. رئيس آركو: العدوان الإسرائيلي على غزة تجاهل مبادئ القانون الدولي وكل الاتفاقيات والأعراف
ــ نطالب المجتمع الدولي بإيقاف القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة وتقديم الإغاثة العاجلة للسكان
ــ الأولوية لتوفير الغذاء والدواء والماء والوقود لسكان القطاع والشعب الفلسطيني
أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" الدكتور صالح بن حمد التويجري أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة أثرت على حياة شعب بأكمله نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل؛ والحصار الإسرائيلي الجائر غير الإنساني على القطاع وقطع الكهرباء والماء والوقود.
وبيّن "د. التويجري" في بيان تلاه في مؤتمر صحفي حول الأوضاع الإنسانية في غزة نظمته جامعة الدول العربية بالتعاون مع المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ؛ أن الهيئة العامة للمنظمة عقدت اجتماعاً استثنائيا عبرت فيه عن إدانتها لهذا العدوان السافر الذي تجاهل مبادئ القانون الدولي الإنساني وكل القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية؛ وطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته لايقاف القصل الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وشدّد على ضرورة توفير الغذاء والدواء والماء والوقود لسكان غزة؛ مضيفاً كما أود التذكير بأن فصل الشتاء قادم وبعد أيام معدودة؛ مما يتوجب سرعة توفير المتطلبات اللازمة للشعب الفلسطيني ليتعافى من آثار تلك الكارثة ولحمايته من برد شتاء قارس على الأبواب.
وفيما يلي نص البيان:
المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر هي منظمة إنسانية إقليمية تضم في عضويتها واحد وعشرين جمعية وطنية عربية للهلال والصليب الأحمر.
استجابة للتداعيات الإنسانية الحرجة التي فرضتها الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، والتي أثرت على حياة شعب بأكمله، وخلفت آلاف الوفيات والمصابين، ودمرت المنشآت الخدمية الحيوية المقدمة للصحة وللطاقة وللمياه والاتصالات، مع نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وشردت مئات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، وشلت الحياة العامة؛ واستهداف المرافق الصحية؛ وسيارات وطواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني الذي فقد عدداً من أفراده وسياراته؛ نتيجة للعدوان المتعمد الذي استهدف فرق اسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني والمستشفيات في قطاع غزة ؛ فقتل المرضى والجرحى داخل المستشفيات وطواقمها الطبية؛ وتحولت تلك المستشفيات إلى مقابر جماعية؛ وكذلك محاولة تهجير سكان قطاع غزة إلى خارج القطاع؛ وهو ما يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني؛ والتي تم توثيقها من قبل المركز العربي للقانون الدولي الإنساني التابع للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.
أمام هذا الوضع المأساوي، عقدت الهيئة العامة للمنظمة اجتماعاً استثنائياً بتاريخ 11 أكتوبر 2023م؛ وعبرت الهيئة العامة عن إدانتها لهذا العدوان السافر الذي تجاهل مبادئ القانون الدولي الإنساني، وكل القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية، كما عبرت عن استنكارها لاستمرار استهداف المدنيين، والمنشآت المدنية؛ مخالفة بذلك لاتفاقيات جنيف 1949 والبروتوكولات الملحقة لها "1977؛205"..
وتطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته وبصفة كاملة وفورية لإيقاف القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والعمل على تقديم الإغاثة العاجلة للسكان، وتأمين الممرات لوصول المساعدات الإغاثية وفتح المعابر، ودخول طواقم الإغاثة إلى جميع أحياء قطاع غزة.
كما أكدت على مساندتها الشاملة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتعزيز خدماتها الإنسانية داخل قطاع غزة وفي كافة الأراضي الفلسطينية. وتشيد بالدور البطولي للعاملين والمتطوعين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الذين حملوا أرواحهم على أكفهم لإنقاذ ضحايا الكارثة.
كما سجلت شكرها وتقديرها للجهد الكبير الذي تبذله جمعية الهلال الأحمر المصري لتنسيق استقبال المساعدات الإنسانية القادمة من خارج مصر، وإدخالها إلى قطاع غزة. وعبرت عن تقديرها لحكومة جمهورية مصر العربية على الإجراءات والتسهيلات لوصول ومرور المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة. كما تسجل شكرها لمكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والتي استجابت للوضع الإنساني، وتدعوها إلى تكثيف مساعداتها لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وممارسة دورها الإنساني طبقا لرسالتها ومبادئها الأساسية للضغط على المجتمع الدولي لإيقاف تلك الانتهاكات، ومنع تكرارها. كما تطالب مكونات الحركة الدولية لعقد اجتماع استثنائي عاجل في جنيف، لهذا الغرض.
ومع عظم المأساة وتعدد وتنوع المساعدات الإنسانية المطلوب توفيرها لسكان قطاع غزة؛ إلا أنني أوكد على أن "الغذاء ــ الدواء ــ الماء ــ والوقود" هي أولوية ماسة؛ كما أود التذكير بأن فصل الشتاء قادم وبعد أيام معدودة؛ مما يتوجب سرعة توفير المتطلبات اللازمة للشعب الفلسطيني ليتعافى من آثار تلك الكارثة ولحمايته من برد شتاء قارس على الأبواب.
من جهتها أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الامين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، على أن استمرار الوضع الخطير اللاانساني في قطاع غزة سوف يؤدي الى معاناة لا حدود لها مذكرة بالفاجعة الخطيرة والمجزرة التي حصلت بالمستشفى المعمداني والتي راح جراء قصفها المئات من الاطفال والنساء؛ مشددة، على ضرورة ان يطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته للوقف الفوري لهذه الحرب والمأساة الانسانية غير المسبوقة، والسماح بتدفق الامدادات والاحتياجات الطبية والادوية المنقذة للحياة،
وأشادت بالدور الكبير الذي تقوم به جمهوررية مصر العربية لتأمين دخول المساعدات الى قطاع غزة عبر معبر رفح، كما اشادت باستجابة الدول العربية لتقديم المساعدات الانسانية العاجلة للحد من الكارثة الانسانية التي يعاني منها أكثر 2.3 مليون فلسطيني، وارسال جسور مساعدات جوية لإمداد الشعب الفلسطيني الباسل باحتياجاته في هذا الوقت العصيب، للتخفيف من حدة الآثار المترتبة عن العدوان الإسرائيلي الغاشم، ودعت الشعوب العربية بالاستجابة إلى حملات التبرعات التي أطلقتها الجمعيات الوطنية للهلال الاحمر والصليب الاحمر بالدول الاعضاء، لدعم الشعب الفلسطيني،
وأوضحت السفيرة أبو غزالة أنه ووفقاً لإحصائيات الامم المتحدة، نحو 70% من حصيلة الشهداء في قطاع غزة من الأطفال والنساء والمسنين، كما يقدر عدد النازحين داخل القطاع بمليون شخص، منهم 513 ألف لجأوا إلى المنشآت التابعة للاونروا، وقد وثقت منظمة الصحة العالمية 59 هجوماً ضد العاملين في القطاع الصحي، و69 اعتداء على المنشآت الصحية كما استشهد أكثر من 37 من العاملين الصحيين، واصيب العشرات منهم، وتضررت و32 سيارة اسعاف، وهنالك 7 مشافي توقفت عن تقديم الخدمة.
وأشارت السفيرة الى أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تحرص دائماً على دعم الدول الأعضاء التي تمر بأزمات إنسانية، من خلال آليات عملها المختلفة المتمثلة بالمجالس الوزارية المتخصصة ومنظماتها التابعة لها، لتلبية احتياجات تلك الدول، وفي هذا الصدد، أصدر مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري خلال دروته غير العادية التي انعقدت بتاريخ 11/10/2023، بشأن سبل التحرك السياسي لوقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق السلام والأمن في دولة فلسطين، والذي حذر من التداعيات الإنسانية والأمنية الكارثية لاستمرار التصعيد وتمدده، وأكد على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، والسماح بشكل فوري بإدخال المساعدات الإنسانية والوقود إليه،
واوضحت السفيرة إلى أن هناك تواصل مستمر مع وزارة الصحة بدولة فلسطين للتعرف على احتياجاتها الطارئة والعاجلة لدعم القطاع الصحي في قطاع غزة والعمل على توفيرها، وتعمل ادارة الصحة والمساعدات الانسانية بشكل مستمر على تعميم احتياجات وزارة الصحة الفلسطينة، على وزارات الصحة والجهات المعنية في الدول الاعضاء للعمل على توفيرها في اسرع وقت ممكن، مثمنه استجابة الدول العربية في هذا الشأن، مشيرة الى أنه جاري التنسيق مع وزارة الصحة والسكان بجمهورية مصر العربية على توفير الاحتياجات الصحية الطارئة من الدعم الذي سبق وأن قدمه من مجلس وزراء الصحة العرب،
ونوهت انه بناء على توجيهات معالي الامين العام جاري التنسيق مع رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة العرب ورئيس وأعضاء المكتب التنفيذي بالتنسيق مع الهلال الاحمر المصري لإرسال مساعدات عاجلة واحتياجات انسانية وادوية منقذة للحياة الى قطاع غزة. كما أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي انعقد بتاريخ 16/10/2023، اقر دعم اجتماعياً وانسانيا لدولة فلسطين، وجاري العمل على ايصال هذا الدعم في أسرع وقت ممكن إلى قطاع غزة.
وتوجهت السفيرة بالشكر للهلال الأحمر المصري على الجهود والمساعي المبذولة لتنسيق الاحتياجات الانسانية مع الهلال الاحمر الفلسطيني وتأمين إيصالها إلى قطاع غزة للمتضررين، وإلى المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر التي تعد مظلة لجمعيات الهلال والصليب الأحمر في المنطقة العربية على جهودها الإنسانية ودعمها المتواصل للجمعيات الوطنية للهلال والصليب الأحمر التي لا تدخر جهداً لتقديم يد العون في الميدان وقيامها بواجبها الإنساني.