بعد تناول مسلسل ”صوت وصورة” لـ قضية التحرش| كيف تتعامل الفتيات مع هذه الظاهرة.. وما هي طرق مجابهتها؟
ألقى مسلسل صوت وصورة، بطولة الفنانة المميزة حنان مطاوع، الضوء الأحمر من جديد، على قضية التحرش، الذي يعد أزمة وكارثة اجتماعية، منتشرة خلال السنوات الأخيرة، حيث جسدت حنان مطاوع في مسلسل صوت وصورة شخصية رضوى، التي تبحث عن عمل بسبب إلحاح زوجها وليد فواز، وحاجتهم للمال، وتضطر رضوى قبول الوظيفة، عند طبيب شهير سيء السمعة، لتتعرض رضوى للتحرش من الطبيب، وتدخل في حالة انهيار وبكاء بمجرد عودتها لمنزلها، وما أن عُرض المشهد على شاشات التلفزيون، حتى تصدر التريند عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه أعاد للأذهان مشكلة اجتماعية تعاني منها العديد من الفتيات.
من جانبها قالت الدكتورة، سامية خضر أستاذة علم الاجتماع، في تصريحات خاصة لجريدة "النهار"، إن الإعلام وحده لا يكفي لمجابهة هذه الظاهرة، لذا لابد من تضافر جميع الجهود، سواء المؤسسات الاجتماعية أو الدينية، أو الإعلامية، من أجل نشر التوعية بمخاطر ظاهرة التحرش.
وأكدت أستاذة علم الاجتماع، أن الأسرة وخاصة الأم يقع على عاتقها مهمة قوية، في تنشئة جيل متزن وواعي ومثقف ولديه وازع ديني، مشيرة إلى ضرورة مناقشة هذه الظاهرة في المدارس، من أجل توعية الطلاب.
وطالبت الدكتورة سامية خضر، الجهات الدينية والأزهر، بمناقشة الموضوع والتحدث فيه، بشكل سلس وبسيط، وطرحه بشكل يُوقظ الجانب الديني لدى أفراد المجتمع، مؤكدة أن الهيئات المختصة يجب أن تنشر الكاميرات في جميع الشوارع، من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية، مع مرتكب هذا الفعل بالدليل القاطع، حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر.
ومن جانبه أكد الدكتور علي النبوي أستاذ م واستشاري بكلية الطب النفسي جامعة الأزهر، خلال تصريحات خاصة لجريدة "النهار"، أن هذه الظاهرة ستظل في الانتشار بشكل متزايد، طالما أنه لا يوجد ثقافة في المجتمع وفي تنشئة الجيل الجديد، مشيرًا إلى أن الغرب تعامل مع أزمة التحرش بشكل صارم وحاد، وخاصة تحرش الأطفال، واستدل على ذلك بفيلم هالو أمريكا، بطولة الزعيم عادل إمام، عندما ظهر خلاله مشهد للزعيم وهو يقبل ابن خاله الطفل الصغير، ليجد أمه تعنفه على فعل ذلك، لأنها اعتبرت هذا الفعل تحرش بنجلها، لذلك في الدول الغربية يتعاملون بحرص شديد مع الأطفال.
وتابع علي النبوي، أن التحرش هو مرض نفسي، قد يصيب الفرد بما يسمى بـ "البيدوفيليا"، وهو الإنجذاب للأطفال، وهناك عدة أوجه للتحرش، لكن المشكلة تكمن في سوء التربية وعدم توجيه الطاقة والغرائز الجنسية بشكل صحيح، بل أنه في أوقات كثيرة يتم التعامل معها على أنها ثور هائج داخل الإنسان، مؤكدًا أننا نعاني من عدم تقبل غرائزنا وترشيدها بشكل سليم، كما أننا ليس لدينا ثقافة الرياضة، لإخراج الطاقة الكامنة بشكل صحيح.
وأشار النبوي إلى أنه إذا تعرضت الفتاة إلى التحرش، ووصل الأمر معها إلى عقدة نفسية، يجب أن تستشير طبيب نفسي، حتى يجعلها تواجه الموقف بشجاعة، وتبعد اللوم عن نفسها، حتى لا تشعر بالذنب تجاه ذاتها، ومن ثم تبدأ حدة الموقف في الاختفاء تدريجيًا.