بمشاركة مصرية رفيعة المستوي القمة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي تنطلق في بكين غدا الثلاثاء
نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي يشارك الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزاء ويترأس وفد مصر الي القمة التي تنطلق في العاصمة الصينية بكين غدا الثلاثاء فعاليات القمة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، التي تعقد تحت عنوان "التعاون العالي الجودة للحزام والطريق: معا من أجل التنمية والازدهار المشتركين"، والتي سيلقي خلالها الرئيس الصيني شي جين بينج خطابا رئيسيا في الجلسة الافتتاحية والتي تتزامن مع حلول الذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة الحزام والطريق ومن المنتظر أن يحضر القمة ممثلو أكثر من 130 دولة ومنظمة دولية، بينهم عدد من الرؤساء.
ويتوقع الخبراء أن تكون قمة المنتدى هذا العام، مناسبة جديدة لتعزيز التعاون الدولي في إطار مبادرة الحزام والطريق، خاصة في ظل ما يشهده العالم من اضطرابات وانقسامات تجعل تعافي الاقتصاد العالمي مهمة طويلة وشاقة وتنظر الصين لاجتماعات الدورة الثالثة للمنتدى باعتبارها فرصة لتقييم ما حققته مبادرة الحزام والطريق ورسم المسار للمستقبل ومن المرتقب أن يشمل المنتدى تنظيم العديد من الفعاليات من بينها ثلاثة منتديات رفيعة المستوى حول الاتصال، والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي فضلا عن ستة منتديات حول الاتصال التجاري، والاتصال بين الشعوب والتبادل بين مراكز التفكير، وطريق الحرير، والتعاون في القطاع البحري، وسيتم عقد مؤتمر لرواد الأعمال لتعزيز وزيادة الثقة في الاستجابة لتحديات العصر وتحقيق التنمية العالمية المستدامة.
وعلى مدى السنوات العشر الماضية تطورت مبادرة "الحزام والطريق" من مستوى الخطة إلى مستوى التنفيذ، وأصبحت تشكل أكبر منصة للتعاون الدولي، وتقول الصين إنها وقعت في إطار المبادرة ، وثائق تعاون مع أكثر من 150 دولة، وأكثر من 30 منظمة دولية، مؤكدة أن هذا التعاون حقق على مدى العقد المنصرم، نتائج مثمرة شملت إرساء أسس 3 آلاف مشروع تعاون، وتحفيز استثمارات تصل قيمتها إلى تريليون دولار.
فقد قدم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير وغيرهما من المؤسسات، دعما استثماريا وتمويليا لمئات المشاريع، على غرار سكة حديد الصين لاوس، وقطار جاكرتا- باندونغ فائق السرعة، وهو أول خط سكة حديد في جنوب شرق آسيا يحقق سرعة 350 كيلومترا في الساعة، إلى جانب سكة حديد مومباسا-نيروبي، والتي أسهمت في تعزيز النمو الاقتصادي المحلي لكينيا بأكثر من نقطتين مئويتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا، إن مبادرة الحزام والطريق، تهدف إلى توفير منصة جديدة للتعاون الاقتصادي الدولي وإضافة زخم جديد لتنمية الدول المشاركة والنمو الاقتصادي العالمي، مضيفا أنه تم إطلاق عدد كبير من مشروعات البنية التحتية للنقل ما عزز بشكل كبير تنمية شركاء مبادرة الحزام والطريق، كما أضاءت مشروعات الطاقة الخضراء النظيفة والفعالة وعالية الجودة الطريق نحو التنمية المستقبلية للبلدان الشريكة، وقال إن المشروعات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة الشعوب اليومية وتهدف إلى تحسين رفاهيتها في مجالات الحد من الفقر والتكنولوجيا الزراعية والتعليم المهني، أدت بشكل فعال إلى رفع مستويات معيشة الشعوب في الدول الشريكة لمبادرة الحزام والطريق.
وتقول الصين إنها أخذت في الاعتبار موضوع حماية البيئة وتحسين البيئة الإيكولوجية والحفاظ على التنوع البيولوجي، أثناء تنفيذ مشروعات مبادرة الحزام والطريق، كما وقعت أكثر من 50 وثيقة تعاون بشأن حماية البيئة الإيكولوجية مع الأطراف المعنية، وأقامت التحالف الدولي للتنمية الخضراء لمبادرة الحزام والطريق، وأطلقت مبادرة شراكة الحزام والطريق بشأن التنمية الخضراء مع 31 دولة.
كما عمل شركاء مبادرة الحزام والطريق بنشاط لتنفيذ التعاون الدولي في المجالات الناشئة، كالاقتصاد الرقمي، ما جعل طريق الحرير الرقمي جسرا رقميا يسهل نمطا جديدا من العولمة، وعملت الصين مع الشركاء لتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفساد، وإطلاق مبادرة بكين لطريق الحرير النظيف بشكل مشترك ووفقا للبنك الدولي، فإنه بحلول عام 2030، من المتوقع أن تؤدي البنية التحتية للنقل لمبادرة الحزام والطريق، إذا تم تنفيذها بالكامل، إلى زيادة الدخل الحقيقي العالمي بنسبة تتراوح بين 0.7 بالمئة إلى 2.9 بالمئة، ما ينتشل أكثر من سبعة ملايين شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل.
وبمناسبة انعقاد المنتدى أصدرت الصين كتابا أبيض أكدت فيه، أن مبادرة "الحزام والطريق"، لا تستهدف التنمية للصين فحسب، بل للعالم بأسره، وبحسب الكتاب فقد تم بناء عدد كبير من مشاريع البنية التحتية، مع إحراز تقدم ملموس للدول المشاركة في بناء السكك الحديدية والطرق السريعة وخطوط الأنابيب والشحن والطاقة والاتصالات وغيرها من مرافق الخدمات العامة الأساسية، فيما استمرت شبكة طريق الحرير البحرية في التوسع، فبحلول نهاية يونيو 2023، وصلت إلى 117 ميناء في 43 دولة، وانضمت أكثر من 300 شركة شحن صينية ودولية لجمعية طريق الحرير البحرية وأشار الكتاب إلى أن الصين وقعت اتفاقيات نقل جوي ثنائية مع 104 دول مشاركة في بناء "الحزام والطريق" وفتحت رحلات مباشرة مع 57 دولة مشاركة في المبادرة لتسهيل النقل عبر الحدود.
وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة "حزام واحد - طريق واحد"، هي مبادرة طموحة أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج عام 2013، وتهدف لتطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية تربط أكثر من 60 بلدا وتحاول بكين من خلال هذه المبادرة توثيق الروابط التجارية والاقتصادية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا وتتضمن المبادرة تشييد شبكات من السكك الحديدية وأنابيب نفط وغاز وخطوط طاقة كهربائية وإنترنت وبنى تحتية بحرية ما يعزز اتصال الصين بالقارتين الأوروبية والإفريقية، لكن معارضي المبادرة يرون أنها وسيلة من الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ لنشر نفوذها الاقتصادي والجيوسياسي ويشير "الحزام الواحد" إلى مكان يعرف تاريخيا بطريق الحرير القديم، وهو عبارة عن شبكة طرق