تمهيداً لعملية برية لقطاع غزة... إسرائيل تحاول دفع الفلسطينيين للنزوح إلى جنوب القطاع وحماس ترفض الأوامر الإسرائيلية
تمهيداً لعملية برية لقطاع غزة...
إسرائيل تحاول دفع الفلسطينيين للنزوح إلى جنوب القطاع
والسلطة تعلن القطاع منطقة منكوبة... وحماس ترفض الأوامر الإسرائيلية بإخلاء والمغادرة وتعتبرها "حرب نفسية" لا أكثر
>>> وهاشتاج "مش طالعين" يتصدر محركات البحث (تقرير)
تقرير : منى عبد الغنى
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن قواته البرية والمدرعة داهمت قطاع غزة "في الـ24 ساعة الماضية"، قبيل هجوم برّي متوقع على القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان.
وفي بيان لجيش الاحتلال: "على مدى الـ24 ساعة الماضية، نفذت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مداهمات محلية داخل أراضي قطاع غزة" للبحث عن عناصر من المقامة و"الأسلحة"، مضيفا أنه خلال هذه العمليات، بُذلت جهود أيضًا "للعثور على المفقودين".
وقال كبير المتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قوات مشاة مدعومة بالدبابات نفذت "ضربات موضعية" في قطاع غزة، الجمعة،.
وتعد تصريحات كبير المتحدثين باسم جيش الاحتلال هو أعلان رسمى للتحول من حملة جوية إلى توغل برى محتمل لقطاع غزة.
وجاء الهجوم المركز على مناطق شمال ووسط القطاع مع دعوة واضحة وصريحة أطلقها جيش الاحتلال للسكان هناك من أجل المغادرة إلى جنوب القطاع في توجه أكدت الأمم المتحدة أنه يطول 1.1 مليون شخص، وحذرت من تبعاته "المدمّرة"، مع دخول الحرب بين يومها السابع وازدياد احتمالات الاجتياح البري للقطاع المحاصر.
ودعا جيش الاحتلال في بيان صباح الجمعة كل سكان مدينة غزة إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً من أجل حمايتهم والوجود جنوب وادي غزة. وقال إنه لن يُسمح بالعودة إلى مدينة غزة إلا بعد صدور بيان حول بذلك".
ووفق ما أعلنت عنه الأمم المتحدة فأن إسرائيل تستهدف نحو 1.1 مليون فلسطيني في غزة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان له أن إسرائيل أخبرتهم بأن الفلسطينيين يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.
وحذر دوجاريك بأن الأمم المتحدة ترى أنه من المستحيل تنفيذ مثل هذه الأمر دون عواقب إنسانية مدمرة. وأضاف: «الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل، إذا جرى تأكيده، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي لا أنسانى.
ولم تجد دعوة جيش الاحتلال الإسرائيلي استجابة واسعة في الساعات الأولى من نهار الجمعة وبينما غادر عدد قليل من العائلات، رفض كثيرون مغادرة منازلهم، وأعلنوا في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم لن يغادروا، مطلقين هاشتاج "مش طالعين"، في ما بدا أنها حملة منظمة لتأكيد رفض الخضوع للإنذار جيش الاحتلال الإسرائيلي.
فيما دعت وزارة الداخلية في قطاع غزة " الفلسطينيين بعدم الاستجابة لـ "الدعوات الإسرائيلية" التي تأتي في إطار ما قالت إنه "حرب نفسية"، وتعهدت بدعم صمودهم، قبل أن تدخل "كتائب القسام" على الخط، وتعلن أن إسرائيل أضعف من أن تهجّر الفلسطينيين مرة أخرى.
وأطلقت "القسام" أبعد صاروخ منذ بداية الحرب طال منطقة الشمال في إسرائيل وقالت إنها استهدفت مقر قيادة المنطقة الشمالية الإسرائيلية في صفد بصاروخ "عياش 250".
ووفق وسائل أعلام أسرائيلية فأن الصاروخ هو أبعد صاروخ يطلق من غزة على الإطلاق بما في ذلك خلال الحروب السابقة وقصفت "القسام" كذلك تل أبيب، وسقط صاروخ على بيت في جنوب المدينة في "رحوفوت" محدثاً إصابات. كما استهدف القصف "سديروت" و"كفار سعد" وقاعدة "حتسريم" الجوية.
وجاء تصعيد "القسّام" بعد ارتفاع كبير في عدد الضحايا في قطاع غزة خلال أقل من 24 ساعة، خلّف نحو 2000 ضحية ونصف مليون مهجر.
ومن جانبة طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم بشكل فوري، مؤكداً الرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؛ لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية.
وبينما حذر "عباس "من حدوث كارثة إنسانية في قطاع غزة، اتهم رئيس الوزراء محمد أشتية، إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في القطاع. وأعلن أشتية غزة "منطقة منكوبة".
ومن جانبها أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية بياناً مساء الجمعة قالت فيه إن "حصيلة الشهداء في قطاع غزة ارتفعت إلى 1799 شهيداً، و6388 مصاباً". والارتفاع الكبير في أعداد الضحايا، جاء في وقت أصبحت معه أعداد الضحايا تفوق القدرة الاستيعابية للنظام الصحي.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش في مؤتمر صحافي للأمم المتحدة في جنيف، إن النظام الصحي في قطاع غزة بلغ نقطة الانهيار.
وبحسب المنظمة، فإن 6 من المستشفيات السبعة الكبرى في القطاع لم تعد تعمل إلا في شكل جزئي. ولفت إلى أن المستشفيات لا تحصل على الكهرباء إلا لبضع ساعات في اليوم لادخار الوقود الذي بات على وشك النفاد.
ومنذ بدء أنطلاق "عملية طوفان الاقصى "السبت الماضي، قتل ما لا يقل عن 1300 شخص في إسرائيل وبينهم 258 جنديا، وفق آخر حصيلة لجيش الاحتلال.
أما في القطاع المحاصر، فقتل 1799 شهيد بينهم 583 طفلا جراء القصف الإسرائيلي المكثف وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ولا تزال احتمالية الاجتياح البرى لجيش الاحتلال لقطاع غزة ومخاوف تمدد الحرب الجارية لفتح جبهة جديدة مع "حزب الله"، فى لبنان تثير المخاوف لدى الغرب من حدوث "نزوح جماعى" جديد تخوفا من تكرار "السناريو السورى" يرى آخرون أن احتمالات انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة، بين الكيان المحتل وحزب الله فى لبنان لا تزال عالية المخاطر للدخول فى حرب كما حدث يوليو 2006.