النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 07:35 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

لماذا يصمت الدب الروسي عن أحداث غزة؟.. رد فعل بوتين يثير قلق أروقة البيت الأبيض وأوروبا

عندما وصف الرئيس الروسي بوتين ما يحدث في إسرائيل، قال أمام منتدى للطاقة في موسكو إن مستوى العنف "مرتفع للغاية على كلا الجانبين"، كما تحدث الزعيم الروسي عن أهمية إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها تقع في القدس الشرقية المحتلة.

وتظهر هذه التعليقات إلى جانب عدم إدانته لهجوم حماس، تدهور علاقة روسيا مع إسرائيل لصالح إقامة علاقات أوثق مع العدو اللدود لإسرائيل "إيران".

ويقول الخبراء إن اندلاع أعمال العنف في الشرق الأوسط قد يفيد روسيا في نهاية المطاف إذا تحول اهتمام الغرب وموارده بعيداً عن أوكرانيا، ويقولون أيضًا إن رد روسيا على الأزمة هو دليل على اعتماد البلاد المتزايد على إيران للحصول على الدعم.

إيران حليفة حماس "الشريك الأساسي" لروسيا
قال ألكسندر غابويف مدير مركز كارنيجي، إن إيران أحد شركاء روسيا الأساسيين، حيث تزود ظهران روسيا بطائرات "شاهد" بدون طيار، ومن المرجح أن تزود روسيا بأنواع أخرى من الأسلحة بما في ذلك الصواريخ".

قال مسؤولون روس إن من المتوقع أن يزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس موسكو قريبا، ولم يتم الإعلان عن موعد، وقد التقت روسيا بوفود من حماس من قبل، بما في ذلك في شهر مارس الماضي ، كما سبق لها أن استضافت مجموعات فلسطينية أخرى، بما في ذلك السلطة الفلسطينية.

علاقات روسيا مع إسرائيل
خلال أكثر من 20 عامًا من وجود بوتين في السلطة، قام ببناء علاقات ودية مع إسرائيل، بما في ذلك أكثر من اثنتي عشرة زيارة قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقًا لوسائل الإعلام الروسية.

وفي عام 2020، وقف الزعيمان جنبًا إلى جنب في حديقة بالقدس عندما افتتحا نصبًا تذكاريًا، صممه بشكل مشترك مهندسون معماريون في كلا البلدين، لتكريم مئات الآلاف الذين لقوا حتفهم خلال حصار لينينجراد.

ساعدت علاقات روسيا مع إسرائيل، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة، الكرملين في الحفاظ على نفوذه في الشرق الأوسط، لكن تلك العلاقات كانت مدفوعة جزئياً بالعلاقات الشخصية القوية بين البلدين.

تعد إسرائيل موطنا لمئات الآلاف من الناطقين بالروسية الذين بدأوا الهجرة في أواخر الثمانينات وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وتضخم هذا العدد بعد أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا، وفقًا لأرقام الحكومة الإسرائيلية، انتقل 20,246 روسيًا إلى إسرائيل في عام 2022 بين يناير ويوليو.

حاولت روسيا أن تجعل من الصعب على مواطنيها المغادرة، من خلال حملة قمع في عام 2022 على منظمة غير ربحية تدعى الوكالة اليهودية، التي تساعد اليهود الروس على الهجرة إلى إسرائيل.

جاءت خطوة حل المجموعة في أعقاب تعليق لوزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، الذي اتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.، وفي مارس أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بوتين، لكن إسرائيل لم تنضم قط إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، ولم تزود أوكرانيا بالأسلحة.

وقال عباس جالياموف كاتب الخطابات السابق لبوتين، إن إسرائيل كانت حذرة للغاية في هذا الأمر، على الرغم من أن الرأي العام المحلي مؤيد بشدة لأوكرانيا".

تفاجأت برد فعل بوتين
عمل جالياموف لدى بوتين عندما كان رئيسًا لوزراء روسيا بين عامي 2008 و2012، وفي وقت لاحق، أصبح جالياموف مستشارًا ومحللًا سياسيًا صريحًا ونقل عائلته إلى إسرائيل في عام 2018 لكنه واصل العمل في روسيا، لكن بعد ذلك علم أنه مدرج على قائمة المطلوبين في روسيا وسيتم اعتقاله إذا عاد.

قال جالياموف إنه فوجئ برد فعل بوتين الأحادي الجانب تجاه الهجمات في إسرائيل، مؤكدًا إنه يعتقد أن ذلك يظهر أن روسيا أصبحت " وكيلا لإيران،مثل حماس نفسها أو حزب الله" .

أوضح عباس: " في السابق، إذا كنت تريد الحصول على موقف روسيا، كان عليك التفاوض معها. والآن يتعين عليك الذهاب إلى طهران"، مضيفا أنه منذ هجوم يناير، لم يتم الإبلاغ عن أي اتصال بين بوتين ونتنياهو، ومع ذلك ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف تحدث مع نظيره الإيراني.

أضاف جالياموف أن مخزونات المدفعية والصواريخ الروسية استنفدت منذ ما يقرب من 20 شهرًا من الحرب، واعتمد جيشها على الأسلحة الإيرانية للمساعدة في تنفيذ هجماته.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن إيران شحنت مئات الطائرات بدون طيار الانتحارية إلى روسيا والتي استخدمت لاستهداف البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء أوكرانيا.

إلهاء عن أوكرانيا
في حين أن جزءاً من رد روسيا على هجوم حماس شمل انتقاد الولايات المتحدة لنقلها السفن وحاملة الطائرات إلى المنطقة، فقد احتفل المضيفون في وسائل الإعلام الروسية التي تسيطر عليها الدولة بأن الغرب سوف يركز على صراع آخر.

في خلال البرنامج الحواري 60 دقيقة، تحدثت المضيفة أولغا سكابييفا، عن كيفية إرسال الأسلحة الأمريكية الآن إلى تل أبيب بدلاً من كييف، وكيف سيرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الولايات المتحدة وأوروبا لديهما شاغل آخر.

والتقى زيلينسكي الأربعاء مع وزراء حلف شمال الأطلسي في بروكسل، حيث قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن بلاده ستدعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر". ولكن لا تزال هناك مخاوف من أن تستفيد روسيا من الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال أرتيس بابريكس، وزير دفاع لاتفيا السابق، في مقابلة مع شبكة سي بي سي نيوز: " إن روسيا تربح من هذا وستستفيد روسيا أيضًا ".

يقول بابريكس إنه لا يعتقد أن أوكرانيا تحصل حاليا على الدعم الكافي من حلف شمال الأطلسي لمحاربة روسيا الآن، كان هناك تحول ملحوظ في الاهتمام العام.

أضاف: "نرى بأنفسنا أنه خلال الأيام الماضية لم يتحدث أحد تقريبا عن أوكرانيا، لذلك يعد هذا بالفعل نجاحًا كبيرًا لموسكو والكرملين".

موضوعات متعلقة