ماذا حققت قمة مجموعة العشرين وسط حضور عربي وافريقي مميز؟
بعد يوم عاصف من الجلسات والمقابلات تمكن قادة مجموعة العشرين في اجتماعهم السنوي من الاتفاق على بيان ختامي أشار إلى وجهات النظر المشتركة حول تغير المناخ والتنمية الاقتصادية، لكنه أظهر خلافًا داخل المجموعة بشأن الموقف من الحرب بين روسيا وأوكرانيا وذلك للتباحث حول أبرز القضايا الدولية وتسريع التقدم الجماعي نحو التنمية المستدامة ودفع العمل المناخي وتحقيق توازن نمو الاقتصاد العالمي.
ويرى مراقبون أن قمة نيودلهي استطاعت إيجاد مساحة مشتركة بين الدول الكبرى، خاصة فيما يتعلق بملف تغير المناخ، وتداعيات الحرب الأوكرانية على الدول النامية كما كان لافتًا خلالها الحضور العربي والإفريقي الذي يعد الأبرز منذ تأسيس التكتل عام 1999.
أعلن رئيس الوزراء الهندي أن زعماء مجموعة العشرين، توصلوا إلى توافق بخصوص القضايا التي تواجه المجموعة خاصة في القضايا المتعلقة بالتغيرات المناخية والتنمية الاقتصادية.
ودفعت الهند لتوجيه المزيد من الاهتمام لتلبية احتياجات العالم النامي محط تركيز مؤتمر القمة إذ عمل المنظمون بشكل قوي لعدم هيمنة الحرب في أوكرانيا على مجرى القمة واتفق زعماء أقوى 20 دولة في العالم، على منح الاتحاد الإفريقي عضوية دائمة، بهدف زيادة تمثيل المجموعة.
أعلن القادة دعم الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030، متعهّدين بتسريع العمل لمكافحة تغير المناخ لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعتبر أن نتائج قمة مجموعة العشرين المرتبطة بالمناخ "غير كافية".
من بين فعاليات القمة إعلان الولايات المتحدة، اتفاقها مع الهند على حل آخر نزاع بينهما في منظمة التجارة العالمية، والذي يتعلق بالدواجن، وعلى وجه الخصوص بقيود فرضتها الهند على استيراد بعض المنتجات الزراعية من الولايات المتحدة بسبب مخاوف من إنفلونزا الطيور.
كما كان لافتًا خلال القمة، الاتفاق على مشروع "ممر" طموح من شأنه أن يربط الهند وأوروبا، عبر خطوط السكك الحديد والنقل البحري تمر بالشرق الأوسط، حيث تم التوقيع على اتفاق مبدئي، في نيودلهي، بين الولايات المتحدة والإمارات والسعودية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
ومن المقرر أن يضم المشروع خطوطا للنقل السككي والنقل البحري تربط قارات أساسية بعضها ببعض، ومن شأنه أن يساعد في تعزيز التجارة وتوفير موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقمي.
واعتبر الخبراء أن قمة العشرين تعتبر ناجحة إلى حد كبير بالمقارنة بباقي القمم الـ 17 السابقة لعدد من الأسباب على رأسها:
الرئاسة الهندية للقمة، التي تشكل جسرا وقاطرة بين المجموعتين الرئيستين داخلها، سواء مجموعة الدول الصناعية الـ 7 أو مجموعة بريكس، أو بشكل أدق بين روسيا والصين من جانب، والولايات المتحدة والغرب من جانب آخر.
القمة استطاعت خلق مساحة مشتركة حول الحرب الروسية-الأوكرانية، والجزء الخاص في البيان الختامي يشكل توافقا بعكس قمة بالي السابقة، حيث نجحت في إصدار بيان مكون من 34 بندًا تطرق إلى الحرب على الرغم من عدم موافقة أوكرانيا عليه، لكنه كان متوازنًا وطرح وجهة نظر كل الأطراف.
القمة نجحت في إظهار بعض الخطوات التي ينبغي العمل عليها الفترة المقبلة سواءً ما يتعلق بملف الديون وإصلاح منظمة التجارة الدولية والمؤسسات المالية الدولية.
جرى تشكيل تحالف لإنتاج وتسويق الطاقة الحيوية وهي طاقة نظيفة للوصول إلى صفر كربون وحماية الكوكب من الاحترار المناخي وهذا كان مكسباً لكل البشرية، ويعد جزءًا بارزًا في ملف التغيرات المناخية.
ملفات الطاقة والأمن الغذاء كانت حاضرة بصورة بارزة في مناقشات القمة، ويتوقع أن تشهد تحسنا في الفترة المقبلة وبالإضافة إلى السعودية التي تعد عضوًا في مجموعة العشرين، شاركت دولة الإمارات ومصر وسلطنة عُمان في القمة كضيف شرف، من خلال حوارات ولقاءات مع الشركاء الدوليين للتباحث خلالها لمواصلة تعزيز التعاون في عدة قضايا تشمل دفع العمل المناخي والنمو الاقتصادي.
وبجانب جنوب إفريقيا دعيت دول إفريقية أخرى إلى القمة، وهي موريشيوس ونيجيريا، علاوة على رئيس الاتحاد الإفريقي وأن الحضور العربي والإفريقي بقمة العشرين له مجموعة من الفوائد، على رأسها أن يكون هناك صوت عربي وإفريقي مؤثر في هذا التجمع الدولي الذي يضم حوالn 85 بالمئة من الناتج العالمي، و75 بالمئة من التجارة الدولية، إضافة لإعلاء مصالحهم وجعلهم شريكا حقيقيا وفاعلًا في صياغة التفاهمات السياسية والاقتصادية المحيطة بهذا التكتل الكبير.