النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 04:04 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بحضور سفير السعودية : مدبولي والأمير فيصل بن عياف يزوران الجناح السعودي المشارك في المنتدى الحضري الدولي بالقاهرة يتضمن انشاء جامعة مصرية - تركية قريبا : توافق مصري- تركي بشأن تعزيز افاق التعاون المشترك بمجال التعليم العالي والبحث العلمي محافظ القاهرة: تجربة جديدة لتطوير عزبة الهجانة بالتعاون مع القطاع الخاص آل الشيخ :دور القيادات الدينية في العالم يزداد أهمية وأثراً في حياة الناس في وقت الأزمات والشدائد والفتن النواب يوافق على مشروع قانون إنهاء المنازعات الضريبية القاهرة تنظم احتفالية للمشاركين بالمنتدى الحضرى العالمي بقرية الفواخير مدير ”تعليم الجيزة” يتفقد عدة مدراس بإدارات ٦ أكتوبر والشيخ زايد وحدائق أكتوبر جامعة الدلتا التكنولوجية تطلق مبادرة لتأهيل طلابها للوظائف المهنية يتحدي جوجل.. ChatGPT يحصل على وظيفة البحث التي طال انتظارها وزيرة البيئة: ضرورة توحيد الصوت الأفريقي لرفع مطالب تمويل التكيف في المدن من الآليات التمويلية المختلفة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تبحث سبل التعاون الثنائي مع وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني البحرينية محتفلا بعاشر دوراته : المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي والروائي القصير بمدنين التونسية يرفع شعار ( السينما والتسامح)

عربي ودولي

الصراع في النيجر .. الدستور والقانون فى مواجهة حرة أمام نيران السلاح

باتت النيجر الدولة الأفريقية الأغني بالموارد والثروات الطبيعية على صفيح ساخن ، بعد تهديد قادة إيكواس بالتدخل العسكري لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلي السلطة ما يهدد باتساع رقعة الصراع فى غرب أفريقيا ،إذ تعد النيجر أحدث دولة في المنطقة تتعرض لانقلاب، بعد مالي في عامي 2020 و2021 وبوركينا فاسو (مرتين) في عام 2022، وكلتاهما مستعمرتان سابقتان استقلتا أيضًا عن فرنسا في عام 1960، كما يعبر الجميع عن استيائهم المتزايد تجاه النفوذ الفرنسي في بلادهم، وتعمل القوى المتنافسة بما في ذلك روسيا وتركيا والصين على استغلال الوضع.

و يستعد قادة "إيكواس" لعقد قمة، غدًا الخميس، لبحث المواجهة مع المجلس العسكري الذي تجاهل مهلة انتهت في 6 أغسطس لإعادة رئيس النيجر المعزول "محمد بازوم" إلى السلطة.

النيجر تواجه المزيد من العقوبات بعد رفض المجلس العسكري استقبال بعثة دبلوماسية

و تعرضت النيجر لمزيد من العقوبات عقب رفض قادتها العسكريين الجدد البعثة الدبلوماسية الأخيرة التي استهدفت استعادة النظام الدستوري في أعقاب انقلاب 26 يوليو، وقال متحدث باسم الرئاسة في النيجر، إن الرئيس "بولا تينوبو" أمر بفرض عقوبات جديدة من خلال البنك المركزي؛ بهدف الضغط على المحرضين على الاستيلاء على السلطة في البلاد.

جاء ذلك بعد أن رفض المجلس العسكري في النيجر، أمس الثلاثاء، السماح بدخول وفد مشترك من دول غرب إفريقيا (إيكواس) والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وقاوم ضغوط الولايات المتحدة والأمم المتحدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وفي وقت متأخر من أمس الثلاثاء، أكدت (إيكواس) أنه تم إحباط المهمة المشتركة، وقالت في بيان إنها "ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات من أجل استعادة النظام الدستوري في النيجر".

وتخشى القوى الإقليمية والغربية أن يؤدي الانقلاب إلى زعزعة استقرار منطقة الساحل في غرب إفريقيا، وهي واحدة من أفقر مناطق العالم التي تتعامل بالفعل مع سلسلة من الانقلابات وتمرد ديني خطير، وأدى إغلاق الحدود والمجال الجوي إلى قطع إمدادات الأدوية والغذاء، مما أعاق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة، كما أن المصالح الأمريكية والغربية في النيجر، الحليف السابق، مهددة أيضًا.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "ماثيو ميلر" للصحفيين، وقال: "إننا ما زلنا نأمل وما زلنا نحاول التوصل إلى نتيجة وهي عودة النظام الدستوري في البلاد". وأضاف أنه من بين المساعدات التي أوقفتها واشنطن منذ الانقلاب، هي تمويل التعليم والتدريب العسكري الدولي، وعمليات حفظ السلام، وبرامج التمويل العسكري الأجنبي التي تدعم قدرات النيجر في مكافحة الإرهاب.

أزمة النيجر تكشف تراجع الوجود الفرنسي في إفريقيا

وفى ظل تراجع الدور الفرنسي في القارة الإفريقية، وأشار التقرير ظهر من خلال عمليات الإجلاء السريعة الأخيرة، وخلال هذا الأسبوع، وفر مئات الفرنسيين ومواطني الاتحاد الأوروبي بعد الأحداث في النيجر.

وكانت أقسام من الجيش قد شنت حراكًا على "محمد بازوم" رئيس النيجر المنتخب ديمقراطيًّا، قبل 3 أغسطس، اليوم الوطني للبلاد، حيث تحتفل البلاد بمرور 63 عامًا على حصولها على الاستقلال الاسمي عن فرنسا في عام 1960. وهتفت الحشود ضد فرنسا أثناء استهدافها سفارتها نهاية الأسبوع الماضي.

وعلى الرغم من وهم الانسحاب الكامل، فلا يزال لدى فرنسا قاعدة من 1500 جندي في النيجر، إلى جانب قاعدة جوية تخدم الطائرات المقاتلة والطائرات دون طيار الهجومية، و يمكن ربط أزمة النيجر الحالية بإعادة هيكلة العلاقات السابقة باسم "فرانك أفريكا" لتكون علاقة استعمارية جديدة هائلة عبر إفريقيا بجنوب الصحراء لتشمل الروابط والتحالفات الاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية التي تركز على اللغة والقيم الفرنسية.

وينظر القادة الفرنسيين دائما إلى إفريقيا، على أنها الفناء الخلفي لفرنسا، وهي استعارة تعود إلى ملوك ما قبل الثورة للإشارة إلى الأراضي التي تم غزوها والتي تحتاج إلى الدفاع، وتعد النيجر سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وتعتمد فرنسا عليها لاستيراد حوالي 70% من اليورانيوم اللازم لإنتاج الطاقة النووية، مشكلة فرنسا الكبيرة هي أن النيجر والعديد من الدول الإفريقية، ترفض فرنسا بقوة مثل أسلافها الذين جاءوا لرفض الإمبراطورية الفرنسية.

وتعد النيجر أحدث دولة في المنطقة تتعرض لانقلاب، بعد مالي في عامي 2020 و2021 وبوركينا فاسو (مرتين) في عام 2022، وكلتاهما مستعمرتان سابقتان استقلتا أيضًا عن فرنسا في عام 1960. كما يعبر الجميع عن استيائهم المتزايد تجاه النفوذ الفرنسي في بلادهم، وتعمل القوى المتنافسة بما في ذلك روسيا وتركيا والصين على استغلال الوضع.

وفي غضون ذلك، تعمل القوات التابعة لمجموعة المرتزقة الروسية "فاجنر" داخل جيران النيجر، وقد عرضت دعمها للنيجيريين. حيث رفع أولئك الذين تظاهروا خارج السفارة الفرنسية في "نيامي" الأعلام الروسية، ودعا الكثيرون "فلاديمير بوتين" الرئيس الروسي، ليحل محل "ماكرون" كأكبر داعم عالمي لهم.

النيجر تغلق مجالها الجوي لمنع التدخل العسكري الخارجي

فيما أغلقت النيجر مجالها الجوي حتى إشعار آخر، معللة ذلك بالتهديد بالتدخل العسكري من الكتلة الإقليمية لغرب إفريقيا (إيكواس) بعد أن رفض قادة الانقلاب مهلة نهائية لإعادة الرئيس المخلوع للبلاد.

وقال ممثل المجلس العسكري في بيان بثه التلفزيون الوطني: "كان هناك انتشار مسبق للقوات في دولتين بوسط إفريقيا استعدادًا للتدخل"، لكنه لم يذكر تفاصيل، لكنه أضاف أن أية محاولة لخرق المجال الجوي ستواجه "برد قوي وفوري".

وفي وقت سابق، توافد الآلاف من أنصار المجلس العسكري في النيجر على ملعب في "نيامي" العاصمة، مبتهجين بقرار عدم الانصياع للضغوط الخارجية للتنحي بحلول يوم أول أمس الأحد، بعد الاستيلاء على السلطة في 26 يوليو.

واتفق قادة الدفاع في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) على خطة عمل عسكرية محتملة، بما في ذلك متى وأين تتم الضربة، إذا لم يتم إطلاق سراح الرئيس المحتجز "محمد بازوم" وإعادته إلى منصبه بحلول الموعد النهائي، ولم ترد (إيكواس) على طلب للتعليق على ما ستكون عليه خطواتها التالية، أو عندما ينتهي الموعد النهائي بالضبط، وقال متحدث في وقت سابق إنها ستصدر بيانًا في نهاية اليوم.

وتضمنت البرامج التلفزيونية التي تم بثها يوم الأحد مناقشة مائدة مستديرة حول تشجيع التضامن في مواجهة عقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والتي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وحذر اثنان من جيران النيجر – بوركينا فاسو ومالي، وكلاهما عضوان في (إيكواس) ولكن تم تعليق عضويتهما منذ أن حكمتهما مجالس عسكرية– في وقت سابق، من أنهما ستتعاملان مع أي تدخل عسكري خارجي في النيجر على أنه "إعلان حرب" ضدهما.

مواقف الدول الغربية إزاء التدخل العسكري المحتمل

و تباينت مواقف الدول الغربية إزاء التدخل العسكري المحتمل الذي لوحّت به مجموعة "إيكواس" الإفريقية لإعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة، في حين طالبت إيطاليا بالتمهل في تلك الخطوة، إذ دعت روما، المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، إلى تمديد المهلة التي جرى منحها لعودة السلطة الدستورية.

واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في مقابلة لصحيفة "لاستامبا" الإيطالية اليومية، أن "الطريقة الوحيدة هي الدبلوماسية"، مضيفا: "آمل أن يتم اليوم تمديد مهلة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إيكواس التي انتهت عند منتصف الليل".

وعلّق المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر، على التطورات الأخيرة، بأن واشنطن تراقب الوضع في النيجر عن كثب، لكن وزارة الدفاع لن تُدخل أي تغيير على عدد أفراد القوات هناك.

مخاوف دولية من اتساع رقعة الصراع

ويري مراقبون أن التدخل العسكري في النيجر على يد مجموعة إيكواس، أو أي دولة أخرى، يمكن أن يؤدي إلى تأثير متتالي، إذ سيكون التصعيد خارج عن السيطرة؛ لأسباب عديدة ليس أقلها أن مالي وبوركينا فاسو وإلى حد ما غينيا، وأعلنوا تأييد الانقلابيين في النيجر.

في هذه المرحلة، لا يزال يتعين تفضيل المسار الدبلوماسي على أي مسار آخر لتجنب حرب إقليمية، هذا أيضا خط تاريخي لإيطاليا، لا يتعلق فقط بالأزمة في النيجر ولكنه يمثل تفضيلا دبلوماسيا لطالما احتفظت به روما.

بالإضافة إلى الاستقرار الإقليمي، يمكن أن يكون هناك خطر من أن أي تدخل عسكري من "إيكواس" سوف يقابله رواية معادية للغرب أكثر تحركا في البلدان الأفريقية، لو أن التدخل نتج عن ضغوط من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، سيكون هذا عنصرا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الصراع.