الإثنين 6 مايو 2024 02:03 صـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

معاناة كاتب 

حمدى البطران
حمدى البطران


 المشكلة الأكبر لنا نحن الكتاب نعاني الكثير , في تعاملنا مع الهيئات الثقافية الرسمية , مثل دار الهلال والهيئة العامة لقصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب , والمجلس الأعلي للثقافة . في مجال النشر , وهو الجانب الذي يهم الأدباء بالمقام الأول . 
تتخلص المشكلة في عدم التزام المسئولين بالإجاراءات التي تتم قبل وصولهم للمنصب , ليبدءو من جديد إجراءات جديدة تعطل النشر وتؤخره , فقد حدث ان تقدمت بكتاب للهيئة العامة للكتاب عام 2014 , وسلمت المسئول عن النشر نسخة ورقية , ولمن يعرف فالنسخة الورقية المطبوعة من كتاب كبير , تكلفة طباعتها باهظة , وقمت بتجليدها لدي مكتبة , ووضعتها في دوسية فاخر , واعطيتها له, وطلب ان ارسل له نسخة اليكترونية علي بريد اليكتروني , فقمت بعمل ذلك , بعد ستة شهور سألت عن العمل , فأخبرني مدير النشر بأنه غير موجود , وطلب نسخة ورقية اخري , فإضطررت تكرار ما فعلته من طبع نسخة ورقية ووضعها في دوسيه وسلمتها , وحدث ان نقل المسئول عن النشر , وجاء مسئول آخر بعد عامين , وسألت عن الكتاب  فأخبرني المسئول عن النشر , بان الكتاب أجيز ولكن هناك بعض الملحوظات الرقابية التي يجب تلافيها , وبالفعل قمت بتلافي الملحوظات الرقابية , حتي يتم نشر الكتاب , ومنذ ستة شهور اخبروني ان الكتاب صدر وارسلوا لي صورة الغلاف , فاعترضت عليها , فقد كانت رسومات غامضة لا تتعلق بموضوع الكتاب , وكان من الواضع ان مصمم الغلاف ليست لديه أدني فكرة عن موضوع الكتاب , فلما اعترضت , تضامن معي المسئول عن النشر , وكان كاتبا , فتأخر الإصدار مرة أخري , حتي تم إعداد رسم جديد , لنفس المصمم , لأن ألوان الغلاف كانت نفسها , المهم أنني ذهبت الي الهيئة , ووقعت العقد في أنتظار إستلام النسخ وصدور الكتاب , ولكنه حتي الآن لم يصدر . 
اما مع دار الهلال , فقد سلمت نسخة ورقية من رواية , للمسئول عن السلسلة , وبعد فترة تم تغيير المسئول , ولما جاء غيره , ذهبت اليه لأسأل عن عملي , فطلب مني أن ارسل له نسخة أخري , وضاعت ستة شهور علي نشر الكتاب , وكان أحد رؤساء التحرير السابقين في عصر مبارك , قد وجد رواية لي كنت قدسلمتها لسلفه , فلما حان موعد نشرها قام بتأخيرها , وطلب مني حذف بعي الصفحات منها , بسبب انها تتحدث ن صورة مبارك رئيس الجمهورية , وكان رئيس التحرير عضو بالحزب الوطني , فرفضت , وفي النهاية صدرت الرواية مع حذف عدة سطور . 
اما عندما تتعامل مع المجلس الأعلي للثقافة , فإنك عندما تتقدم بعمل , سيخبرك الموظف المسئول بود شديد, وكأنه خائف عليك , ان قائمة الإنتظار طويلة , وأن هناك كتب مضي عليها أربع أو خمس سنوات , فتجد نفسط مجبر علي الإنتظار أو البحث عن وسيلة أخري . 
وكانت لي تجربة مع الهيئة العامة لقصور الثقافة , فقد نشروا لي كتاب عام 2008 بعنوان مصر بين الرحالة والمؤرخين , وبعد عام من النشر أخبروني في أفرع البيع أن الكتاب غير موجود , وانه نفذ , وعندما قابلت صديق لي كان احد قيادات الهيئة , اخبرني بان الكتاب في المخازن , وانني إذا كنت احتاج لنسخ من الكتاب , فيجب أن أتقدم بطلب لرئيس الإدارة المركزية للنشر موضحا به العدد المطلوب وانني علي استعداد لدفع المقابل , وأعود بعد فترة لأجد طلبي موجود في مكتبة الهيئة بفرعها الرئيسي , بالطبع , وجدت انه من العبث أن أحضر من اسيوط للقاهرة مرتين , مرة من اجل كتابة الطلب , ومرة من أجل أن يحضروا الكتاب من المخازن , بطريقة بيروقراطية بشعة . 
ايقنت أن العمل الثقافة الرسمي يحتاج الي هزة عنيفة تزلزل كيان البيروقراطية والتسيب والإهمال .
 

 

موضوعات متعلقة