اكتشف تاريخ مدينة جدة التاريخية وأهم معالمها
تعتبر منطقة البلد في جدة من أقدم الأماكن السكنية في جدة والتي لا تزال تحافظ على النمط المعماري القديم للمباني التي يتم تزيينها بديكورات خشبية مزخرفة على الشرفات والنوافذ بطريقة راقية تمتع الناظرين. كان مركز جدة التاريخي ولا يزال شاهدًا على عراقة مدينة جدة وأهميتها الاستراتيجية منذ الفتح الإسلامي، حيث جعلها الخليفة عثمان بن عفان ميناءًا لمدينة مكة القريبة. مجرد التجول في سوق جدة التاريخي هو متعة حقيقية مع الروائح العطرة التي تخرج من مطاعم السمك والعطارين الذي يعرضون أجود انواع التوابل الهندية والعالمية. مشهد الباعة المتجولين وطاولات البيع الخارجية ستجعلك تعيش يومًا رائعًا في جدة وكأنك من السكان المحليين. للقادمين من الدمام الى جدة أو من أي مكان آخر في المملكة العربية السعودية ستستمتعون بأجواء جدة التاريخية بكامل تفاصيلها.
مشروع اعادة احياء جدة التاريخية:
بإشراف شخصي من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي تم إطلاق مشروع ضخم لتجديد حي جدة التاريخي للحفاظ على إرث المدينة الضارب في القدم. تقول بعض الروايات التاريخية أن أقدم وجود إنساني في جدة يعود الى 3000 سنة قبل الميلاد وتبرهن على ذلك الآثار والرسومات في وادي بريب ووادي بريمان.
بينما تقول رواية أخرى أن أقدم سكان جدة هم قبيلة بني قضاعة وكان ذلك سنة 115 قبل الميلاد. يُرجح أن هؤلاء القوم قد فروا من انهيار سد مأرب في اليمن. كما تشير بعض الدراسات التاريخية الى أن الاسكندر الكبير قد زار جدة مرتين.
أدى دخول الإسلام الى جدة الى تحولها الى مرفأ بحري للقادمين للحج من البلدان المجاورة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. ومنذ ذلك الحين زادت شهرة جدة ولا تزال اليوم بوابة المعتمرين والحجاج سواء بحرًا أو جوًا.
تكتسي جدة اهمية تاريخية كبرى للدولة السعودية حيث أقام بها أول ملك للسعودية وهو الملك عبد العزيز آل سعود لمدة 10 سنوات في بيت نصيف الذي لا يزال قائمًا الى اليوم ليحكي تاريخ المدينة المشرق.
خلال مدة قد تصل الى 15 سنة سيتم تنفيذ مخطط اعادة احياء جدة تدريجيا عبر إحصاء المواقع الأثرية التي فاق عددها 600 موقع بما في ذلك واجهة جدة البحرية القديمة التي كان يسلكها الحجاج القادمون الى مكة المكرمة. سيتم الاعتناء بكل الجوانب الحضرية والبيئية والطبيعية والتراثية خلال عملية الترميم والتحسيس للحفاظ على تاريخ المكان وتوريثه للأجيال القادمة.
أفضل معالم جدة التاريخية:
- بوابة جدة:
لا تزال بوابة جدة التي جرى ترميمها قائمة حتى اليوم بما يسمى باب مكة نظرًا للطريق الذي يؤدي الى مكة منها والذي كان يسلكه الحجاج في رحلتهم الى المدينة المقدسة. في عهد المماليك تم بناء بوابتين وسور كبير لحماية المدينة من الهجمات البحرية الهولندية والبرتغالية والانجليزية. اليوم لم يتبق الا مشهد البوابة القديم والذي يمكن زيارته والتقاط صور له. تعد بوابة جدة التاريخية معلمًا في وسط جدة التاريخي وتحمل هندستها المعمارية الطابع الاسلامي الاصيل وتذكر بأمجاد الماضي والأجداد.
- حارات جدة القديمة:
كانت منطقة البلد التي نعرفها اليوم هي مدينة جدة بأكملها، قبل العصر الحالي الذي شهد ميلاد مدينة حديثة مليئة بالمجمعات السكنية الراقية وناطحات السحاب العملاقة والطرقات الواسعة والمولات ومراكز التسوق الجميلة. حملت حارات جدة القديمة التي كانت تشكل الوسط التاريخي لجدة العديد من الأسماء وكان لكل اسم دلالة معينة. تعرف معنا على حارات جدة القديمة بالتفصيل:
- حارة اليمن: تقع حارة اليمن جنوب وسط جدة التاريخي وقد أطلق عليها هذا الاسم نظرًا لقربها من أرض اليمن في الجنوب. تضم هذه الحارة أزقة ضيقة ونمط معماري رائع للاستكشاف والتقاط الصور.
- حارة المظلوم: تضم هذه الحارة العديد من المعالم السياحية والتاريخية الجميلة التي تستحق الزيارة مثل مسجد الشافعي وسوق الجامع والعديد من المعالم الاخرى. أطلق عليها هذا الاسم تخليدا لذكرى عبد الكريم البرزنجي الذي تم اغتياله من قبل العثمانيين الذي كانوا يحكمون الجزيرة العربية آنذاك.
- حارة البحر: مثلما يوحي اسمها تقع هذه الحارة متاخمة لساحل جدة ويسكنها بيت آل رضوان. توفر هذه الحارة اماكن رائعة للجلوس مقابل البحر والاستمتاع بالهواء العليل وزرقة مياه البحر الأحمر المتلألئة.
- حارة الكرنتينه: للأسف جزء كبير من هذه الحارة تم تدميره بواسطة أمواج البحر. ولكن لا تزال العديد من بيوت ومعالم هذه الحارة الجميلة تستقبل الزوار يوميًا. تقع بجانب هذه الحارة مصفاة البترول الكبيرة وميناء جدة الإسلامي الجميل.انها منطقة يمتزج فيها التاريخ بجمال الطبيعة
- حارة الشام: مثلها مثل بقية حارات جدة التاريخية توفر حارة الشام اجواء جدة القديمة بامتياز من طراز معماري فريد مزين بخشب الصاج وممرات ضيقة وأسواق شعبية وأجواء خرافية من عبق الماضي المجيد لمدينة جدة.
- مساجد جدة القديمة:
لا يزال وسط البلد التاريخي في جدة يحافظ على الموروث الإسلامي المتتالي على المدينة منذ العديد من العصور. يمكنك هنا زيارة العديد من المساجد العتيقة والتاريخية والتي ستدهشك بجمالها وروعة مبانيها وهندستها الفريدة. في مايلي سنطلعك على أهم مساجد جدة التاريخية التي تستحق الزيارة:
- مسجد الإمام الشافعي: هذا هو أحد أقدم مساجد جدة التاريخية حيث يرجح أن مئذنته تم بناؤها في القرن الـ 7 هجري. يتميز هذا المسجد بفنائه الكبير الذي يتوسط الجامع، كما أنه ذو هندسة معمارية جميلة وبسيطة. لا يزال المسجد يستقبل المصلين لأداء الصلوات حتى اليوم ويقع في سوق الجامع.
- مسجد عثمان بن عفان رضي الله عنه: يتميز مسجد عثمان بن عفان بقدمه وهندسته الجميلة. كما أنه مذكور في كتب الرحالة الكبار مثل ابن جبير وابن بطوطة. عند وصولك الى المسجد ستندهش من مئذنته العالية التي تم بناؤها في القرن العاشر هجري. يمكنك أداء الصلاة في المسجد للاختلاط بالسكان المحليين والتعرف على الحياة اليومية هنا بشكل أقرب.
- مسجد المعمار: يتواجد مسجد المعمار في حارة المظلوم ويعود تاريخ بنائه الى سنة 1384 هجرية. هنا يمكن للزوار معاينة هندسة المسجد الحديثة نسبيًا، مع الأجواء المحيطة بالمسجد من محلات وأزقة ضيقة تعتبر متعة للتنزه والاستكشاف.
- مسجد عكاش: هذا المسجد هو أحدث نسبيًا مقارنة بالمساجد الأخرى مثل مسجد الشافعي لكنه يقع في وسط البلد التاريخي وكان لابد من الاشارة اليه.
- مسجد الباشا: المبنى القائم اليوم هو نسخة جديدة من مسجد الباشا الذي تم بناؤه عام 1735م ويقم في حارة الشام.
أسواق جدة التاريخية:
لاشك أن التسوق هو أحد أفضل الانشطة التي يمكن القيام بها في البلد في جدة التاريخية، لأنها هي التي تمنح الروح والالوان والأجواء المميزة لهذه المنطقة التاريخية. هنا يمكنك المفاوضة على الأسعار والالتقاء مع السكان المحليين وتجربة الطعام اللذيذ وما الى ذلك. في يلي بعض أفضل أسواق جدة التاريخية التي ننصح بزيارتها:
- سوق الندى: لا تكتمل اي زيارة الى منطقة البلد دون تناول قهوة عربية أصيلة في سوق الندى الذي تصطف على جوانبه مقاهي تاريخية عتيقة.
- سوق البدو: كان يقصد هذا السوق سكان البادية لتبضع حاجياتهم اليومية من غذاء والبسة وغيرها. لا يزال السوق يعمل اليوم مع عشرات المحلات التي تعرض مختلف أنواع الالبسة والمجوهرات.
- سوق الحراج: هنا تقام المزادات العلنية على الطريقة القديمة لبيع مختلف البضائع والسلع والمنتجات.