ليلة وفاء للكلمة.. تكريم الشاعر سعد الرفاعي في دار الأوبرا المصرية

في ليلةٍ من ليالي الشعر والجمال، احتضن مركز الإبداع الفني بساحة دار الأوبرا المصرية أمسية ثقافية حملت عنوان “الرفاعي في حضرة الإبداع”، كرّمت خلالها نخبة من الأدباء والنقّاد الشاعر السعودي الدكتور سعد بن سعيد الرفاعي، تقديرًا لمسيرته الأدبية الحافلة بالعطاء والإبداع.
نظّم هذه الأمسية صالون “في حضرة الإبداع” برئاسة الدكتورة شيماء عمارة، وسط حضور حاشد من المثقفين والشعراء والإعلاميين، الذين ملأوا القاعة شغفًا بالكلمة واحتفاءً بالتجربة الشعرية الثرية للدكتور الرفاعي.
بداية لافتة ومحتوى ثري
انطلقت الأمسية باستقبال الضيوف وتسجيل الحضور، تلاه عرض فيديو تعريفي لمدة سبع دقائق تناول أبرز محطات حياة الشاعر وإسهاماته في مجالات الشعر وأدب الطفل والنقد.
افتتحت الدكتورة شيماء عمارة الندوة بكلمة ترحيبية، أكدت فيها أهمية هذا اللقاء قائلة:
“يسعدني أن أكون جزءًا من هذا الحدث الثقافي المميز، الذي يجمعنا لتكريم قامة أدبية سامقة مثل الشاعر سعد الرفاعي.”
كلمات نقدية وشهادات إبداعية
توالت بعد ذلك كلمات الضيوف من أكاديميين ونقّاد وأدباء، فكانت أولى الكلمات للدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيّع، وكيل جامعة الإمام سابقًا، الذي أشاد بغنى تجربة الرفاعي قائلاً:
“لقد أثرى الشاعر سعد الرفاعي الساحة الأدبية بكتاباته التي تعكس عمق الثقافة السعودية.”
ثم تحدّث الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري، رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض سابقًا، قائلاً:
“الشاعر سعد الرفاعي رمز من رموز الأدب السعودي، وإسهاماته في مجال أدب الطفل لا تُعد ولا تُحصى.”
أما الدكتور حمد بن ناصر الدخيل، فنوّه بتحقيقات الرفاعي في أدب الرحلة واهتمامه بتاريخ مدينة ينبع، وقدم دراسة ثرية عن الإرث الإسلامي للمدينة.
الشاعر الدكتور نايف رشدان الهجلة ألقى قصيدة في حب مصر وأخرى في مدح الرفاعي، وقال:
“الشاعر سعد الرفاعي يمثل نموذجًا يحتذى به في التفاني والإخلاص في مجال الأدب.”
ومن جانبه، أكّد الأستاذ عبدالله بن سليمان الدريهم على دور الرفاعي الثقافي في دعم الحركة الأدبية بالمملكة، وعبّر عن محبته من خلال قصيدة وجدانية في حقه.
إبداعات موسيقية ومداخلات نقدية
تميّزت الأمسية بفقرتين فنيتين؛ عزفًا مميزًا للفنان أحمد نبيل على آلة العود، وغناء الفنانة أمنية لأغنية “الأماكن” التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الحضور.
كما ألقت الدكتورة شيرين العدوي دراسة نقدية لديوان “صلوات”، الذي خصصه الرفاعي في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفت الشاعر بأنه “شاعر المواقف والكلمات”.
وتحدث أيضًا عدد من البارزين:
- الدكتور أحمد فرحات: “لقد قدّم الرفاعي أعمالًا شعرية متميزة، ونحن هنا اليوم لنحتفي به وبإبداعه.”
الدكتور أحمد صلاح هاشم: “هو شاعر الأمل والتفاؤل، وكلماته تلامس القلوب.”
- الدكتور محمد حجاج: “أثرى الساحة الأدبية بأعماله المبدعة التي تستحق التكريم.”
كلمة الشاعر وتكريمه
وفي ختام الأمسية، ألقى الشاعر الدكتور سعد الرفاعي كلمة مؤثرة قال فيها:
“أشكر كل من ساهم في هذا التكريم، وأتمنى أن أكون دائمًا عند حسن ظنكم.”
بعدها قامت الدكتورة شيماء عمارة بتكريم الشاعر بدرع صالون “في حضرة الإبداع”، كما كرّمت المتحدثين والفنانين بدروع تذكارية، شاكرة حضورهم ومساهماتهم.
واختُتمت الأمسية بالتقاط الصور التذكارية، وسط أجواء طافحة بالمحبة والتقدير، لتبقى هذه الليلة علامة فارقة في سجل الشعر العربي المعاصر، تؤكّد أن الكلمة لا تزال قادرة على إشعال القلوب وتحريك الأرواح حين تُقال في حضرة الإبداع.