النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

إيران.. مفاوضات تحت تهديد السلاح

المنشآت النووية الإيرانية
محمد إبراهيم -

بين التلويح بضرب المنشآت ومفاوضات تحت تهديد السلاح، يدخل الملف النووي الإيراني مرحلة جديدة من الحسابات بين الغرب وطهران، فالغرب يخشى من تكرار تجربة كوريا الشمالية، وطهران ترى أنه من حقها بأن يكون لديها برنامجها النووي، وبين هذا وذاك، تشهد منطقة الشرق الأوسط - "عسكرة أمريكية" - في رسالة واضحة بأنه لن تسمح للإيرانيين بامتلاك قنبلة نووية.. فما هو البرنامج النووي الإيراني

تاريخ البرنامج النووي الإيراني

يرجع تاريخ البرنامج النووي الإيراني إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما دشن الشاه محمد رضا بهلوي مشروعه الطموح للطاقة النووية "السلمية" ليكون دعامة لإرساء ما كان يصفه بـ "الحضارة الإيرانية الكبرى"، برنامج ، دعمته ألمانيا والولايات المتحدة من بعدها، لكن بعد إندلاع الثورة الإسلامية عام 1979 وما تالها من حرب إيرانية عراقية، توقف هذا البرنامج النووي.. وأعيد إحيائه مرة أخرى في تسعينات القرن الماضي من خلال روسيا.

المنشآت النووية الإيرانية

وتتوزع المنشآت النووية في إيران إلى أربعة فروع رئيسية وهي؛ مراكز للبحث، ومواقع خاصة للتخصيب، ومفاعلات نووية، ومناجم لليورانيوم، كما يصنف مجمع نطنز و منشأة فوردو ومنشأة أصفهان ومفاعل بوشهر ومفاعل خونداب ومنجم غاشين لليورانيوم ضمن أهم المنشآت النووية الإيرانية.

منشآت إيران تحت رقابة وكالة الطاقة الذرية

وتخضع المواقع والمنشآت النووية الإيرانية للرقابة المُستمرة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما يقوم المفتشون الدوليون بعمليات مرور منتظمة على المواقع والمنشآت النووية الإيرانية ويقدمون التقارير حول المراحل المختلفة لأنشطتها النووية.

تصفية العلماء الإيرانيين

وقد عمدت الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية إلى استنزاف البرنامج النووي الإيراني تدريجيا من الداخل عبر تفريغه من الكوادر البشرية الإيرانية المتخصصة في التكنولوجيا النووية من علماء وفنيين، سواء من خلال التصفية الجسدية أو عبر الاختطاف والتهجير إلى خارج إيران، خاصة بعد إطلاق البيت الأبيض في عام 2005 برنامجا سريا يُسمى "تصفية الأدمغة" بهدف تقويض برنامج إيران النووي.

الاقتراب من صنع السلاح النووي

وفي تقرير لها صدر في شهر فبراير الماضي، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60% حيث تقترب هذه الدرجة من النقاء من المستوى المطلوب لصنع الأسلحة النووية وهي 90%، كما أن مخزون اليورانيوم المخصب ارتفع إلى أكثر من 274.8 كيلوجراما.

البرنامج النووي الإيراني والعقيدة الدفاعية

ورغم أن إيران تُصر على أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية بحتة، فإن سياستها النووية تعد واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ويُعتبر برنامجها النووي جزءا لا يتجزأ من العقيدة الدفاعية، إذ تسعى الجمهورية الإسلامية من خلاله إلى تحقيق أهداف متعددة تتعلق بالأمن القومي والسيادة والردع، وذلك ضمن معادلة القوة والتوازن الإقليمي.

ترقب إسرائيلي واستعداد عسكري

ويرى الإسرائيليون في البرنامج النووي الإيراني كسرا لاحتكارهم القوة النووية بالمنطقة في وقت السلم، وخطرا وجوديا عليهم في وقت الحرب، فهم يقرؤونه إذن قراءة عسكرية بالأساس، ويطالبون على الدوام بتفكيك هذا البرنامج بالكامل كما حصل مع البرنامجين النوويين في العراق وليبيا، ولذلك هددت إسرائيل في أكثر من مناسبة بأنه سوف تتدخل قبل حصول إيران على القنبلة النووية.

لإيران حُلم، وهو الدخول ضمن معادلة القوى النووية سواء كانت هذه سلميًا وهو المُعلن أو عسكريًا وهو ربما يكون الهدف الخفي، / حُلم / تراه الولايات المتحدة خطرا كبيرا سيغير منة المعادلة الإستراتيجية السائدة اليوم في منطقة الشرق الأوسط تغييرا عميقا، ويسحب البساط من تحت العملاق الأميركي المخيم بظلاله على المنطقة منذ عقود.