خاص: اول حوار مع د ايمن صابر الأستاذ بكلية العلوم بعد حصوله على جائزة الدولة التشجيعية
أستاذ بكلية علوم: أحسست بالاحباط بعد تبرع احد رجال الاعمال للجامعة الأمريكية بدلاً من الجامعات المصرية
النخبة هي من تستطيع إجراء تغيير حقيقي في المجتمع المصري، بالعلم والثقافة والفن، لذا فكان لابد من مناقشة احد اساتذة العلم بخصوص رؤيته حول الاوضاع المصرية الثقافية في مصر حالياً، لذا كان لنا لقاء مع الدكتور ايمن صابر الأستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في تخصص العلوم.
يتم الخلط كثيراً بين اختصاصات كلية العلوم بالنسبة لغير المتخصصين والدارسين، فما هو تخصص حضرتك بشكل بسيط؟
تخصصي الدقيق فيسيولوجي او علم وظائف الأعضاء، وهو علم مختص بالحيوان والانسان، بحيث يتم تجربة العقارات والادوية الجديدة على الحيوانات أولاً. وعندما تنجح التجربة يتم تجربتها على الأنسان من خلال تعاون مشترك لكلية العلوم مع الكليات الطبية الاخرى.
هل هناك اشتراك في العملية التجريبية بين كليات الطب والصيدلة في مصر مع كلية العلوم؟
لدينا ابحاث كثيرة مشتركة مع كلية الطب وكلية الصيدلة، وهذا هو الترابط ما بين الكليات، نعم يعتبر ضعيف نسبياً ولكنه موجود، ونحاول بقدر الأمكان عمله، ننتقل من المرحلة ما قبل الطبية للمرحلة الطبية.
هل هناك برتكولات تعاون بين كلية الطب والصيدلة وكلية العلم في ذلك المجال؟
هناك برتكولات فعلاً ولكنها غير مفعلة بشكل كاف، ولكنها تتم بصورة ودية أكثر، من خلال تعاوننا المشترك كباحثين
هل هناك شراكات للكلية مع مراكز أبحاث مستقلة او كليات أجنبية؟
موجود اشراف مشترك، عبارة عن مشاركين في الاشراف على الأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراة في مصر والبعض من خلال مشرفين أجانب. فلكي يحصل الباحث على الماجستير او الدكتوراة فلا بد ان تقدم ابحاث عالمية، تخضع لاشراف خارجي من خارج مصر، عن طريق ارسال الرسالة لباحثين ومشرفين بخارج مصر لتحكيمها.
هل هناك ازدياد او نقصان في اعداد الرسائل العلمية بكلية العلوم؟
هناك اقبال كبير بالفعل بالرغم من زيادة التكاليف، وزيادة من الباحثين الوافدين نظراً لتقييم جامعة القاهرة وتصنيفها من حيث الكليات الهامة في العالم، ومن يقود هذا التصنيف كلية العلوم، حيث ان 80% من عدد الأبحاث العلمية مصدرها كلية العلوم. وتطبيق الشروط الجديدة بالنسبة للكليات النظرية تختلف في المنهجية والتحكيم والجزء العملي الخاص بكلية العلوم. حيث تخضع كلية العلوم لتحكيم داخلي وخارجي.
تكلفة التحكيم الخارجي هل يقع على عاتق الطالب ام الجامعة؟
قال: الطالب للأسف. ولكن هذا سبب رفع تصنيف الجامعة. أضاف: هناك نظامان للتسجيل في جامعة القاهرة، نظام جديد تم تطبيقه منذ عامان تقريباً يشترط تقديم ورقتين علميتين في التخصص قبل التسجيل ونظام قديم وهو تحكيم رسالة الماجستير بالخارج. هناك من يقول ان النظام الجديد أسهل ولكن النظام القديم أوفر لأن الرسالة نفسها تسافر ونستطيع التواصل مع المحكمين الاجانب بطريقة غير مباشرة.
رسائل الماجستير هل أصبحت اكثر أهمية ام اضعف من ذي قبل؟
يمكنني الرد من خلال اختصاصي، فأنا انتمي لمدرسة استخدام المنتجات الطبيعية المصرية، بمعنى استخدام مستخلص من مواد بالفعل موجودة لدينا لاستخلاص مواد منها لتركيب مادة فعالة.
هل تطلب شركات ادوية او مراكز ابحاث شراء ابحاث معينة لاستخدامها؟
ليس لدينا اى معلومات عن هذا الموضوع، ولكن رئيس الجامعة ربما لديه معلومات بهذا الموضوع. ولم يطلب احد استخدام البحث الخاص بي على الرغم من استخدامه في روسيا في نطاق مختلف. الربط ما بين الكليات وشركات الادوية غير فعال على الرغم من امكانية توفير مبالغ طائلة.
الباحث الانسان..
هل أخترت الدراسة في كلية العلوم ام التنسيق؟
دخلت كلية تربية قسم فيزياء حلوان، وانهيت الدراسة بها واستكلمت الدراسة بكلية العلوم، لحبي لدراسة كلية العلوم والعلوم بشكل عام، واقاربي من حببوني في التخصص. ولا اشعر بالملل اطلاقاً لحبي للتخصص، فأقوم بالتجربة واجلس بالمعمل لانتظار النتيجة، واحياناً انزل العمل لمجرد الجلوس في المعمل.
المواد التي يتم استخدامها بالمعمل هل الجامعة تقوم بتوفيرها ام تقوم بذلك بنفسك بشكل شخصي؟
كلها بشكل شخصي، الجامعة تقوم بالدعم بمبلغ نقدي كل سنتان، بالتالي فنعتمد على موارد ذاتية، فالحصول عليها من خارج مصر تكلفتها عالية، فنقوم بتوفير المواد الفعالة من خلال تحضيرها في المعمل من خلال مواد متاحة بالسوق نقوم بتوفيرها بشكل شخصي.
هل تقرأ لكاتب معين ام في مجال الاختصاص فقط؟
في مرحلة الثانوية العامة كنت اقراء القصص الخيالية لكتاب مصريين مثل احمد خالد توفيق، ولكن عندما انتقلت للكلية قل اهتمامي لعدم وجود الوقت الكافِ. فأصبح تركيزي في التخصصات العلمية مثل الكيمياء وعلم وظائف الأعضاء علم التشريح وهكذا.
الباحث هو النخبة في المجتمع وقادر على الحكم في مسألة اجتماعية من خلال تخصصه. كيف؟
احاول بقدر الامكان القراءة من خلال الترفية حتى لا أصاب بالملل، ولكن التخصص في كلية علوم شاق فأغلبنا وانا منهم ابحث عن القراءات التي لا تستلزم مجهود كبير نظراً لكوني منهك.
لماذا لا يقوم العلماء والباحثين بعمل كتابات في التخصصات العلمية باللغة العربية للجمهور العادي؟
لعدة اسباب اولها الدعم، فلكي اقوم بكتابة كتاب فنه سيأخذ وقت ومجهود كبر جداً، فما هو المقابل على الاقل للوقت والمجهود المبذول؟ على الرغم من ان المقابل المادي نقوم به في اقل الحدود، ولكن التجارب والدراسة تاخذ اغلب وقتي، فلو وفرت وقت للكتابة فما هو العائد؟ فانا لدي اربعة كتب متوافرة على امازون، ولكن ليست محض اهتمام الجمهور.
هل هناك دور نشر مصرية متخصصة في الكتابات العلمية؟
الدور الاجنبية لا تطلب نقود لنشر الاعمال، اما دور النشر المصرية فانها تطلب. وحالياً نبعد عن فكرة الكتاب الجامعي، فاننا نطلب من الطلاب ان يقوموا بالبحث بمفردهم دون ترشيح كتب معينة دون غيرها، فأننا نرشح له الموضوعات والباحث او الطالب هو المطالب بالبحث بحرية كاملة.
الأدب تم إثرائه من خريجي الزراعة والاداب والحقوق وغيرهم.. لماذا قلة الأنتاج الأدبي والثقافي لخريجي كلية العلوم؟
نظراً لأنشغالهم بشكل كامل بدراستهم وأبحاثهم، فلا يتوافر لهم وقت لتفريغ طاقات أخرى لانه مستنزف.
"في الخارج المثقف يشتبك مع مجالات اخرى، وتجربة كريستوفر نولان مثال لما نقول!"
ليس لدينا الحرية الكافية، فلدينا العديد من الضغوطات في مجالنا البحثي والعلمي، فعلى سبيل المثال المعمل ياخذ اغلب وقتي، من حيث توفير الخامات بمبالغ معقولة وتجارب الطلاب ومتابعتهم يأخذ اغلب الاوقات.
رأي حضرتك بخصوص موضوع دعوة الأزهر لترجمة العلوم؟
اتفق معها على رغم صعوبتها، وأوئيد هذا الرأي بخاصة ان كل العلوم أصلها عربي، ولكن اذا تم تدريسها باللغة العربية سننفصل عن المجتمع العلمي العالمي، فأن كنا نريد هذا فينبغي ان نبدأها بالتدريج، بترجمة المصطلحات، ويتم تدريسها بالعربي والانجليزي في نفس الوقت.
العلاقة بين الاستاذ والطلاب اكثرها تكون من الناحية الأنسانية، فهل هناك اهتمام بالأداب والثقافة بالنسبة لطلاب وباحثي كلية علوم؟
من خلال تدريسي في كلية الاداب مقرر علم النفس كثيراً ما أجد تساؤلات عن المجالات العلمية اكثر من الناحية الادبية.
هل ترى انه ينبغي تدريس مواد ادبية وتثقيفية حتى يتكون للطالب او الباحث الحصيلة اللغوية الكافية لعرض افكاره؟
لا ليست موجودة لدينا، فنحن مادة عملية علمية اكثر منها مادة أدبية، ولا نستخدم اللغة باستفاضة كبيرة. فحتى مادة تاريخ العلوم ليست محط دراستنا، فهي اقرب لكليات التربية، فلا تعنينا التواريخ او الجزء التاريخي ولكن المادة العلمية البحتة، لذا فأن شرح خريجي كليات تربية فيما يخص العلوم هو الأوضح والاوفى. النسبة الاغلب من رواد كلية العلوم ليسوا مع فكرة الترجمة، لان اغلب الدراسات الخاصة بالعلوم باللغة الانجليزية، على الرغم من شروط الرسالة ان يكون بها مستخلص باللغة العربية. اهتمام اغلب طلاب الكلية بالعلوم، وبالتالي فان اللغة مجرد خادمة للبحث العلمي اكثر منها وسيلة للتواصل او التعرف على ادبيات غربية.
بعض اساتذة الجامعة على الرغم من اختصاصتهم يمارسون هوايات مختلفة لا ترتبط باي شكل بمجال دراستهم، فما هي هواياتك؟
الرياضة مثل كرة اليد وحصلت على دروي، وايضاً القراءة والنحت على الخشب والرسم، ولكن كل هذا اختفى تدريجياً مع انخراطي في البحث العلمي.
هل حاولت ربط الهواية مثل الرياضة بالتخصص العملي وبخاصة انهم متماسان مع بعضهما في بعض النقط؟
أحاول ذلك ولكن الموضوع صعب قليلاً، فنحن نحتاج دعم من وزارة الشباب، وبخاصة اننا لدينا صالات العاب والمدينة الجامعية مليئة بالموهوبين.
لماذا لا يقوم احد الأساتذة بالقيام بالدور التثقيفي في المجتمع عن طريق كتابات او حتى منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاحداث تغيير ثقافي حقيقي في المجتمع؟
كل استاذ بحسب سياسته الخاصة في الحياة او العمل، الفرد يستطيع التغيير في المجتمع، عن طريق إحداث تغيير في مجموعة تستطيع نشر الثقافة بشكل عام، على سبيل المثال انا انتظرت لحين حصولي على سلطة في المعمل حتى استطيع مساعدة الزملاء لأستطيع اشراكهم جميعاً في التجارب العلمية للأستفادة العامة ومساعدة زملائهم في الكلية او خارجها.
رأي في الثقافة ووضعها في مصر..
من خلال التليفزيون والفيسبوك استطيع ان اقول بأننا ننحدر، وكان الفلوس والشهرة هي معيار النجاح، لماذا لا نبرز النماذج العلمية والفنية المتميزة. انا ضد موضوع الفن لمجرد الفن، اكيد هناك هدف اسمى ورائه فالفن ينطوي على فلسفة بداخله، اكيد الفن يستطيع ان يغير ولو 1% في النفس البشرية، فجملة الفن من اجل الفن مثل جملة البحث من أجل البحث، ليس البحث لمجرد الترقية في العمل، ولكن البحث للمعرفة وتهذيب النفس والتعلم.
لماذا نرى تخصصات كلية العلوم المختلفة في مجالات عمل غير المجالات المحددة والتخصصات التي درسها في الكلية؟
كلية العلوم علومها متشابكة بشكل كبير، فكل تخصصات الكيمياء يستطيعون ان يعملوا في مجالات متشابهة، ولكن المشكلة في التوظيف الصحيح للتخصص، فمعظم خريجي الكلية يعملون في الدعاية الطبية وهي غير اختصاصه، ولكن الشركات والمراكز البحثية ليست لها الاولوية لتلك التخصصات.
رأيك بخصوص تبرع أحد رجال الاعمال بمليارات لجامعة أجنبية بسبب ازمة مادية تمر بها..
الموضوع محبط، من الاولى في التبرع؟ جامعة بلدك، نحن مثلما يقول المثل "الشاطرة بتغزل برجل حمار" وهو ما نقوم به، المعامل تحتاج شغل واضافات كبيرة، لكي نساير النشر في مجلات علمية، من حيث الخامات والأدوات التي تمكننا من ذلك.
اهتمام الدولة بموضوع البرمجة والتجارة الالكترونية وتأثيرها في طلاب وخريجي كلية علوم.
ارى خريجين من كلية علوم يعملون في التجارة الالكترونية والبرمجة، وهذا اهدار لاموال الدولة، ولكن اعذرهم لان اختصاصاتهم ليست مطلوبة في سوق العمل، والضغط الكبير على الدولة، ولكن يمكن تخطي هذه الازمة بالتخطيط الجيد والتنفيذ بشكل ملائم للموضوع.