المحلل السياسي الدكتور القليعي يحلل للنهار : لماذا تتصرف امريكا مع العرب كل هذه التصرفات الهوجاء

المتابع والمدقق لتفاصيل المشهد السياسي في المنطقة العربية وفي اعقاب التصريحات المستفزة من جانب مستشار ترامب للشرق الاوسط ستيف ويتكوف والتي تحدث فيها بعنترية غير مسبوقة عن مقارنات في غير محلها بخصوص مقارنته للوضع في سوريا ولبنان مع مصر والاردن وهو ما بدا واضحا في اتساق او انسجام مع خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة التقينا الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عادل القليعي الاستاذ بجامعة حلوان حيق قال أن المشهد العبثي الراهن الذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية ، وبعض شركائها من أجل بسط هيمنتها على العالم وكأنها نصبت نفسها حامي حمى الكون.
كذلك محاولاتها المستمية بسط هيمنتها على دول الشرق الأوسط وجعلها تحت سيطرتها ، ومن يشذ عنها ويرفع راية العصيان يحارب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وعسكريا.
وهذا ما تحاول فعله أمريكا مع مصر التي تبنت شعار لا للتهجير ونعم لإعمار غزة.
واضاف الدكتور القليعي ومن هذا المنطلق لابد أن نكتب ولا نتوقف ولا نمل الكتابة مؤازرين ومناصرين قيادتنا في تصديها لهذا الضغط الذي يمارس عليها.
ومن ثم ضرورة ملحة أن نضع النقاط على الحروف.
وأهم هذه النقاط التي ينبغي وضعها على الحروف ، ما يلي:
أولتها: ظن ظن السوء من توهم أنه سيحدث لمصر ما حدث مع دول الجوار، سواء فلسطين ، أو العراق ، أو اليمن ، أو سوريا، أو ليبيا فقد حيكت ضدنا المؤامرات من الداخل ومن الخارج ونفذت ضدنا أجندات مشبوهة غرضها زعزعة أمننا الداخلي ، أطلقت الشائعات المريبة ، لعبت وضربت على وتر حساس ، الحاجة والعوز والحالة الاقتصادية ، فراحوا يشككون في كل منجز تم على أرض الواقع .
ويتوقع القليعي فشل كلالمخططات الخبيثة لكن هيهات هيهات ، ولا يفلح الساحر حيث أتى.
تصدى لهم الشعب صابرا محتسبا مدركا أن هذه أجندات مغرضة.
والنتيجة ظللنا صامدين واقفين على أقدامنا ، وعندما شاهدنا ما يحدث الآن لوطننا وأمتنا العربية أدركنا أن مع قادتنا الحق كل الحق فالمخطط الفاسد يريد التقسيم والتفتيت لأمتنا العربية ، لا يهمهم سوريا أو العراق أو اليمن أو السعودية أو ليبيا ، وإنما غرضهم رمانة ميزان الأمة العربية والإسلامية (مصر) ولم ولن يحدث ذلك أبدا ، طالما كنا متحدين على قلب رجل واحد ، واعين مستنيرين ، مغلقين الأبواب في وجه أى شائعة مغرضة.
متمثلين القول الفصل ، الكل سيرحل ولن يبقى إلا الوطن ، حصن حصين لنا ولأولادنا وقاطرة تنمية مستدامة لأحفادنا وللأجيال القادمة.
ثانيتها: بعد نظر قادتنا ورئيسنا إلى الخطر القادم الذي يدبر له ليلا ونهارا ، ومن ثم فطن إلى ضرورة تسليح الجيش بأحدث الأسلحة والمعدات القتالية ، ليس هذا وحسب بل أدرك قادة القوات المسلحة ومجلسها العسكري والمجلس الأعلى للحرب ، أنه ينبغي التركيز على جاهزية قواتنا نعم نحن مسالمون ودوما ما نسعى للسلام العادل والشامل الذي يعم العالم جميعا وبما فيه منطقتنا العربية والإسلامية ، لكن لابد للسلام من قوة ردع تحافظ عليه وتحمي بنوده المتفق عليها.
ويتقدم القليعي بكل التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة الباسلة ومن هنا راح قادة الجيوش إلى إجراء المناورات القتالية على كآفة محاور القتال ، وكل جميع حدودنا من شرق البلاد إلى غربها ، من شمالها لجنوبها الذين نتقدم اليهم بكل التحية والتقدير والعرفان واجروا مناورات بالذخيرة الحية ، فرق مدربة على أحدث تدريب لمكافحة الإرهاب ، قوات خاصة ، صاعقة ، مظلات ، مدرعات ، دفاع جوي ، قوات بحرية ، قوات جوية ، فرق المشاة ، مدفعية بكل أنواعها ، حرب اليكترونية ، وحدات رادارية فلا شاردة ولا واردة في الجو إلا تم رصدها .
جهازان غاية فى الدقة المعلوماتية ، جهاز مخابرات عامة (الصقور )، يعملون ليل نهار لتأمين الأمن القومي للبلاد ، جهاز مخابرات حربية يرصد أي تحرك على الحدود.
سلاح مهندسين فائق الدقة والكفاءة فى المشروعات الهندسية العسكرية ، ومن إلتحق بالجيش المصري يعلم ذلك جيدا.
هذا ما هو ظاهر للعيان ، وما خفي كان أعظم ، فضلاً عن الطاقة البشرية والشحن المعنوي للجيوش قادة وأفرادا من سلاح الشئون المعنوية.
فضلا عن ذلك تصنيع بعض سلاحنا عن طريق المصانع الحربية.
ثالثتها: مبنية على النقطة سالفة الذكر ، مدي علم العدو بإمكانياتنا وبجاهزيتنا وبقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا ضد أي عدوان خارجي ، وضد أي محاولة لزعزعة استقرارنا واستقرار أمننا الداخلي.
كذلك علم عدونا أن حدودنا مؤمنة تأمينا كاملا ، برجال مؤمنون بحبهم لوطنهم وأن المساس بأمنه هو المساس ببيوتنا وأعراضنا وأرحامنا.
شاهد ذلك كله العدو والعالم أجمعه في أكتوبر 1973، وفي حرب الاستنزاف ، وفى العدوان الثلاثي ، ومن قبل ذلك فى العدواني الفرنسي والانجليزي على مصر.
الكل تصدي ، الكل وقف وقفة رجال ، رجال ضحوا بأرواحهم من أجل أن تحيا بلادهم حرة أبية.
ومن هنا إذا حاول أحد أن يتجرأ علينا أو يتطاول فليحسب ذلك ملايين المرات ، وليعلم أننا لن نستقبله بالورود ، بل سنقول له مرحبا بك في الجحيم متمثلين قوله تعالى (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون)
رابعتها: رهاننا الحقيقي على الوحدة واللحمة الوطنية ولم شمل الأسرة المصرية ، فلا فرق بين مسلم ومسيحي فالدين لله والوطن يسع الجميع ، فقد حاول بعض المغرضين الذين لا يريدون الخير لبلدنا الضرب على هذا الوتر وإثارة الفتن وافتعالها ، فتن طائفية ، لكن تفطن الأخيار لهذه الفتن ووأدوها في مهدها.
وعدونا يعلم ذلك جيدا أن مصرنا على قلب رجل واحد ، البيوت واحدة ، المأكل واحد المشرب واحد.
وتوعد القليعي الاعداء رأوا ذلك في السادس من أكتوبر عام 1973 المجيد ، رأوا ذلك عندما شاهدوا رايات الهلال جنبا إلى جنب مع رايات الصلب كلاهما يدين دينا واحدا ألا وهو حب الوطن ، وقد جسدت الدراما المصرية ذلك جيدا في قصص نجيب محفوظ الروائية وغيرها من الأعمال الدرامية ، وكل ذلك لا يخفى على أحد.
خامستها: علاقاتنا الدبلوماسية بالدول الأوروبية ، ليست أوروبا وحدها بل كل دول العالم ، فقد سعى قائدنا على توطيد علاقاتنا بالعالم أجمع ، سياسياً واقتصاديا وعلميا وتجاريا وآخرها عضوية دول البريكس لوضع نظام اقتصادي جديد للعالم بل نجحت الدبلوماسية المصرية في إبراز دور مصر في القضايا المفصلية التي تهم العالم كله ، خصوصا القضية الفلسطينية شغل العالم الشاغل ، ليس هذا وحسب بل باعتراف كل دول العالم بحنكة الساسة المصريين وأن مصر هي العرب فبدونها لا وجود للعرب ، باعتراف الدول العربية ذاتها.
سادستها: التنسيق الداخلي المؤسساتي للدولة المصرية فلا انفصال بين هذه المؤسسات ، الكل يعمل تحت مظلة واحدة تحقيق الارتقاء بالوطن عن طريق تحقيق التنمية المستدامة.
كذلك التنسيق الخارجي عن طريق التمثيل الدبلوماسي بين سفارات مصر جميعا خارج البلاد وسفارات الدول الأجنبية داخل وطننا.
هكذا تقوم البلاد فلا أحد يعمل منفردا ، تؤاءم الدخل والخارج مع وجود قوة الردع ، القوة التي تجعل الداخل منسجما مع بعضه البعض ، وكذلك الخارج، قوة قواتنا المسلحة.
سابعتها: المنهج الذي سلكته قيادتنا ، فالسبيل إلى تحقيق أمن واستقرار البلاد لا يكون بالتواكل وإنما بالعمل والجد والاجتهاد والكفاح وتحقيق فلسفية الثواب والعقاب ، من يجتهد في عمله يثاب ويكافأ ومن يتخاذل يعاقب ويتم ردعه تهذيبا وإصلاحا من أجل نفسه حتى يطرح الأنا واللامبالاة ، ومن أجل وطنه حتى يزدهر ويرتقي حفظ الله مصرنا وجيشنا وشرطتنا ومؤسساتنا.