المشهد في قطاع غزة إلى أين يسير؟.. رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني يُجيب في حواره لـ «النهار»

المشهد في غزة إلى أين؟.. هل تنجح خطة إعادة إعمار القطاع؟.. ما السبب الرئيسي وراء الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل؟.. هل حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي انتصاراً في حربه على غزة؟.. كل هذه الأسئلة وغيرها قدّم لها الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، إجابات تفصيلية في حواره لـ «النهار»، جاءت كالآتي:
في البداية.. كيف ترى موقف الاحتلال من الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة؟
موقف الاحتلال الإسرائيلي من خطة إعادة الإعمار المصرية هو موقف ظهر ما قبل القمة العربية التي عُقدت في القاهرة يوم الرابع من مارس الجاري وما بعدها، فما قبل القمة قدمت دولة الاحتلال خطة إلى المنظمات الدولية تسمى خطة الفقاعات الإنسانية، وفشلت هذه الخطة وتعيد إسرائيل إحياءها من خلال وضع مراكز بحراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وما دلائل ذلك؟
يُظهر ذلك رغبة دولة الاحتلال الإسرائيلي في استمرار احتلال قطاع غزة واستمرار حصاره وفرض العقوبات الجماعية عليه ولذلك نحن أمام إشكالية في موقف دولة الاحتلال في إمعانها في التنكر لالتزاماتها كسلطة احتلال حربي، وفي ذات الوقت تنكر تحرك الموقف الأمريكي وبالتالي إسرائيل ماضية في مخططاتها بجعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة.
وكيف ترى ما يقوم به الاحتلال في الضفة الغربية؟
أما عن إمعان الاحتلال في تدمير الضفة الغربية بالتزامن مع وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فقد أضافت دولة الاحتلال هدفا بضم الضفة الغربية.
بين الحين والآخر يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأنه حقق انتصاراً في الحرب على غزة.. هل هذا صحيح؟
نتنياهو منذ بداية حرب الإبادة الجماعية وضع الحرب هدفا بحد ذاته لضمان بقائه وبقاء اتلافه اليمين الحاكم في الحكم ومنعاً لمسائلته ومحاسبته، وضمان تحقيق جملة من الأهداف الصهيونية التي يؤمن بها اتلافه اليمين الحاكم في حسم الصراع، وضمان معادلة تغيير منطقة الشرق الأوسط لتعزيز سيادة إسرائيل على المنطقة وإضافة إلى تنفيذ الرؤى التوراتية بإقامة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل بجانب تحقيق جملة من الأهداف الإسرائيلية الأخرى.
وهنا يظهر نتنياهو كل مرة بأنه قد حقق انتصارا في الحرب على غزة وفي الحرب على المنطقة وقتل قادة المقاومة وفرض واقعا جديدا، فهو نجح في تدمير قطاع غزة وتدمير 88% منه وقتل 65 ألف شهيد ومفقود وإصابة 112 ألف من الفلسطينيين بإصابات مختلفة، فنصف أو 70% من الإصابات والشهداء والمفقودين هم من الأطفال والنساء وبالتالي ارتكب جرائم إبادة جماعية ولا يتم الحديث عن ذلك بمفهوم الانتصار، فهذه جرائم جماعية وتطهير عرقي وجرائم إبادة جماعية.
كيف ترى العلاقات بين الرئيس الأمريكي ونتنياهو؟
العلاقات بين ترامب ونتنياهو هي تعزيز أو تأكيد على علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بإسرائيل باعتبار أن إسرائيل حليفتها وبأن إسرائيل صنيعتها وأن الولايات المتحدة الأمريكية حليف وشريك مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، فالاثنين قادمين من اليمين الفاشي سواء الديني أو الصهيونية التوراتية التلمودية التي قدم منها نتنياهو، فكلايهما لديه رؤية إلى المنطقة وإلى العالم تقوم على إلغاء القوانين الدولية وعدم الاكتراث بكل قرارات الأمم المتحدة، وبالتالي علاقة ترامب بنتنياهو علاقة مصالح وهي علاقة متذبذبة لأن ترامب مصلحته وعلاقاته تقوم على حفظ مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أولاً ومصالح ترامب شخصياً.
وماذا عن المتوقع خلال الفترة المُقبلة؟
نحن أمام سيناريوهات من المتوقع في خلال الفترة المقبلة وإن كان ترامب يدعم نتنياهو ربما تكون أمام تفكيك الأزمة وعدم الذهاب إلى المرحلة الثانية من صفقة وقف إطلاق النار، لذلك مصير نتنياهو لا زال غامضا وإن كان السيناريو مرجح وبقاءه في الحكم حتى فترة مُعينة نظراً لقدرته على المناورة وقدرته على الموازنة ما بين مطالب أهالي الأسرى واستمرار الاتفاق وبين مطالب إتلاف اليمين الحاكم بالعودة للحرب فهو يريد أن يفعل كل الأمرين ومشفوعا بدعم الولايات المتحدة الأمريكية.
هل من الممكن أن تُنفذ الخطة المصرية؟
نعم من الممكن أن تنفذ الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، إذا ما جرى تبنيها من المجتمع الدولي وتوفير عوامل الانفاذ لها سواء التمويل وإقناع الإدارة الأمريكية والعالم بأهميتها، إضافة إلى إتمام الترتيبات اللازمة لها ولكن هذا مرهون أيضا الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وضمان وقف العدوان وامتلاك رؤية باتجاه هدنة على الأقل طويلة الأمد في الأراضي الفلسطينية.
وما السبب في الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل؟
ترامب في النهاية يريد إسرائيل لديها وظيفة أساسية في داخل هذه المنطقة هي قاعدة عسكرية لا تغرق للولايات المتحدة الأمريكية وللغرب الاستعماري عموما، وضمن الأسباب سيطرة وهيمنة اللوبي الصيوني على مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وصعود اليمين الصيوني الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية
وبالتالي هناك دعم لا محدود لإسرائيل.