النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

لماذا تراجع الرئيس الأمريكي ترامب عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟

الرئيس الأمريكي
شنودة عزيز -

تطور جديد في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ظهر مؤخراً، إذ تحوّل من فكرته لدعم وتأييد تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، إلى دعم عدم التهجير، بل التأكيد على أنه لا أحد يستطيع تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه، الأمر الذي أثنت عليه مصر في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية.

في بيان وزارة الخارجية، أعربت فيه مصر عن تقديرها لتصريحات ترامب، التي أدلى بها يوم 12 مارس الجاري، أثناء لقائه مع مايكل مارتن رئيس الوزراء الأيرلندي بشأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته، وأكدت مصر على أن هذا الموقف يعكس تفهماً لأهمية تجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وضورة العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية.

فسّر عدد من أساتذة العلوم السياسية، تراجع الرئيس الأمريكي عن فكرة التهجير لأكثر من سبب، أولها الحشد الدولي لرفض فكرة التهجير الذي قامت به مصر، مثلما ظهر جلياً في القمة العربية التي عُقدت في القاهرة في الرابع من مارس الجاري، وغيرها من المؤتمرات التي نظمتها الدول الإسلامية والتي أيدت فكرة مصر برفض التهجير، بجانب الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي، حسب الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية.

السبب الثاني وفق ما رواه "إكرام" لـ "النهار"، هو وجود موقف عام يعارض فكرة التهجير، موضحاً أن هذه الأسباب هي التي تُفسر تصريح الرئيس الأمريكي بأنه لن يُفرض التهجير على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار ما تقوم به إسرائيل من سياسة حصار وتجويع ورفض دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة منذ أكثر من أيام، متسائلاً: "هل هذا نوع من أنواع توزيع الأدوار بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي؟".

ونوه أستاذ العلوم السياسية، إلى وجود خطورة مُلحة نتيجة تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء عدم دخول المساعدات الإنسانية، متسائلاً: "هل ما تقوم به إسرائيل من تجويع يحقق ما تُطلق عليه الهجرة التطوعية؟"، مؤكداً أن الجهود المصرية الحثيثة لها دور كبير في دعم القضية الفلسطينية وعدم تصفيتها، مشدداً على الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع.

أسباب أخرى، كشف عنها الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، موضحاً أنه منذ الرابع والعشرين من شهر ديسمبر الماضي ونتلقى يومياً تصريحات متضاربة من البيت الأبيض بشأن قطاع غزة والشعب الفلسطيني، مبرراً أن التركيز على قطاع غزة قد يكون هدفه التشكيك مما يدور في الضفة الغربية ما احتلال وتدمير وتخريب جراء سياسة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال "الرقب" لـ "النهار"، إن الاحتلال الإسرائيلي تاريخياً يركز هدفه على الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة قد يكون سببها الأساسي هو الموقف العربي الثابت: "هو شعر أنه هناك موقف عربي ثابت ضد التهجير"، موضحاً أن مصالح ترامب مع العرب غير مصالحه مع الاحتلال الإسرائيلي: "صحيح أن الإدارة الأمريكية لم تتخل يوماً عن الدعم لإسرائيل ولكن هناك حسابات أخرى".

ضمن الأسباب وفق "الرقب"، الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة المتماسكة، والتي جعلت الإدارة الأمريكية تبدأ في تغيير موقفها، مؤكداً أن التغيير يدفع في الاتجاه نحو استكمال البنود المُتفق عليها في وقف إطلاق النار في قطاع غزة.