النهار
جريدة النهار المصرية

فن

”لا أرض أخرى”… صوت الحقيقة الفلسطيني يتوج بالأوسكار

محمد فوزي -

في لحظة تاريخية مؤثرة، حصد الفيلم الوثائقي الفلسطيني لا أرض أخرى "No Other Land" جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ97 في مسرح دولبي بهوليوود.

الفيلم الذي أخرجه الفلسطيني باسل عدرا والإسرائيلي يوفال أبراهام، يوثق عمليات التهجير القسري وهدم المنازل التي ينفذها الجيش الإسرائيلي لتحويل "مسافر يطا" الواقعة بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية إلى ميدان تدريب عسكري، إذ يتحدى الناشط الفلسطيني باسل عدرا الخطر ويخاطر بحريته لتوثيق المأساة، بينما يجد الدعم من الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، الذي يقرر أن يكون صوتًا للحقيقة.

وعقب استلام الجائزة، قال "عدرا" بحماس إن الفيلم يروي قصة شعب يعاني من التهجير القسري، مطالبًا العالم بالتحرك لوقف هذا الظلم، فيما انتقاد "إبراهام" حكومة بلاده، واصفًا ما يحدث في غزة بأنه "تدمير بشع لشعبها"، داعيًا حركة حماس إلى الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين، مؤكدًا أن الحل يكمن في تحقيق العدالة والحقوق المتساوية للجميع.

ورغم النجاح الباهر الذي حققه الفيلم وعرضه في 24 دولة، إلا أنه لا يزال يبحث عن موزع في الولايات المتحدة، خاصة بعدما أحدث حالة من الجدل، إذ هاجم وزير الثقافة الإسرائيلي، "ميكي زوهار"، فوز الفيلم بجائزة الأوسكار، واصفًا إياه بـ"لحظة حزينة" لعالم السينما، في محاولة للتقليل من تأثيره، رغم الإشادة العالمية التي حظي بها.

وبهذا الإنجاز الاستثنائي، يسجل "لا أرض أخرى" اسمه في تاريخ السينما العربية، ليصبح ثاني فيلم عربي يحصد جائزة أوسكار بعد الفيلم الجزائري "زد"، الفائز بجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 1970، ليؤكد هذا الانتصار السينمائي أن الكاميرا ليست مجرد أداة فنية، بل سلاح يوثق الحقيقة وينقل معاناة الشعوب إلى العالم.