مخرجة فيلم ”سنو وايت” لـ”النهار”: وازنت بين الجدية والفكاهة لتقديم قصار القامة بشكل مختلف

"سنو وايت" الأميرة الجميلة التي خطفت قلوب الكبار والصغار في أفلام ديزني الكارتونية كنموذجا حيا للفتاة الخاطفة للأنظار ليس فقط بجمالها ولكن بإرادتها القوية، وبالفعل هذا ما قدمته المخرجة "تغريد أبو الحسن" في الفيلم المصري "سنو وايت" بإعتباره الأول عالميا الذي يقدم فتاة قصيرة القامة في دور البطولة وهي "مريم شريف".
ونجح الفيلم في المشاركة بمهرجان البحر الأحمر بإعتباره يناقشة قضية مجتمعية بالوطن العربي ككل وبفئة لم يسلط عليها الضوء من قبل وكيف يمكن ان يكون لهم الحق في الزواج والعمل كفرد بالمجتمع.
ولهذا كان لـ "جريدة النهار المصرية" فرصة محاورة المخرجة "تغريد أبو الحسن" للحديث عن العمل الغير تقليدي
من أين اتت فكرة تسليط الضوء على قصار القامة؟
لدي إيمان قوي أن مصر لديها قصص جميلة لم تُحكى بعد ومن ضمنها موضوع قصار القامة ومايتعرضون له من نظرة دونية في المجتمع فهناك قطاع كبير من ذوي الهمم نراهم يوميا ولكن لايتم تسليط الضوء عليهم بالشكل الكافي، فأردت تقديم حدوته بسيطة حقيقية نرى من خلالها جزء من المجتمع لم نراه من قبل سوى في لقطات عابرة من خلال بطل القصة.
من هنا أتت فكرة تقديم القصة بأبطال حقيقيين وغير تقليديين بفكرة مصرية خالصة.
الهدف الذي أردتي إيصاله من الفيلم؟
في المقام الأول همي ورغبتي كانت أن يرى الجمهور في مصر والوطن العربي، قصار القامة بعين مختلفة ويتعلقون بهم فحتى لو كان الفيلم مميز فنيا لكن درجة الإقتراب من المجتمع عن طريق الحديث والموسيقى المصرية وفكاهة الشعب داخل المواصلات كانت تيمة الحظ.
فمريم شريف ظهرت بدور موظفة حكومية، وكان الجانب الأهم هو عدم وضع الفيلم في إطار فلسفي فيشعر الجمهور بغربة ونفقد هدف الفيلم، فقدمنا شخصية سيدة مصرية تتمتع بخفة الظل محبة لكل من حولها تعمل وتعول أسرة وتتحدى ظروفها البدنية بكل شجاعة حتى تصل بهذه التوليفة إلى قلب المشاهد.
هل شرطا ان يقدم العمل الفني حلا للقضية التي يتناولها؟
لا ليس شرطا ان ينتهي الفيلم بحل قاطع ولكنني مؤمنه أن الفن يحقق رسالته بمجرد طرحه للقضية واحساسنا بالقرب من شخصياته ومن حياتهم ومن مشاكلهم سيكون أقرب لوضع حلول في الواقع والتي قد تكون فرديه تختلف من الفرد العادي للمسئول.
فكان شغلنا الشاغل أن نقدم للمتفرج فكرة واضحة أن قصار القامة يشبهوننا كثيرا ولديهم أفراحهم وأحزانهم خاصة وان "مريم شريف" بطلة الفيلم كانت دوما تخبرني أن الحياة بها مايكفي من الهموم والتي لا تحتمل التنمر أيضا.
وكان الهدف من الفيلم ان نرى شخصية البطلة ونشعر بالسعادة لإنتصاراتها وبالحزن لجرحها وهذا من شأنه اعطائنا نظرة أكثر تعاطفا وتفهما لكل شخص مختلف من ذوي الهمم، وان يفكر كل شخص في طريقة دعم لتقديمها لهم.
حدثينا عن قصة تعارفك ببطلة العمل "مريم شريف"؟
لم يكن من السهل مقابلة مريم لإقامتها في ألمانيا لدراسة الصيدلة ولكن حالفني الحظ في النهاية فرأيت شخصية على قدر كبير من الثقافة واتفقنا على هدف سامي وهو تشجيع قصار القامة أن يعيشون حياتهم بشكل طبيعي ويخرجوا للمجتمعات دون شعور بالإنعزال او الإنطواء أو الخجل.
ومن هذا الدافع شعرت أن مريم شخص جرئ ولكن ليس لديها خبرة بمجال التمثيل ولكن بعد أن تناقشنا في القضية نشأت بيننا ثقة متبادلة وخضعت لورش تمثيلية قدمتها لها حتى يكون هناك ترابط مباشر بيننا لإخراج مشاعر صادقة في الأداء والتعبير عن الشخصية وإيصال رسالتنا.
والحقيقة أن الأمر لم يكن سهلا فأخذت على عاتقي استرجاع مريم لذكرياتها وتجاربها لإخراج مشاعر حقيقية، حتى تكلل لنا النجاح بفضل الله.
هل كان هناك مخاطرة بفريق يرى الكاميرا لأول مرة؟
بالفعل كانت هناك مخاطرة ولكنني أرى أن التمثيل موهبة وقبول من الله فمشاركة مريم وطارق من قصار القامة واحلام عادل صبحي التيك توكر الشهيرة اضفى معاني كبيرة للفيلم فلديهم جميعا قبول واحساس بالرغم من ظهورهم الأول أمام الشاشة ولكنني رأيت ان ذلك يضفى روح واداء أكثر للعمل.
وبالرغم من ان الفيلم هو صناعة في المقام الأول ولها شروط الا اننى اردت الخروج عن المألوف والذي كان يقتصر على وجود اسم بطل يدخل من اجله الجمهور لرؤية العرض.
كيف كانت كواليس العمل مع المنتج "محمد عجمي"؟
أشكره شكرا جزيلا لإيمانه بالفكرة وان القصة يمكن ان تكون البطل الرئيسي وبأن اضفاء الروح المصرية والبهجة والحياة الأقرب للشارع المصري هو العنصر الأساسي في جذب الجمهور.
كيف كانت كواليس العمل مع الفنان "كريم فهمي"؟
من حسن الحظ والتوفيق من الله ان ابطال العمل وهم كريم فهمي، محمد ممدوح، صفوه، محمد جمعه وخالد سرحان كانوا متعاونين لأقصى درجة وتعاملوا بإحترافية شديدة مع "مريم" وكانوا حريصين على إخفاء أي مشاعر خوف أو هيبة بأنهم نجوم وهي وجه جديد بل كانوا دائما يحدثونها بأنهم نجوم فيلمها وانها البطلة.
وساهم كل فريق العمل في ايصال روح السعادة في الكواليس التي اشعرت "مريم" بالسعادة فكانت في العروض الخاصة للفيلم تهرول بفخر لتوجه رسالة شكر لهم جميعا على مساندتهم لها.
هل أرهقك كتابة سيناريو لفيلم غير تقليدي؟
بالطبع فقضيت سنوات عديدة في الكتابة وفي البحث عن بطلات للعمل من سيدات قصار القامه فكنت ارغب في ان يكون العمل معتماد على حوارات ومناقشات حقيقية والا اثير حفيظة ايا منهم.
وكان هناك اسباب إنتاجية فالبحث عن منتج يتحمس للعمل والفكرة ككل امر في غاية الصعوبة لان هناك تحدي واضح ومغامرة كبيرة، ولكن حالفنا الحظ بالتعرف على رجال وسيدات وأطفال من قصار القامة شاركوا بالعمل بعفوية واضحة وتلقائية جعلتهم يشعرون المشاهد أنها ليست المرة الأولى أمام الكاميرا.
تعليقك على ردود فعل الجمهور على الفيلم؟
شعرت بالفخر والإنبهار بالجمهور وخاصة عبر مواقع التواصل الإجتماعي فرأيت تحليلا عميقا للقضية صادق نابع من القلب وبأن المتفرجين من الشباب اصبح لديهم وعي كافي.
فلم يكن لدي اي توقعات لردود الفعل وكيفية استقبال الجمهور للفيلم خاصة وانني ابتعدت عن الطرح بشكل قاتم وحققت موازنة دون تقليل من القصة ودون اللجوء إلى نظرة فلسفية عميقة تشعر الجمهور بغربه.
وجهي رسالة إلى كل من يتعامل مع قصار القامة؟
أتمنى بعد مشاهدة الفيلم أن يشعر كل شخص بأن قصير القامه في المجتمع ليس محط للسخرية ولكن يقترب منه كصديق ويتفهم حياته.