النهار
جريدة النهار المصرية

فن

قيس عبد الفتاح يفتح النار على محمد رمضان في حوار لـ ”النهار”

الفنان قيس عبد الفتاح مع محررة النهار
إسراء الحسيني -

علاقات الوسط الفني اختلفت وأتمنى العودة بالزمن 50 عامًا
لا أشاهد الأعمال الحالية خوفًا من "نسيان" التمثيل
وضع الفن حاليًا هو أن "المسرحية انتهت والمتفرجين روحوا"
عشقت زبيدة ثروت وسعاد حسني.. وفيفي عبده ست جدعة
نجوم الزمن الجميل لن ولم ولا يُعوضوا أبدًا
أرفض الواسطة في الفن.. ولم استغل قرابتي بـ رشدي أباظة"
محمد رمضان ممثل موهوب.. ولكن لقب "نمبر وان" بلا معنى

الفنان قيس عبد الفتاح أحد أبرز الأسماء التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن المصري، يمتلك مسيرة فنية ممتدة تميزت بالثراء والتنوع، تميز بحضوره اللافت وأدائه المتقن، سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، ما جعله من الأسماء التي لا تُنسى في السينما والمسرح والإذاعة، وعاشر كبار النجوم وكان شاهدًا على حقبة ذهبية في الفن المصري، ما أكسبه رؤية عميقة ومميزة تجاه الفن والحياة.
"النهار" ألتقت الفنان قيس عبد الفتاح للحديث حول مسيرته الفنية وعلاقاته مع نجوم الزمن الجميل، ورؤيته لتغيرات الوسط الفني الحالي، وإلى نص الحوار..

بداية حدثنا عن علاقاتك بالوسط الفني الآن
الحياة الآن تغيرت كثيرًا ولم تعد كما كانت في السابق، العلاقات أصبحت غريبة واللقاء أصبح نادر جدًا، أنا ألتقي بزملائي فقط عندما أذهب لتسجيل حلقات الإذاعة، ولكن زمان كان لنا مكان محدد في وسط البلد، وكنا نلتقي فيه باستمرار، كنا أجتمع دائمًا مع نجوم مثل عادل إمام وصلاح السعدني وصلاح نظمي وغيرهم.

أتمنى العودة بالزمن إلى الوراء منذ 30 أو 50 عامًا كانت الأجواء مختلفة تمامًا، أنا رقمي في عضوية نقابة الممثلين هو 39، وحاليًا هناك آلاف الممثلين المنتمين للنقابة ولكني لا أعرف أغلبهم، سابقًا كنا في معهد التمثيل نعرف بعضنا جيدًا من الدفعة الأولى حتى الرابعة، ولكن الآن حتى في الأعمال التي أشارك فيها أحتاج أن أسأل من هذا؟ فأنا لا أعرف أغلبهم.

ما رأيك في الفن قديمًا وحديثًا؟
الموجود على الساحة حاليًا ليس فن، لا أشاهد الأعمال الحالية خوفًا من أن أنسى التمثيل، عبد الحليم حافظ قال لي يومًا: "الإذاعة هي ترمومتر الفن"، وكان محقًا فعندما تراجعت الإذاعة، تراجع الفن، الآن الإذاعة مقتصرة على أعمال قليلة جدًا، مثل "عيلة مرزوق" و"من الجاني"، ممثلين الإذاعة والمسرح هم الأساس.

وضع الفن اختلف وأصبح أسوأ؛ إذا وزعنا الآن أدوار مسرحيات مثل "سكة السلامة" لعبد الله غيث وسميحة أيوب على الجيل الحالي، لن نجد من يستطيع تأديتها بنفس المستوى، حتى الغناء تدهور حاله والموجودين حاليًا "ناس بتجعر مش بتغني".

كيف ترى وضع المسرح حاليًا؟
ممثل المسرح هو الأقوى دائمًا والمسرح هو "أبو الفنون"، كل دور قدمته على خشبة المسرح أعطاني ثقلًا وقوة، واستمراريتي نابعة من تمثيلي على المسرح.

ولكن للأسف المسرح الآن تراجع بشكل كبير، وبالنسبة لي وضع الفن حاليًا هو أن "المسرحية انتهت والمتفرجين روحوا"، عندما أمر بجوار مسرح السلام أبكي على الوضع الحالي لأنه شهد عرض مسرحيتي المفضلة "عائلة سعيدة جدًا".

وهل تنقل السينما والدراما حاليًا الواقع؟
الفن هو محاكاة الواقع بطريقة راقية؛ أي نقل ما يحدث في الشارع ولكن بعد تطويرها لنرتقي بفكر المشاهد، أما الآن الأعمال تقدم صورة سلبية جدًا للشارع، حتى السيناريوهات تُكتب بطريقة غريبة، ويُقال: "هات راقصة وناس تضرب بعض بالسكاكين علشان نحقق أرباح"، وأصبح الوضع مؤسف للغاية، الفن اليوم للأسف لا يضيف شيئًا للمجتمع.

وهل تقبل المشاركة في أي أعمال حاليًا؟
أنا لا أجرى وراء عمل أبدا، وتعرض عليّ أعمال ولكني أرفضها لأن الأمر أختلف كثيرًا فأصبحوا يبدأوا في التصوير قبل كتابة النهاية، ويأتي العرض للمشاركة مع الفنان "فلان" كبطل للعمل، وهذا خطأ أنا أحدد موافقتي بناء على اسم المخرج والمؤلف وشركة الإنتاج.
ولكن أتمنى أن أقدم دور شخص يخرج من بيته وينظر في وجوه الناس، فتُسرد قصة بها عبرة من كل شخص، وأنظر إلى السماء في النهاية وتظهر الآية القرآنية "ونفس وما سواها".

ما رأيك في فناني "الواسطة"؟
أنا أرفض الواسطة تمامًا؛ أحببت التمثيل ودخلت المعهد لأتعلمه بجهدي، عائلتي من الأسماء الكبيرة ولاد بنت عمة والدتي صلاح ذو الفقار وعز ومحمود ذو الفقار، وكانت جدتي لوالدي هي نبيهة أباظة، ورغم عائلتي الأباظية والذو فقارية إلا أنني لم أستغل أي منهم، وعندما تعاونت مع صلاح ذو الفقار طلبت منه ألا يُعلن إننا أقارب، الفن مفيهوش واسطة، وكل حاجة بتبان والجمهور بيحس وبيعرف.
ولما رشدي أباظة توفى وقابلت عمر الحريري وصلاح نظمي في العزاء فوجئوا أن هناك صلة قرابة بيننا رغم أن علاقتي بهم تخطت الـ 25 عامًا.

حدثنا عن كواليس العمل مع نجوم الزمن الجميل؟
أتذكر سيد بدير عندما أوقف بروفة كاملة لأن ممثلًا مساعدًا كان متعبًا، كان يهتم بتفاصيل كل الفنانين، وكذلك الأستاذ محمود المليجي كان ملتزمًا جدًا، وأحمد مظهر كان مثالًا في احترام المواعيد، المواقف مع هؤلاء النجوم علمتني أن الفن أخلاق.

حدثنا عن علاقتك بـ زبيدة ثروت وسعاد حسني؟
أنا وزبيدة ثروت كنا بنحب بعض جدًا وكانت هتجيبلي المأذون الساعة 3 الفجر، لكنها كانت غيورة وهذا كان سبب فشل العلاقة، لأني خوفت وهربت من الزواج، وهي حاولت الاتصال بي أكثرة من مرة، ولكن تجاهلت اتصالاتها، وعندما توفت نزلت معها القبر أثناء دفنها، وحزنت عليها جدًا فهي ست لا تعوض.
أما سعاد حسني، فكانت كاريزما طبيعية وكل من عمل معها أحبها بصدق، عشقتها وكان حواليها ناس كتير ومشكلتي أني من مواليد برج عقرب لذا فالكرامة والكبرياء منعوني أعترف لها بحبي دون أن تعطيني إشارة أنها تبادلني نفس الشعور.

عملت مع فيفي عبده في بدايتها حدثنا عن ذلك
فيفي ست جدعة جدًا، وقت تصوير فيلم "السلم الخلفي" مع نور الشريف، وميرفت أمين، فيفي كانت مغمورة وقتها، وكنا نصور في شارع محمود عزمي، وكان معي غسان مطر كانت جدعة جدًا وعزمتني أنا وهو، كانت جدعة وهي لسه في بداية حياتها.

لماذا رفضت المشاركة في فيلم "حتى لا يطير الدخان"؟
بعد نجاحي في فيلم على باب الوزير، عرض عليا المخرج أحمد يحيى المشاركة في "حتى لا يطير الدخان"، كانوا عاوزين يحطوني في قالب معين وهو الشاب الأرستقراطي، فطلبت 25 ألف جنيه وكانوا وقتها بسعر 5 عربيات على الزيرو، كان مبلغ تعجيزي، وأحمد يحيى قال لسعيد صالح إني رفضت، لكن الحقيقة أنا مرفضتش لكن احترمت نفسي".

ما هي أحب أعمالك إليك؟
لكل عمل إحترامه ومكانته وعملت الكثير من الأعمال، ولكن أكثرها تأثيرًا في حياتي والتي تركت بصمة مميزة لدى الجمهور هي: أبي فوق الشجرة، وخلي بالك من زوزو، على باب الوزير، مسرحية عائلة سعيدة جدًا، هؤلاء الأربعة بالنسبة لي أعمال خالدة.

ما رأيك في تمثيل الأجيال الجديدة؟
للأسف لا يوجد فن حاليا، نجوم الزمن الجميل لن ولم ولا يُعوضوا أبدًا، وأرفض تقديم منى زكي لشخصية أم كلثوم.
ربما هناك بعض الشباب متميزين ولكن المشكلة في المحتوى الذي يُقدم، مثل محمد رمضان ممثل موهوب، وفي بدايته عمل معي بأحد المسلسلات الإذاعية وأدركت حينها أنه يقلد الفنان أحمد زكي، وحين ألتقيت به بعد فترة نصحته أن يقدم دورًا رومانسيًا ليعيش فنيًا فترة أطول.

برأيك هل يستحق محمد رمضان لقب "نمبر وان"؟
أعتقد أن "نمبر وان" ليس لها معنى، ولكني أرى أنه معذور لأن الأعمال المطروحة على الساحة حاليًا كلها في نفس اتجاه "البلطجة والضرب" وتُعرض عليه مقابل ملايين، ورسالتي له أن يبتعد عن الغناء ويتركه لأهله.

ما هي أكثر المواقف المؤثرة في حياتك؟
أتذكر حين زرت سيد بدير قبل وفاته قال لي: "روح يا قيس، أنا مروح"، وقبل أن أخرج من المستشفى أبلغوني أنه توفى، هذه الجملة ما زالت تؤثر فيَّ ولن أنساها أبدًا.
وكذلك حين ألتقيت بالفنانة مديحة كامل بعد أن أرتدت الحجاب وجلست تتحدث مستعينة بالآيات القرآنية والأحاديث في كل كلامها فسألتها عن سر هذا التحول أجابتني أن وفاة والدتها السبب فأدركت أن الموت سيأتي في أي وقت، وفارقت الحياة بعد ذلك بشهرين.
لذا أصبحت الآن الوحدة صديقتي، وعندما أذهب للنوم أستشهد لأنني قد لا استيقظ، وأتمنى أن أترك أثرًا محترمًا بعد رحيلي.

وما رأيك في استغاثات الفنانين على السوشيال ميديا؟
أرفض ذلك تمامًا؛ فلا يليق بأي فنان أن يقوم بهذا الأمر، ولكن للأسف هناك البعض يُنسب للفنانين بالخطأ، ولكنه في حقيقة الأمر كان لا يجوز أن ينضم إلى نقابة الممثلين، ومن ناحية أخرى يجب أن يرضى كلِ بنصيبه.