علي هامش استمرار فتح الترشيحات لانتخابات الصحفيين
الكاتب الصحفي ايمن عبد المجيد يحدد الاستراتيجية الرباعية للتعامل مع قضايا المهنة في الفترة القادمة

يعد الكاتب الصحفي ايمن عبد المجيد وكيل النقابة الحالي ورئيس لجنة الرواد وعضو لجنة القيد ورئيس تحرير جريدة وبوابة والكتاب الذهبي بروزاليوسف وعضو مجلس اداراتها من جيل الصحفيين الشبان الذين تركوا بصمة واضحة في المهنة وفي العمل النقابي من خلال ترؤسه سابقا للجنة الخدمات الصحية والثورة التي احدثها فيها وصنع الكثير في لجنة المعاشات سابقا والتي اعيد تسميتها بلجنة الرواد وغيرها من النجاحات التي يعرفها القاصي والداني في عالم الصحافة . لم يكن انخراطي في العمل النقابي وليد مصادفة، أو لحظة عابرة صادفت فتح باب الترشح لعضوية المجلس فبراير 2015، بل نتاج عمل تراكمي لما يزيد على عشر سنوات، بدأت بالكتابة في قضايا المهنة، دفاعًا عن ثوابتها وقيمها وتحدياتها وحقوق فرسانها.
يقول عبد المجيد في البداية جذب انتباهي تصدي فرسان المهنة؛ لمشكلات مختلف القطاعات، في ظل شبه غياب للتصدي لقضايا مهنتهم ومُشكلات أبنائها، رأيت سفينة المهنة تُبحر في مُحيط متلاطم التحديات، فأخذت على عاتقي الصعود على ساريها، سعيًا لرصد العرض وتشخيص المرض، وتقديم علاجات جذرية لا قشرية ولم يكن اقتحام التحديات بالأمر السهل، ولا الغوص في أعماقها مأمون العواقب، اعتصمت بالمهنية، وتسلحت بجرأة السؤال، وتنوع المصادر في التحقيقات وسلاسل الحوارات، أساتذة المهنة والعمل النقابي من مختلف الاتجاهات.
ويضيف عبد المجيد سبحت مع الأساتذة العظماء، لويس جريس، وصلاح الدين حافظ، ومحسن محمد، ومكرم محمد أحمد، وصلاح الدين حافظ، وصلاح قبضايا، ونبيل ذكي، وصلاح عيسى، ورجائي الميرغني، وسعد هجرس، ومحمد علي إبراهيم، وصلاح منتصر، وجلال دويدار، وحسين عبدالرازق، والدكتور رفعت السعيد رحمهم الله، وأسكنهم فسيح جناته والكثير من الرواد والقيادات المهنية والنقابية في ذلك الوقت، أمد الله في أعمارهم من مختلف الاتجاهات منهم الأساتذة: أنور الهواري وعبدالله حسن، وعلي هاشم وفريدة النقاش، وأمينة شفيق، ومصطفى بكري، ومحمد صلاح، ومجدي الدقاق، ويوسف سيدهم.
ذلك التنوع في الخبرات، والاتجاهات، عمّق بداخلي ثوابت العمل النقابي، والانتماء لهذا البيت العريق، نقابة الصحفيين، قلعة الحريات، التي يرتبط أبناؤها بحبل سري واحد، «مهنة الصحافة»، تعلمت خلع رداء السياسة على باب النقابة، لخدمه الأستاذة والزميلات والزملاء، كل أبنائها بمختلف تنوعاتهم واتجاهاتهم بلا تمييز.
كانت ولا تزال التحديات ذاتها، تتطلب مشرط جراح لعلاجها، من أزمات القيد، التي خلفها قانون بلغ من الكبر عتيا واشتعلت مواده شيبا، فيشترط عقد التعيين الذي يتحكم فيه المالك لا النقابة، فيقف زملاء مُبدعون على أبواب مؤسساتهم في انتظار توفيق أوضاعهم، إلى ثغرات علاقات العمل التي تجبر زملاء على العمل بـ«السخرة»، بلا أجر عادل ولا حماية، أملًا في التعيين، كخطوة أساسية للقيد بالنقابة.
ويعدد عبد المجيد التحديات بداية من مشكلات القيد، إلى تحديات البطالة، وتدني مستويات الأجور، مرورًا بضعف الخدمات، وملفات الرعاية الصحية، والحاجة إلى إصلاحات تشريعية، تعزز من الحريات، وتكفل حق تداول المعلومات، وحق الشباب في برامج تدريب تخلق قيمة مضافة في القدرات تلاحق التطورات ومستجدات سوق العمل، وصولًا إلى حقوق رواد المهنة المهدرة المحرومين من حق المساواة في المزايا المالية، والحقوق النقابية والمعنوية وفي مقدمتها الحق في التصويت والترشح للانتخابات ومن العام إلى الخاص، المتمثل في أخطاء مجالس النقابات المتعاقبة، التي كانت تستجيب لوقف بدل التكنولوجيا والتدريب لمجرد فصل الصحفي تعسفيًا، فتخلط بين انتهاء علاقة العمل الوظيفية والصفة النقابية، فيكون الصحفي بين مطرقة النقابة وسندان المالك، يعمل بلا أجر عادل ولا حماية لضمان استمرار علاقة عمل تعاقدية ظالمة من أجل الحفاظ على صرف بدل التكنولوجيا والتدريب.
ومن أزمات الشباب وجيل الوسط، إلى الظلم الواقع على شيوخ المهنة فمن يبلغ سن المعاش الوظيفي في مؤسسته القومية، يكون رهن قرار المد له، وإلا يفقد بدل التكنولوجيا والتدريب بالخروج إلى المعاش، ويكون أمام خيارين كلاهما مر، إما أن يبحث عن صحيفة لا سابقة علاقة له بها، ويعتصر قلبه الألم وهو يستبدل اسم مؤسسته العريقة في كارنيه العضوية، بصحيفة لا يربطه بها إلا عقد صفري بهدف الحصول على البدل، أو الانتقال إلى جدول المعاشات، ليحكم عليه بالإعدام المهني، حيث يجرد من حق التصويت والترشح، مع فقد جزء من الدخل بقدر الفارق بين قيمة البدل والمعاش.
بعد محاولة الإصلاح بالقلم لسنوات، من صفوف الجمعية العمومية، لم تجد فيها الرؤى الإصلاحية آذانًا صاغية من مجالس النقابة، كان القرار القتال على جبهة المسؤولية الإدارية والتنفيذية، فطرحت نفسي مرشحًا لعضوية مجلس النقابة، لتنفيذ رؤيتي الإصلاحية في مختلف الملفات.
ولقد شرفني أساتذتي وزميلاتي وزملائي، مارس 2017، بثقتهم العالية، وتكليفي بخدمتكم، عضوًا بمجلس النقابة انطلاقًا من برنامج انتخابي محدد الأهداف، واضح المعالم، مقياس ومرجعية لمدى الإنجاز بعد انتهاء الدورة.
أدركت منذ تصديت للعمل العام المؤسسي والنقابي، حقيقة، أن الفوز ليس يوم إعلان النتيجة، فعقب فوزي بعضوية مجلس إدارة روزاليوسف عام 2008، استضافني الزميل جابر القرموطي في برنامج مانشيت، وعندما قدم التهنئة بالفوز أجبته: «النجاح لم يتحقق بعد»، يومها تعجب فأوضحت: «لحظة إعلان النتيجة ليست النجاح، بل بعد انتهاء مدة التكليف، والحكم على الأداء، يوم أكون أوفيت بما تعهدت، وكنت على قدر المسؤولية، وعند حسن ظن الزملاء، هذا هو النجاح في تحمل المسؤولية».
كانت ولا تزال هذه فلسفتي ومنهجي، صدق الوعد والوفاء بالعهد، والنظر مع أول خطوة على الطريق إلى نهايته، يوم تقييم الأداء والحساب، ولعل ذلك هو المنهج نابع من إدراك حقيقة الحياة، فمن يؤمن بالله واليوم الآخر يدرك أن حياتنا رحلة مصيرها إلى انتقال إلى دار البقاء، حيث الحساب، فيبقى المصير رهن العمل ورحمة الخالق.
في قلوب أعضاء الجمعية العمومية، يخلد الصادقون المخلصون في عملهم النقابي، تجدد فيهم الثقة، كما يخلد الصالحون في نعيم الجنات في دار البقاء.
بهذه الفلسفة سعيت للعمل منذ اللحظة الأولى لتكليفي من الجمعية العمومية 2017 عضوًا بمجلس النقابة، فكانت المهمة الأولى رئاسة لجنة تطوير المهنة والتدريب حتى مارس 2019.
ويشرح عبد المجيد الاستراتيجية الرباعية التي وضعها للتعامل مع تحديات المهنة انطلاقًا من الخبرة المتراكمة، وضعت استراتيجية لتحقيق أهداف رئيسية: العمل على خلق قيمة مضافة في قدرات الزملاء تعظم دخولهم وفرص عملهم.
فكان أن درست احتياجات سوق العمل ومتطلباته ومتغيراته، وعلى هذا الأساس تم وضع خطة التدريب، ونوعية الورش، وقبل هذا وذاك معايير لاختيار المدربين، تشمل حدًا أدنى لسنوات الخبرة، وتحقيق إنجاز ملموس في مجال التخصص، مع الاهتمام بالتحولات الرقمية ومهارات الصحفي الشامل ومهارات الصياغة والديسك.
بينما كان الهدف الثاني، تحقيق عدالة الخدمة؛ ففي سابقة أولى نقابيًا ذهبنا إلى الزملاء في كل المحافظات بدورات تدريبية احترافية من مطروح والإسكندرية إلى أسوان، مع تنظيم مسابقات مهنية برعاية وزارة الصناعة، للتحفيز على إنتاج محتوى مهني.
فيما كان الهدف الثالث للاستراتيجية، تنمية مواهب أبناء الصحفيين، وتنمية قدراتهم في اللغات التي يدرسونها في مناهجهم المدرسية، لخفض نفقاتهم على الدروس الخصوصية، فنظمت دبلومات اللغات، الإنجليزية والألمانية والفرنسية، بكوادر من مدرسي الجامعة الأمريكية.
لم يمهلني التشكيل الجديد لمجلس 2019، فرصة مواصلة ما بدأته وما وضعته من أهداف إضافية لتعظيم خدمات التدريب فقد تم إنشاء معهد التدريب وافتتح خلال العامين اللذين توليت فيهما مسؤولية اللجنة، حيث خلص التوافق إلى منح لجنة التدريب لزميل، وإسناد مسؤولية لجنة الرعاية الاجتماعية والصحية إلى شخصي المتواضع.
احترامًا للتوافق المنشود، وامتلاكًا للرؤية التي تمكني من تطوير أي لجنة تسند إليّ مسئوولية الإشراف عليها، فقد عكفت على وضع خطة الإصلاح الهيكلي لمشروع العلاج وتفعيل الشق الاجتماعي للجنة.
لم تكن المهمة سهلة، لكنها لم تكن مستحيلة مع الإخلاص في العمل، ففي أقل من شهر دراسة لخريطة الخدمة الصحية وثغراتها وتفريغ استمارة استبيان طرحتها على الزملاء، قمت بإدخال 56 إصلاحًا هيكليًا غير مسبوق للمشروع، لا يتسع المجال الآن لذكرها، منها استحداث خدمة الحصول على خطابات التحويل بـ«الواتس آب» على مدار 24 ساعة, ومضاعفة الحد الأقصى للاستفادة من 12 ألفًا إلى 24 ألف جنيه، وإلى 35 ألفًا في الحالات الحرجة، ورفع نسبة استفادة الأمهات والآباء من 40% فقط من الحد الأقصى 12 ألفًا، إلى 70% من 35 ألفًا.
ولم يمر 4 أشهر على تحمل مسؤولية العلاج وتفعيل خدمة الحصول على التحويلات بالواتس، بعد أن كان لزامًا على الزميل تكبد مشقة الانتقال إلى النقابة للحصول على التحويل يدويًا، حتى اجتاحت «كورونا» العالم، فكان أن وضعت روحي على كفي، وقاتلت على الجبهة لتقديم الخدمة للزملاء، واصلت الليل بالنهار، مكتفيًا بثلاث ساعات نوم فقط يوميًا على مدار ثلاثة أشهر، حتى أصبت بذبحة غير مستقرة، نجوت منها بفضل الله ودعوات المخلصين، بعد أسبوع في العناية المركزة للقلب.
جاءت انتخابات مارس 2021، وكانت الجمعية العمومية على قدر المسؤولية، قابلت الإخلاص في العمل بالوفاء، طوقتم عنقي بثقتكم الغالية، فحصلت على أعلى نسبة أصوات يحصل عليها مرشح في تاريخ النقابة قياسًا على إجمالي من أدلوا بأصواتهم، بعدد أصوات مقارب لأصوات النقيب.
واصلت مهمة الإشراف وتطوير منظومة العلاج، وأوقفت بمذكرة استجاب لها المجلس، مهزلة قطع بدل التكنولوجيا والتدريب لمن يُفصل، فأصبح البدل حقًا بالصفة النقابية لا يتوقف إلا بفقدان العضوية أو السفر للخارج للعمل.
بالإجماع قبل الانتخابات التي أجريت عام 2023، اختارني مجلس النقابة سكرتيرًا عامًا، فتوليت مهمة الإعداد للجمعية العمومية، واتخاذ ما يلزم مع اللجنة المشرفة، وإعداد مشاريع القرارات غير المسبوقة التي أقرتها الجمعية العمومية، ومنها استعادة حقوق ورواد المهنة، ومنح بدل لأصحاب القدرات الخاصة، ومقترح بتعديل تشريعي يمنح المصورين الصحفيين حق التصوير دون حاجة لتصريح إلا في الأماكن العسكرية.
ومع تشكيل مجلس 2023، تجدد التنافس على مقاعد هيئة المكتب واللجان، تحملت مسؤولية لجنة المعاشات، وهي اللجنة التي اقتصر دور رئيسها في العقود الماضية ومنذ إنشاء نقابة الصحفيين على توقيع كشوف الحصول على المعاش فقط.
تشرفت بتولي مسؤولية لجنة المعاشات، في التشكيل الجديد لمجلس النقابة إبريل 2023، ومنذ ذلك الحين عملت على وضع استراتيجية عمل غير مسبوقة نقابيًا، لمنح رواد المهنة حقوقهم المعنوية والمادية، والتشريعية، ونقل كنوز خبراتهم المهنية للأجيال التالية، مع تيسير إنهاء إجراءات منح المعاش للمستحقين وورثتهم بانتظام وبأيسر السُبل وفق صحيح القانون.
فعلى عكس الصورة الذهنية الخاطئة التي تكونت تراكميًا على مدار عقود، بأن إدارة اللجنة مقصورة على توقيع كشوف منح المعاشات، فإن لجنة المعاشات بالغة الأهمية كونها تضم في جدولها أساتذة كبارًا، رواد المهنة، أنفقوا سنوات أعمارهم في خدمتها، وإعداد الأجيال التي تتلمذت على أيديهم.
فيضم جدول المعاشات، وفق آخر تحديث 930 زميلًا وزميلة من شيوخ المهنة، مستحقين للمعاش الشهري، و1398 من الأسر مستحقة لمعاش الأساتذة المتوفين، بإجمالي 2319 مستحقًا للمعاش من الأعضاء وورثتهم.
وتيسيرًا للخدمة، يتاح إمكانية إرسال مندوب من النقابة للحالات الخاصة التي تطلب ذلك، حيث يرسل المعاش عبر موظف إلى 16 حالة، فيما يصرف 318 عبر البريد، و1985 عبر التحويل لحساباتهم بالبنوك.
ومن ثم وجدت من الضروري، وضع استراتيجية متكاملة، للارتقاء بعمل اللجنة، عبر تحديد الأهداف الرئيسية، واستحداث آليات تطبيقية غير مسبوقة في العمل النقابي، لتكون ركيزة وأساسًا ليواصل من يتولون مهمة رئاسة اللجنة العمل بها.
وتستهدف الاستراتيجية:
١- تحقيق مساواة المعاش ببدل التكنولوجيا والتدريب وما يطرأ عليه من زيادات.
٢- منح الرواد حقوقهم المعنوية، عبر خدمتهم وتكريمهم وانتزاع حقهم في التصويت والترشح.
٣- استثمار كنز خبراتهم المهنية لنقلها إلى الأجيال التالية.
٤- تأسيس سلسلة أنشطة تكون ركيزة يستند إليها في مواصلة خدمة شيوخ المهنة كل من يتولى رئاسة اللجنة في المجالس التالية.
ولتحقيق تلك الأهداف ابتكرت آليات للعمل وفعاليات غير مسبوقة نقابيًا، تضع الأهداف موضع التنفيذ العملي، منها أعياد الميلاد الجماعية، وتكريم الرواد، وصالون تواصل الأجيال، ورحلات اليوم الواحد، وزيارات آل البيت، وإيصال المعاش إلى المنزل عبر مندوب من النقابة لمن تحول ظروفه دون القدرة على الحركة، وعملت على انتظام صرف المعاشات بكل يسر وفق صحيح القانون واللائحة دون تأخير، وإدخال زيادة عليه تتساوى مع زيادات البدل، فضلًا على مواصلة العمل على انتزاع حق الترشح والتصويت للرواد.
وبإذن الله أوافي الزملاء الأعزاء بكشف حساب تفصيلي عن المتحقق من أهدافي المعلنة في برامجي الانتخابية للدورات السابقة مع برنامج عمل المرحلة المقبلة حال شرفتموني بتجديد الثقة.