”قرية تقرأ”.. مبادرة صغيرة تتحول لتقليد سنوي في معرض القاهرة للكتاب

في زمنٍ باتت فيه التكنولوجيا تسيطر على اهتمامات الشباب، صنعت قرية كفر الشوبك بالقليوبية حالة استثنائية، إذ تحولت القراءة من عادة فردية إلى احتفال جماعي سنوي يجمع الصغار والكبار.
وللعام الرابع على التوالي، انطلقت أكبر قافلة ثقافية من نوعها، إذ اصطف 1750 مشاركًا في 45 أتوبيسًا متجهين إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، في مشهد أشبه بمهرجان ثقافي يعكس وعي القرية وأهلها بقيمة المعرفة في مبادرة حملت عنوان "قرية تقرأ".
البداية بـحافلتين
ما بدأ كمبادرة متواضعة قبل أربع سنوات بـ حافلتين فقط، تحول اليوم إلى حدث سنوي ضخم ألهم قرى أخرى للسير على النهج نفسه، وبينما تعود الأتوبيسات محملة بآلاف الكتب، تعود معها أحلام وأفكار جديدة، تُعيد للقراءة مكانتها في القلوب والعقول، وبمرور الوقت رفع العدد إلى 250 مشتركًا و5 حافلات في 2022، ثم 750 مشاركًا و15 حافلة في 2023، وصولًا إلى أكبر عدد هذا العام، ما يؤكد نجاح الفكرة وتحويلها إلى تقليد ثقافي سنوي.
طقوس المعرض
شهدت الرحلة أجواءً احتفالية، إذ رفع المشاركون أعلام مصر وتبادلوا النقاشات حول الكتب والفعاليات المنتظرة، وانطلقت الحافلات من أمام مقر الجمعية في الثامنة صباحًا، لتعود محملة بالكتب والذكريات الثقافية المميزة.
دعم مجتمعي
من جانبه قال د. كمال سالم، أمين صندوق جمعية تنمية المجتمع المحلي بكفر الشوبك، إن نجاح مبادرة "قرية تقرأ" يعود إلى تنوع الفئات العمرية المشاركة، وسعي الجميع للاستفادة من أحدث الإصدارات والفعاليات الثقافية بمعرض الكتاب.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"النهار" أن نجاح المبادرة شجع قرى أخرى على تنظيم رحلات مماثلة، مع دعم بعض أعضاء البرلمان والهيئة العامة للكتاب، مما ساهم في تخفيض تكلفة الاشتراك إلى أقل من 50 جنيهًا، شاملة الانتقالات ووجبة الإفطار والتذكرة.