النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 12:38 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

النهار المصرية تصحح المعلومات التاريخية المغلوطة

أول ضحايا التجارب النووية سقط في امريكا وليس اليابان

موقع الانشطار النووي الامريكي
موقع الانشطار النووي الامريكي

تجربة ترينيتي مثلت أول تجربة لسلاح نووي على الصعيد العالمي وتم خلالها تفجير قنبلة ذرية بنيومكسيكو يوم 16 يوليو 1945
سجل التاريخ الحديث انه ما بين يومي 6 و9 أغسطس 1945 اتجهت الولايات المتحدة الأميركية لقصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين بالقنابل الذرية متسببة في مقتل مئات آلاف الأشخاص بلحظات وبتلك الفترة عمد الأميركيون لاستخدام القنابل الذرية التي تم العمل عليها ضمن مشروع مانهاتن أملا في إجبار اليابان على الاستسلام والخروج من الحرب العالمية الثانية بأسرع وقت.
وقبل هيروشيما وناجازاكي أجرت الولايات المتحدة الأميركية أولى تجاربها النووية على أراضيها بإحدى مناطق نيومكسيكو وبأول تجربة نووية التي عرفت بتجربة ترينيتي (Trinity) استخدم الأميركيون أول قنبلة ذرية لهم بمنطقة حوض تولاروزا (Tularosa Basin) التي مثلت حينها منطقة صحراوية نائية حسب المسؤولين على مشروع مانهاتن.
يقول الدكتور مجدي بدران خبير الطاقة الذرية بجامعة القاهرة انه وعلى بعد عشرات الأميال من موقع تجربة ترينيتي تواجد حوالي نصف مليون أميركي كان جلهم من السكان الأصليين والهسبانيين. فضلا عن ذلك، قطن بعض هؤلاء الأميركيين على بعد نحو 12 ميلا فقط من موقع التفجير النووي إلى ذلك أحس عدد كبير من هؤلاء السكان برجة أرضية قوية وشاهدوا وميض الانفجار النووي لحظة تجربة ترينيتي في حدود الساعة الخامسة والنصف صباحا يوم 16 يوليو 1945 وعند تساؤلهم عن طبيعة هذا الانفجار، اتجهت السلطات الأميركية لطمأنة السكان أملا في الحفاظ على سرية التجربة النووية. وانطلاقا من ذلك، تحدث المسؤولون الأميركيون بالمنطقة عن انفجار عرضي بأحد مخازن الذخيرة ورفضوا إجلاء السكان بحوض تولاروزا وتركوهم عرضة للأشعة النووية المنبثقة من تجربة ترينيتي.
وبعد مضي أشهر عن تجربة ترينيتي دق مسؤولون بالمجال الصحي ناقوس الخطر بالمناطق القريبة من موقع أول انفجار نووي وتحدثوا عام 1947 عن ارتفاع مريب في نسبة الوفيات عند الولادة وعلى الرغم من بداية إدراكهم لما يمكن أن تسببه الإشعاعات النووية من خطر على صحة الإنسان وإمكانية تزايد نسبة الإصابة بأمراض خطيرة كالسرطان، قلل المسؤولون بمكتب السلامة بمشروع مانهاتن من خطورة الوضع، وتحدثوا عن عدم علمهم بارتفاع نسبة الوفيات عند الولادة مؤكدين في الآن ذاته عدم وجود أدلة تربط بين التجربة النووية ترينيتي والوفيات بالمناطق القريبة من موقع الانفجار.
ويضيف الدكتور بدران انه خلال العقود التالية سجلت نسبة الإصابة بالسرطان وأمراض القلب انتشارا كبيرا بين السكان الذين تواجدوا بالقرب من موقع الانفجار النووي فضلا عن ذلك، سجلت ولاية نيفادا (Nevada) الأميركية ارتفاعا واضحا بنسبة الإصابة بمثل هذه الأمراض الخطيرة عقب توسع دائرة الإشعاعات النووية وتواصل أعمال استخراج اليورانيوم بالمنطقة ومع ارتفاع نسبة الأمراض وصف الأشخاص الذين قطنوا بالمناطق المتضررة أنفسهم بضحايا الإشعاعات.
عام 1990 مررت الولايات المتحدة الأميركية قانون تعويض ضحايا الإشعاعات النووية وبموجب ذلك حصل العديد من أهالي نيفادا ممن تواجدوا قرب مناطق التجارب النووية على تعويضات مالية من جهة ثانية استثنى هذا القانون ضحايا تجربة ترينيتي بنيومكسيكو وبسبب ذلك تعالت طيلة السنوات التالية الأصوات التي طالبت السلطات الأميركية بالاعتذار عن تجربة ترينيتي عام 1945 وتعويض الضحايا خاصة مع صدور تقارير تحدثت عن نسبة اشعاعات مرتفعة جدا مقارنة بالنسب المسموح بها.