”ام محمد” أستاذ ورئيس قسم السمك المشوي في إسكندرية .. ”نفسي أعلم ولادي أحسن تعليم”
لم تعبأ «أم محمد» البالغة من العمر 33 عاما، بكونها السيدة الوحيدة التي تعمل على شواية أسماك في سوق الميدان بمنطقة المنشية، الذى يعد من أكبر الاسواق الشعبية بالإسكندرية، لكنها وضعت عبء ومسؤولية أبناءها الثلاثة على عاتقها، لا تفكر في أي شيء سواهم، حتى أستطاعت على مدار سنوات من العمر، أن تجعل صغارها فى أفضل المراحل الدراسية وسط تفوق و حب المدرسين و زملاءهم لهم و تحاول دائما توفير حياة كريمة لهم.
تحكي ام محمد، تفاصيل اضطرارها للعمل على شواية السمك: «بعد أنفصالى من زوجى، كانت الحياة صعبة، ولا يوجد لى أى عائل ولا عمل أقدر أصرف بيه على أولادى، دورت كتير على شغل بمؤهلى الدراسى و لكن كان الراتب بسيط، لا يكفى مطلبات المنزل و مصاريف أولادى الدراسية، و أيضا كان هناك تحكمات من المديرين بشكل كثير، حتى أن أبتديت فى عملى على شواية أسماك فى أحدى المحلات فى سوق الميدان و الكل رحب بيا و علمونى كل شى، و بسعي علشان يكون عندى مشروع خاص بيا أن شاء الله».
وأضافت «أم محمد»: «بقالي 5 سنين في سوق الميدان فى المنشية بشتغل على شواية السمك، وشغالة لوحدي على الشواية محدش بيساعدني، وأحيانآ أتعرض لبعض الكومنتات السلبية، ولكن لا أهتم بكلام الناس، و الزباين بيحبونى و بيدوروا عليا عشان أشوى ليهم السمك».
عمل أم محمد، ينحصر في تنظيف السمك ثم شويه، لكنها لا تبيع الأسماك، فضلآ عن كونها السيدة الوحيدة التي تقوم بهذا العمل في الميدان: «أنا الست الوحيدة هنا اللى بشوي وبنضف السمك، فى العيد الكبير أعمل كجزاره فى أحدى المحلات لأن الناس مش بتشترى سمك فى العيد، و الناس لما بتشوفنى بتدعمنى و بيقولولى "الله ينور".
وختمت "أم محمد" قائله: «بتمنى ربنا يدينى العمر عشان أعلم أولادى أفضل تعليم و يبقوا أحسن ناس فى الدنيا، وأتمنى أنى ازور بيت الله الحرام لأنها أمنيتى الوحيدة و بدعى ربنا أنه يحققهالى فى كل صلاة».