هل يكون مصير أوكرانيا التقسيم ؟
النزاع الأوكراني الروسي يدخل عامه الثاني بصراع الحرب التقليدية بين موسكو من جهة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو العسكري من جهة أخري ويسعي كل طرف إلي تحقيق التفوق العسكري علي الآخر وتعتبر أوكرانيا هي ساحة النزال المُصغرة بين الشرق والغرب التي لم تتسع رقعتها بعد.
ويطلب الجانب الأوكراني الأسلحة الجوية المتطورة من الولايات المتحدة لتحقيق بعض المعادلة مع سلاح الجو الروسي المتطور وقد قال في وقت سابق رئيس الأركان الأمريكي الجنرال "مارك ميلي" بإن كييف تحتاج للعديد من السنوات حتي تقترب من سلاح الجو الروسي المتفوق بمقاتلات من الجيل الرابع والخامس.
وقد حذر في وقت سابق الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" من المصير المتوقع لأوكرانيا بعد الحديث بوسائل الإعلام الغربية عن تكوين كتيبة موحدة من "بولندا وليتوانياووأوكرانيا" لتقوم بالتأمين والمحافظة علي الجزء الغربي من أوكرانيا وتكمُن تحذيرات الرئيس الروسي عند دخول القوات البولندية والليتوانية الأراضي الأوكرانية لن تخرج مطلقا وستكون كإعادة لتاريخ كييف القديم أثناء أحداث الحرب العالمية الأولي وتقسيمها بين الإمبراطورية الروسية من جهة الشرق والنمساوية والمجرية من جهة الغرب.
بالتزامن مع قيام بولندا بتعزيز تواجدها العسكري وزيادة أعداد جنودها علي حدودها الشرقية المشتركة مع بيلاروسيا خوفا من تواجد قوات فاجنر الروسية التي انسحبت من موسكو إلي مينسك مع قائدهم يفيجيني بريجوجين عند محاولة التمرُد الفاشلة ضد الرئيس الروسي بوتين.
وقد أعلنت روسيا بشأن توتر الحدود مع حليفتها بيلاروسيا بإنها مُستعدة للدفاع عن بيلاروسيا ضد أي إعتداء أوهجوم عسكري وطرح الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" رؤيته لنهاية الحرب الأوكرانية الروسية في وقت سابق وهي الحصول علي المزيد من المساعدات العسكرية وتحرير كامل الأراضي الأوكرانية حتي شبه جزيرة القرم التي إنضمت إلي روسيا بموجب استفتاءات رسمية وقد اعترض الجزء الأكبر من شعب القرم علي ثورة الاستقلال الأوكرانية ضد الرئيس الأوكراني "فيكتور يانوكوفيتش" فبراير عام 2014 ولذلك إنضموا إلي روسيا.
وتتوافق رؤية الرئيس الأوكراني مع الرئيس الأمريكي "جوبايدن" الذي يقوم بإرسال المساعدات العسكرية الأمريكية إلي كييف حتي تقوم بتحقيق التقدُم العسكري ولو بالقليل اتجاه الأراضي الشرقية الأوكرانية وعندها قد تبدأ محادثات السلام والتفاوض من موقع المنتصر لكن الهجوم الأوكراني المضاد الذي انطلق في يونيو الماضي لم يأت بالنتائج المطلوبة ليطول أمد النزاع الأوكراني الذي سبب أزمات عالمية بزيادة نسب التضخم وأزمة غذاء دولي نتيجة لتعطيل العمل باتفاقية الحبوب في البحر الأسود من الجانب الروسي بعد استمرار العقوبات الغربية علي موسكو التي تحظر عليها تصدير الحبوب إلي العالم وعدم عودة موسكو للنظام المالي العالمي سويفت.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.