النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 01:00 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في اوسع ادانات دولية وعربية واسلامية لجريمة تدنيس المصحف في السويد

صورة جماعية لوزير الخارجية المصري والسعودي وامين التعاون الاسلامي
صورة جماعية لوزير الخارجية المصري والسعودي وامين التعاون الاسلامي

اثارت حرية التعبيرالتي تنتهجها مملكة السويد مشاعر اكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين حول العالم حيث تواترت الادانات من دول عربية وأجنبية بأشد العبارات الفعل الإجرامى الذى أقدم عليه ملحد عراقى أمس الخميس وقيامه بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مقر سفارة العراق في العاصمة السويدية استكهولهم وهذه المرة الثانية حيث تم إحراق نسخة من المصحف الشريف فى أول أيام عيد الأضحى المبارك والذى لقى ردود أفعال غاضبة عربيا ودوليا وجاءت مصر في مقدمة الدول التي أدانت في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الجمعة سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بتكرار التعدي على القرآن الكريم وتمزيقه في العاصمة السويدية استوكهولم في تحدٍ سافر يتجاوز حدود حرية التعبير ويستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وينتهك مقدساتهم.
وأعربت مصر عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إزدراء الأديان وتفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعالي خطاب الكراهية في العديد من الدول بما ينذر بتداعيات بالغة ومؤثرة على أمن واستقرار المجتمعات والتمتع بحقوق الإنسان وأكدت مصر على ضرورة أن تضطلع الدول بمسؤولياتها في التصدي لهذه الجرائم ومنع تكرارها ومحاسبة مرتكبيها وأهمية احترام الدول لالتزاماتها الدولية لتعزيز التعايش السلمي والتناغم الاجتماعي ونشر ثقافة التسامح وتقبل الآخرفيما وصف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه العمل بالإجرامى معربا عن خيبة أمله من استمرار السلطات السويدية وأدان بأقوى العبارات العمل الاستفزازي.

ومن جانبه طالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى جاسم محمد البديوي السلطات السويدية التحرك الفوري والجاد لوقف هذه التصرفات ومحاسبة المتطرفين معربا عن إدانته واستنكاره الشديدين لاستمرار الاستفزازات لمشاعر المسلمين وتدنيس نسخة أخرى من المصحف الشريف في ستوكهولم وفق بيان صحفى لمجلس التعاون الخليجى وشدد الأمين العام على أن هذه الأفعال المشينة وغير المقبولة تستفز مشاعر المسلمين في العالم أجمع، وأن هذه الأفعال الشنيعة والتحريضية والمنافية لمبادئ التسامح وحرية الأديان تدل على الحقد والكراهية والتطرف.

وأشار الأمين إلى الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان التي انعقدت الأسبوع الماضي والقرار الصادر عنها بإدانة أعمال كراهية الأديان والتي أدانت كذلك الحادثة السابقة لحرق القرآن الكريم في السويد بضرورة تفعيلها وتكاتف وتحرك كافة الدول والمنظمات الدولية، لمنع هذه الأفعال غير المسؤولة والتصدي لها بكافة الوسائل القانونية وفقاً للقوانين والمعاهدات والأعراف الدولية التي تحمي وتصون الأديان.

وبدورها أعربت وزارة الخارجية الصينية عن إدانة بكين الشديدة لجرائم حرق المصحف الشريف، مؤكدة أن ما يسمى بـ"حرية التعبير" ليس سببا لإذكاء الخلافات والعداء بين الحضارات وقال المتحدث باسم الوزارة وانج ون بين - فى تصريح لوكالة الأنباء الصينية - إن الصين تدعو إلى الاحترام المتبادل والشمول والتعلم المتبادل بين الحضارات وتعارض بشدة جميع أشكال الإسلاموفوبيا وأضاف أن ما تسمى بـ"حرية التعبير" ليست سببا لإذكاء الخلافات والعداء بين الحضارات ويجب احترام جميع المعتقدات والمشاعر الدينية وأكد أن الصين ستعمل مع المجتمع الدولى لتنفيذ مبادرة الحضارة العالمية والدعوة إلى المساواة والتعلم المتبادل والحوار والشمول بين الحضارات وحماية تنوع الحضارات فى العالم وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وفى السياق نفسه أدانت سلطنة عُمان بشدة تكرار قيام السلطات المختصة في السويد بمنح تصاريح وتوفير الحماية للمتطرفين لحرق وتدنيس نسخ من المصحف الشريف واستنكرت تلك الأعمال الاستفزازية لمشاعر المسلمين ومقدساتهم وما تمثله من تحريض على العنف والكراهيةوفق وكالة الأنباء العمانية ودعت وزارة الخارجية العمانية، المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف أكثر حزما بتجريم جميع الأعمال التي تحرض على الكراهية والصراع بين الأديان والثقافات وتسيء للشرائع والمعتقدات مؤكدة على أهمية تعزيز ثقافة وقيم التعايش السِّلمي والتسامح بين جميع أفراد المجتمعات من مختلف الأديان والثقافات وتعزيز التفاهم والتعاون الدولي من أجل بناء عالم يسوده السلام والاحترام المتبادل.
كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين، للتصرفات المتكررة وغير المسؤولة من قبل السلطات السويدية بمنح بعض المتطرفين التصاريح الرسمية التي تخولهم من حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم في تصرف يُعد استفزازاً ممنهجاً لمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم وفي هذا الشأن أكدت الخارجية السعودية أنها ستستدعي القائم بأعمال السفارة السويدية لدى المملكة لتسليمه مذكرة احتجاج تتضمن مطالبة المملكة السلطات السويدية باتخاذ كافة الإجراءات الفورية واللازمة لوقف هذه الأعمال المشينة التي تخالف التعاليم الدينية كافة، والقوانين والأعراف الدولية مؤكدةً رفض المملكة القاطع لكل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان، وتحد من الحوار بين الشعوب.
ومن جانبها أكدت الحكومة العراقية أنها أبلغت الحكومة السويدية عبر القنوات الدبلوماسية بالذهاب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد في حال تكرار حادثة حرق المصحف على أراضيها ومنح الموافقات تحت ذريعة حرية التعبير وأكدت أنّ مثل هذه الأعمال الاستفزازية تسيء للمواثيق والأعراف الدولية باحترام الأديان والمعتقدات وتشكل خطراً على السلم وتحرض على ثقافة العنف والكراهية وترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني الخميس، اجتماعاً طارئاً ضمّ وزيري الخارجية والداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطني ووكيل جهاز المخابرات الوطني ورئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وذلك على خلفية منح الحكومة السويدية رخصة لحرق المصحف الشريف وحادث حرق السفارة السويدية في بغداد وأدان الاجتماع حادث حرق السفارة السويدية في بغداد وعدّه خرقاً أمنياً واجب معالجته حالاً ومحاسبة المقصرين من المسئولين عن الأمن وتقرر خلال الاجتماع الطارئ إحالة المتسببين بحرق السفارة الذين تمّ إلقاء القبض عليهم إلى القضاء وكذلك إحالة المقصرين من المسؤولين الأمنيين إلى التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وفي هذا الصدد تجدد الحكومة العراقية تأكيداتها الالتزام بأمن وحماية جميع البعثات الدبلوماسية والتصدي لأى اعتداء يستهدفها.

وكانت منظمة التعاون الإسلامي قفد عقدت فى مطلع يوليو الجارى اجتماعًا طارئًا مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمناقشة الإجراءات تجاه تداعيات حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف التي جرت في دولة السويد أول أيام عيد الأضحى المباركوفق بيان للخارجية السعودية وحثت المنظمة حكومات البلدان المعنية على اتخاذ إجراءات فعالة لمنع تكرار مثلب هذه الجرائم مستنكرة تكرار هذه الاعتداءات الدنيئة وكافة محاولات تدنيس حرمة القرآن الكريم وغيرها من قيم الإسلام ورموزه ومقدساته وأكدت المنظمة مجددًا الالتزام الذي أخذته جميع الدول على عاتقها، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، لتعزيز وتشجيع احترام ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع على الصعيد العالمي، دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين مذكرة بضرورة ضمان أن يمارس الجميع الحق في حرية التعبير بروح المسؤولية ووفقًا لقوانين وصكوك حقوق الإنسان الدولية ذات الصلة مشددة على أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات والحضارات من أجل السلام والوئام في العالم.