النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 10:29 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في اعقاب القاء كوريا الشمالية القبض علي الجندي الامريكي المتسلل

جندى أمريكى يجتاز حدود الكوريتين ويضع بايدن فى ورطة مسئولون أمريكيون يقرون

لويد استون وزير الدفاع الامريكي
لويد استون وزير الدفاع الامريكي

العلاقات الامريكية الكورية الشمالية تتسم بطابع بالغ السوء والعداء الشديد ومنذ انتهاء الحرب الاهلية الامريكية بين الكوريتين الشمالية والجنوبية 1953 وامريكا وبيونج يانج تتربصان لبعضهما البعض وللمرة الأولى منذ عقود تم احتجاز جندي أمريكي في كوريا الشمالية في سيناريو قد يتسبب في حدوث صداع دبلوماسي للولايات المتحدة بينما تحاول إلى جنب حليفتها كوريا الجنوبية مواصلة الضغط على بيونج يانج التي تكثف اختبارات الصواريخ الباليستية والخطاب العدواني تجاه الغرب من قبل الزعيم الشمالي الشاب كيم جونج اون.

وحدد الجيش الأمريكي هوية الجندي الذي عبر خط التماس إلى كوريا الشمالية بأنه الجندي ترافيس كينج ويعتقد أنه أول جندي أمريكي يعبر إلى كوريا الشمالية منذ عام 1982وانضم ترافيس كينج إلى الجيش الأمريكي في يناير من عام 2021 ولم يذكر المسؤولون الأمريكيون المدة التي قضاها كينج في كوريا الجنوبية لكن في وقت ما واجه إجراء تأديبي بتهمة الاعتداء وقضى 50 يوم في مركز احتجاز.

ويقول المسؤولون العسكريون الأمريكيون إن كينج عبر إلى كوريا الشمالية "عن عمد ودون تصريح" أثناء قيامه بجولة مدنية في المنطقة الأمنية المشتركة مع كوريا الجنوبية وهي مجموعة صغيرة من المباني داخل المنطقة منزوعة السلاح التي يبلغ طولها 150 ميل والتي تفصل بين شمال وجنوب كوريا منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953.
وفي تقرير لها ذكرت شبكة "CNN" أن العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مشحونة منذ عقود لكن الأمور ازدادت صعوبة في الوقت الحالي وتصاعدت التوترات بين بيونج يانج وواشنطن حيث عززت كوريا الشمالية برامجها النووية والصاروخية في السنوات التي أعقبت انهيار المحادثات بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وكيم جونج أون في عام 2019.

وانتهت تلك المحادثات التي امتدت لثلاثة اجتماعات شخصية وشهدت أن يصبح ترامب أول رئيس أمريكي في منصبه يتخطى نفس خط الترسيم الذي عبره كينج يوم الثلاثاء دون أي اختراقات دبلوماسية.

حتى الآن اختبرت كوريا الشمالية صواريخ باليستية عابرة للقارات ثلاث مرات هذا العام واتهمت واشنطن وسيول بإثارة التوترات من خلال التدريبات العسكرية ونشر الأسلحة بما في ذلك غواصة الصواريخ الباليستية ذات القدرة النووية التابعة للبحرية الأمريكية إلى ميناء بوسان الكوري الجنوبي هذا الأسبوع.

في العام الماضي أجرت كوريا الشمالية اختبار لإطلاق أكثر من 90 صاروخ من طراز كروز وصواريخ باليستية بما في ذلك صاروخ حلق فوق اليابان في تحدي للعقوبات الدولية وأثار التصعيد في الاختبارات مخاوف من أنها قد تكون تستعد لتجربة نووية محتملة - لأول مرة منذ عام 2017 ووفقا للتقرير لاتوجد علاقات دبلوماسية رسمية بين أمريكا وكوريا الشمالية إلا أن السفارة السويدية في بيونج يانج تعمل كحلقة وصل للولايات المتحدة

وقالت شبكة ايه بي سي الامريكية إن إدارة بايدن أرسلت "إشارات متضاربة" حول المدى الذي قد تكون مستعدة للذهاب إليه لتأمين إطلاق سراح الجندي الأمريكي وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير: "نحن نبحث هذا" مضيفة أن الرئيس جو بايدن تم إطلاعه على الأمر وأن المسؤولين الأمريكيين ما زالوا يجمعون الحقائق واضافت: "البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية وكذلك الأمم المتحدة ، يعملون معًا للتأكد من مزيد من المعلومات وحل هذا الوضع".

وقال وزير الدفاع لويد أوستن إن البنتاجون تواصل مع المسؤولين العسكريين الكوريين الشماليين بشأن هذه المسألة وإنه "قلق للغاية بشأن رفاهية قواتنا" وبعد ساعات من الحادث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن وزارة الخارجية لم تتواصل مباشرة مع أي حكومة أجنبية بشأن القضية لأنها لا ترى مثل هذا التواصل على أنه "خطوة مناسبة أو ضرورية" وقال ميللر إن وزارة الخارجية قد تحاول تقديم تلك المساعدة لكينج، وأضاف: "سأقول فقط ، كالعادة تظل سلامة وأمن أي أميركي بالخارج على رأس أولويات الولايات المتحدة ومهما كان ما يمكننا فعله لحل هذا الوضع فلن نتردد بالطبع في اتخاذ الخطوة المناسبة.
أصبح كينج الآن في أيدي نظام حزبي معروف بغموضه ويعتبر الولايات المتحدة على راس قائمة الأعداء ومن غير المؤكد القيمة الاستخباراتية العسكرية التي يمكن لكينج تقديمها لكوريا الشمالية فبصفته الشخصية لن يتمكن على من الوصول إلى معلومات عالية المستوى ولكن بمجرد وجوده في منشأة عسكرية أمريكية سيكون قادر على التحدث عن أشياء مثل تخطيطات القواعد أو الوحدات وأعداد القوات الموجودة هناك لكن كجندي ومواطن أمريكي يمنح كينج بيونج يانج ورقة مساومة قوية محتملة، قالت قيادة الأمم المتحدة التي تشرف على العمليات في المنطقة المجردة من السلاح ، إنها تعمل مع النظراء في الجيش الكوري الشمالي لحل هذا الحادث ومن غير المعروف ما قد تطالب به كوريا الشمالية لإعادة كينج إلى الولايات المتحدة وأحد الاحتمالات أن تستغل كوريا الحادثة وتستخدم كينج لغرض دعائي انشق عدد قليل من الجنود الأمريكيين إلى الجانب الكوري الشمالي في العقود التي تلت نهاية الحرب الكورية لكن لم يكن هناك انشقاق في الآونة الأخيرة وليس من الواضح في الوقت الحالي ما هي نوايا كينج.