أول طبيبة ومشرف سلامة غذاء مصرية تشارك في موسم الحج:«التجربة كانت قاسية بس حسيت بالفخر»
خطوات لافتة وثابتة قامت بها مي تاج الدين في مجالها الفريد وهو الرقابة على سلامة وجودة الغذاء، فكانت البداية مشاركتها القوية في مونديال كأس العالم بدولة قطر كمفتش لسلامة الغذاء التابع للفيفا وصولًا لحصولها على لقب أول طبيبة بيطرية مصرية على سلامة الغذاء في موسم الحج.
«بعد مشاركتي في المونديال كمفتش سلامة غذاء التابع للفيفا، توصلوا معايا من جهة في السعودية وطلبوا مشاركتي في موسم الحج».. هكذا كانت بداية حديث مي تاج الدين، 30 عامًا، طبيبة بيطرية واستشاري ومحاضر جودة وسلامة الغذاء، حديثها لـ«النهار» حيث كانت تجربة الحج بالنسبة لها مميزة للغاية ومختلفة وذلك بسبب ظروف الحج الخاصة والشاقة خاصًة يوم وقفة عرفة وارتفاع درجات الحرارة.
10 سنوات، هي مدة الخبرة الخاصة بـ «مي» في مجال الرقابة الغذائية وذلك بسبب عملها في عدد من الشركات الدولية والمحلية، بالإضافة إلى عملها كمحاضر لأكثر من 20 ألف متدرب في مصر والدوال العربية كالسعودية والإمارات والجزائر، لافتة:«شاركت في عدد من المشاريع الدولية كمفتش تابع للفيفا في كأس العالم 2022 بقطر ومفتش في سباق سيارات السرعة العالمي».
مشروع الحج ضمن أكثر المشروعات القاسية والشاقة للغاية بالنسبة للفتاة الثلاثينية، وخاصًة مع ارتفاع درجات الحرارة بالإضافة إلى ضيق الوقت والطهي على الحطب وفقًا لاشتراطات السلامة، مضيفة:«أغلب الطباخين من مختلف الجنسيات حول العالم وبالتالي فكانت ظروف التشغيل قاسية للغاية إلا أن نتيجة الموسم كانت صفر حالات تسمم».
أهم الخبرات التي حصلت عليها «مي» هي التعامل مع الجنسيات المختلفة وتطبيق المعلومات في ظروف جديدة، بالإضافة إلى إيجاد حلول غير تقليدية مناسبة للأوضاع التي شاهدتها خلال موسم الحج، موضحة:«سافرت السعودية في شهر فبراير من حوالي 6 شهور عشان كنت مديرة التدريب للمشروع».
ساهمت «مي» في تدريب حوالي 1000 من الطهاة من مختلف الدول والجنسيات، بالإضافة إلى دورها في وضع دليل التشغيل والتصنيف وتأهيل المواقع للعمل فضلًا عن مسئوليتها عن مواقع وزارة الحج والعمرة في منى وعرفة.
«مشاركتي في موسم الحج كان حلم حلمت به وقت دراستي في الكلية بس كنت عارفة أنه صعب لعدم مشاركة أي بنت قبل كده في الموسم حسيت بالفخر لما وصلت لحلمي ده».. هكذا وصفت «مي» بهذا الشعور المختلف التي عاشتها بمجرد تواصل الجهة السعودية بها وتقديم عرض المشاركة كأول فتاة مصرية في تاريخ المملكة السعودية.
تحديات كثيرة عاشتها «مي» كونها أو طبيبة مصرية تشارك في موسم الحج، لذا هذا كان سببًا في بذلها المزيد من المجهود الإضافي حتى تكون وتيرة العمل مميزة ولا ينقصها أي شيء، لافتة:«لاقيت استحسان كمان وده سهل عليا باقي المشروع، وكمان الظروف القاسية من شغل ومناخ شديد القسوة ولكن نجاح المشروع في النهاية كان أفضل تعويض».
«بابا وماما شجعوني على السفر علشان اتعلم وأهلي ساندوني لما جاتلي فرصة المشاركة في أحداث عالمية ذي المونديال في قطر وموسم الحج في السعودية».. هكذا أنهت «مي» حديثها بعبارات شكر وامتنان لأسرتها الصغيرة بسبب دعمهم الدائم لها كي تتطور في مجال عملها وتكسر كل الحواجز.