عم هريدي أشهر بائع أيس كريم في المنوفية: أبيع بأي سعر وبراضي الغلابة
في عز الحر، يتجول رجل ستيني بعربة أيس كريم، بشوارع عاصمة المنوفية شبين الكوم، بحثا عن اللقمة الحلال، يجلس على العربة التي ورثها عن أبيه ويبيع الأيس كريم للزبائن ويضحك مع الصغير والكبير، ويعرفه الكثيرون من سكان المدينة والقرى المجاورة، وحينما يرونه ينادونه باسم شهرته "عم هريدي"، ليقف على أي جانب ليبيع لهم بأي سعر يرغبون فيه.
اسمه الحقيقي إبراهيم سعد محمد، لكنه اشتهر بعم هريدي بائع الأيس كريم، أصبح على المعاش، فقرر أن يأخذ عربة والده التي يجرها الحمار، ويتجول في شوارع العاصمة والقرى المجاورة لبيع الأيس الكريم.
يعيش هريدي في أسرة مكونة من أربعة أفراد بعد فقدان ابنه الأكبر، ويخرج يوميا ليبيع في الشوارع ليوفر قوت يومه هو وأولاده.
يقول هريدي لـ "النهار": "أنا طلعت معاش وبعدها قررت أنزل اشتغل على عربة والدي الله يرحمه، لأني لو قعدت يوم هيأثر عليا في مصاريف بيتي، والناس كلها بتحبني وتعرفني وأنا مبزعلش حد بيبيع بأي ثمن ".
يبيع عم هريدي الأيس كريم بأي ثمن بالفعل، فمن الممكن أن يأتيه طفل يطلب أيس كريم بجنيه واحد يعطيه على الرغم من أن البسكويت الفارغ بـ 75 قرش، لكنه كما قال يجبر بخواطر الجميع، فهناك من يعطيه خبزا قديما وخضار، يأخذه ويعطيه الأيس كريم، وأحيانا يهبه مجانا للأطفال الأيتام وللفقراء.
اشتهر عم هريدي بخفة ظله، يمازح الناس بكلمات من اللغة الانجليزية والإيطالية، ودائما ما يضحك مع زبائنه، ويعلق داخل العربة قطع من هواتف قديمة ومن يسأله عنها يقول له "هذا هو الخط الساخن"، ويعلق عم هريدي على العربة من الخلف لافتة مكتوب عليها " العربية عليها أقساط 9 مليون جنيه + مصاريف الشحن"، ويشير هريدي" أنه كتب هذه الجملة حتى لا يتعلق الأطفال الصغار في العربة من الخلف.
واعتاد زبائن عم هريدي على شراء الأيس كريم في كوب، فتجد السكان يخرجون من منازلهم على صوت مزمار عم هريدي حاملين الأكواب الفارغة ليملأونها بالأيس كريم بأي ثمن، هذا بخلاف الزبائن التي تأخذ الأيس كريم في علب بلاستيكية.