مع استمرار الاشتباكات اليومية بين روسيا واوكرانيا
الخبراء والمحللون يتسألون : هل يحسم السلاح النووي الصراع في اوكرانيا ؟
ومضي اكثر من 520 يوما علي بدء العملية الروسية الخاصة في اوكرانيا في 24 من فبراير شباط من العام الماضي ومع تجدد المواجهات اليومية بين الروس والاوكران ومع تدفق المساعدات العسكرية من كافة انحاء العالم علي كييف يوميا نجد إن روسيا بالفعل تعتبر أن الورقة الأهم في يديها خلال الحرب الأوكرانية هي ورقة استخدام السلاح النووي خاصة و أن مسألة إطالة أمد الصراع في أوكرانيا وتطور هذا الصراع ليشمل مناطق أخرى في شرق أوروبا أمر متوقع أيضا.
و أن القوة الروسية سواء الاقتصادية أو السياسية لا يمكن مقارنتها بالقوة الاقتصادية والسياسية الغربية لذلك فإن ورقة السلاح النووي هي دائما في يد روسيا ليس الآن فقط ولكن حتى في تطور العلاقات الفترة المقبلة وذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث بصراحة أكثر من مرة عن هذا، عند استخدام الأسلحة النووية فهذا يعني نهاية هذا العالم ويبدو أن السياسيين الغربيين لا يهتمون بهذه الورقة كثيرا ولا يفهمون أنه إذا أطلق بالفعل أول صاروخ نووي هذا سيعني نهاية هذا العالم نظرا لترسانة الدول الكبرى النووية الضخمة.
ويقول الدكتور حماد المحمود الخبير في الشئون الروسية إنه كانت هناك مخاوف كبيرة منذ اندلاع الحرب الأوكرانية من فكرة استخدام الأسلحة النووية سواء كان من حلف شمال الأطلسي أو من روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي ولديها من القوة النووية ما قد لا يتمتع بها غيرها من الدول على مستوى العالم خاصة وان الترويج لاستهداف المحطات النووية هذا أمر لصيق بالأزمة الأوكرانية منذ البداية لأنه كان هناك سيناريوهان، السيناريو الأول أن بوتين منذ عام 2017 قال أمام دول العالم إن القوى الروسية هي قوى للردع، وبالتالي إذا شعرت روسيا في أي وقت أن أمنها القومي مهدد بشكل مباشر لن تتوانى في استخدام النووي.
وعندما سألاحد الصحفيين بوتين هل روسيا على استعداد لاستخدام السلاح النووي وتدمير العالم فرد بوتين وقال "وما قيمة العالم بدون روسيا" إذا هي العقلية الروسية ولفتت إلى أن حلف الناتو بشقيه الأوروبي والأمريكي ينتهج إستراتيجية معينة في الرد على التهديدات الروسية على الرغم من أن الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت السلاح النووي هي الولايات المتحدة الأمريكية في نكازاكي وهيروشيما وبالتالي لديها تاريخ ليس جيد في الاستخدام النووي.
و قال أبو بكر باذيب الباحث في الشأن الاستراتيجي إن الأوربيين إلى حد كبير لا يأخذون تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستعمال السلاح النووي على محمل الجد لأن الكثير من الدول الأوروبية تدرك حجم الاستنزاف الواقع في موسكو والمأزق المربك الذي يمر به بوتين اليوم لترتيب صفوفه الداخلية.
و أن الأوروبيين يسيرون في اتجاهين الاتجاه الأول لا يريدون أن يطبقوا الخناق على بوتين حتى لا تنعدم خياراته وبالتالي يلجأ إلى خيارات معدومة مثل استخدام سلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا تحديدا و الجانب الآخر أنهم يدركون بأن بوتين يقرأ استراتيجية مطلقة على مستوى العالم بأنه اليوم يرسل صواريخ نووية تكتيكية إلى بيلاروسيا يحاول قدر الإمكان أن يقابل حقيقة ما هو موجود على أرض الواقع.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية لديها 200 صاروخ تكتيكي متواجد في ستة دول أوروبية هي عضو في الناتو وبالتالي يحاول بوتين أن يخلق حالة توازن وأن يظهر للجميع أنه ما زال يملك خيارات متعددة.