في اعقاب اغداق السلاح الغربي علي كييف من كل الاتجاهات
بعد دخول الهجوم المضاد شهره الثاني لماذا خسرت أوكرانيا 20% من أسلحتها؟
عشرات المليارات من الدولارات تم منحها لكييف سواء في صورة سلاح او مساعدات اقتصادية وتقنية والهدف المعلن هو الحاق هزيمة استراتيجية بروسيا ورغم تبرير أوكرانيا والدعم العسكري الغربي المتواصِل لكييف فشل الهجوم الأوكراني المضاد وحتى الآن في تحقيق أهدافه ما يعني إحكام روسيا سيطرتها على الأراضي التي استولت عليها شرقي وجنوبي البلاد ولعب الطقس و3 تكتيكات عسكرية روسية دورا كبيرا في إفشال الهجوم الذي يعوّل عليه الغرب في انتصار أوكرانيا واستنزاف روسيا مقابل تحقيق التكتيك العسكري الأوكراني "تقدّم البعوض" بعض النتائج الإيجابية بالمعارك وفق تقدير خبراء روس فإن الجيش الأوكراني لم يصل إلى الخط الرئيسي للدفاعات الهندسية الروسية بينما تتوافر لنظيره الروسي فرصة أكبر للمناورة والمرونة بفعل عمليات الاستطلاع الناجحة والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" السبت إن الجيش الأوكراني خسر نحو 20% من عتاده العسكري خلال الأسبوعين الأولين من الهجوم المضاد الذي شنّه في 4 يونيو الماضي ضد نظيره الروسي.
معدل الخسائر انخفض مع تباطؤ الهجوم وقيام القادة الأوكرانيين بتغيير تكتيكاتهم العسكرية وفي الأسبوعين الأولين من الهجوم المضاد تعرّض ما يصل إلى 20% من الأسلحة الأوكرانية للتلف أو الدماروتشمل الخسائر بعض آلات القتال الغربية الهائلة والدبابات وناقلات الجند المدرعة والخسائر انخفضت إلى نحو 10% خلال الأسابيع الماضية وانخفاض الخسائر جاء بعد أن غيّرت أوكرانيا تكتيكاتها وركّزت على استخدام المدفعية والصواريخ بعيدة المدى بدلا من الهجوم على حقول الألغام وإطلاق النار.
وقطع الأوكرانيون حتى الآن 5 أميال فقط من أصل 60 ميلا يأملون في تغطيتها للوصول إلى بحر آزوف في الجنوب وتقسيم القوات الروسية إلى قسمين والحقول الزراعية في جنوب أوكرانيا تشكّل عائقا حيث يتم خوض الكثير من الهجمات المضادة.
ولم يُحرز الهجوم المضاد الذي خططت له أوكرانيا منذ الصيف الماضي تقدما كبيرا رغم مضي شهر ونصف الشهر على إطلاقه وفقا لتقارير روسية وذكرت وكالة "نوفستي" الروسية يوم السبت أن هناك عوامل عدة لعبت دورا رئيسيا في فشل الهجمات الأوكرانية بينها:و أضافت الوكالة أن الأسابيع الثلاثة الأولى من القتال كانت محبطة للغاية ما دفع القيادة الأوكرانية إلى تغيير تكتيكات الهجمات الكلاسيكية وفقًا للوائحها القتالية إلى ما يسمى "تقدّم البعوض" وفسّرت هذا التكتيك على أنه هجوم مستمر على المواقع الروسية من قبل مجموعات تكتيكية صغيرة من المشاة بعدد محدود من العربات المدرّعة للدعم الناري مشيرة إلى أنه "يسمح للعدو بالاحتفاظ بالمدرعات على حساب خسارة الجنود وحقق بعض النتائج الإيجابية لأوكرانيا" وتقول وكالة "سبوتنيك" الروسية إن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة من المروحيات القتالية الروسية لحظة انتقالها إلى خطوط القتال من سراياها على شكل أرتال على عمق 2 إلى 8 كيلومترات من خط التماس.
ومن جهته قال سكرتير مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني أليكسي دانيلوف على خلفية عدم نجاح القوات الأوكرانية في هجومها المضاد يوم السبت الماضي إن النتائج ستظهر في أغسطس وسبتمبر مبررا ذلك بالطقس وأضاف في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية: "الطقس في أوكرانيا أحد الأسباب التي تعيق تقدّمنا ومعظم الثمار تنضج في أغسطس وسبتمبر".
تعليقا قال الخبير العسكري الروسي أليكسي أنبيلوجوف في تصريحات اعلامية إن القوات الأوكرانية تعاني خسائر فادحة وكارثية، منذ بداية الهجوم المضاد ما يشير إلى الفشل الوشيك لخطة كييف وعن تكتيك "تقدم البعوض" الذي تستخدمه القوات الأوكرانية فسّر أنبيلوجوف، بأنه "ربما سمح في قطاعات معينة من جبهات الحرب بتقدم القوات الأوكرانية والسيطرة على الخط الأول من المعاقل لكن ذلك لم يدم طويلا"، ويضيف:الجيش الأوكراني لم يصل إلى الخط الرئيسي للدفاعات الهندسية الروسية والجيش الروسي لديه فرصة أكبر للمناورة والمرونة بساحة المعارك والألغام والتحصينات المنيعة تعيق أي تقدّم أوكراني.
قوات موسكو وحال وجود تهديد كبير تخلي الخنادق بعد تفخيخها إلى أخرى معدة سلفا وهنا تجد قوات كييف نفسها محاصرة في الألغام وفور ذلك يطلق الروس نيران المدفعية والطيران ما يسبّب خسائر كبيرة في صفوف الأوكرانيين.
فِرق الاستطلاع ومنظومات الحرب الإلكترونية والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة مكّنت الروس من استهداف مراكز القيادة وتجمعات الجنود الأوكرانيين والمعدات ومستودعات الأسلحة حتى قبل مشاركتها في القتال.
وتشن أوكرانيا هجوما مضادا لاستعادة مساحات من الأراضي في شرق وجنوب أوكرانيا استولت عليها القوات الروسية في عمليتها التي بدأت فبراير 2022 وتركّز كييف على السيطرة على قرى في الجنوب الشرقي في حملة باتجاه بحر آزوف ومناطق قريبة من مدينة باخموت الشرقية التي استولت عليها القوات الروسية في مايو بعد معارك استمرت لعدة أشهر.