النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 08:02 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في ارتفاعات قياسية وغير مسبوقة لدرجات الحرارة

هيئة الارصاد العالمية تعلن ان هذا هو الوضع الجديد الحرارة ودرجات تلامس 55 درجة مئوية

من مقاييس الهيئة العالمية للارصاد الجوية
من مقاييس الهيئة العالمية للارصاد الجوية

منذ سنوات ليست بالكثيرة وعندما عقدت قمة الارض في ريوديجانيرو في البرازيل 1999 وقتها حذروفد جمهورية مصر العربية الي القمة من خطورة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة وضرورة تكاتف دول العالم من اجل مكافحة التغير المناخي واليوم تحولت أجزاء كبيرة من أوروبا وأمريكا إلى مناطق مشتعلة بسبب الحر الشديد مع عودة فصل الصيف وموجات الحرارة غير المسبوقة وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن الطقس المتطرف الناتج عن ارتفاع درجة حرارة المناخ "أصبح للأسف الوضع الطبيعي الجديد"ومع تفاقم أزمة التغير المناخي وتحذيرات الخبراء من أن موجات الحر ستصبح أمراً اعتيادياً في أوروبا والولايات المتحدة وأنها ستزداد ضراوة أصدرت عدة دول أوروبية وولايات أمريكية إنذارات إلى السكان محذرة من موجات الحر الشديد في الأيام المقبلة.

وحذرت دراسة جديدة واسعة النطاق من أن المملكة المتحدة وسويسرا ستكونان الأكثر تضرراً على مستوى العالم من الزيادة النسبية في «الأيام الحارة المزعجة» وفي الولايات المتحدة تتوقع وكالات حكومية أن ترتفع درجات الحرارة في ولايات تكساس وأريزونا ونيفادا وكاليفورنيا إلى درجات خطيرة فيما تواجه دول أوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا واليونان موجات حر شديد يتوقع أن تصل معها درجات الحرارة في بعض الأماكن إلى 48 درجة مئوية.

وأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية أن جزيرتي صقلية وسردينيا في إيطاليا قد تسجلان أعلى درجات حرارة تسجل بأوروبا في الأيام المقبلة وفي اليومين المقبلين يتوقع خبراء في الأرصاد الجوية بوكالة كاليفورنيا الأمريكية أن تعادل الحرارة أو حتى تتجاوز أعلى درجة حرارة للجو تم قياسها بشكل موثوق على الأرض على الإطلاق في صحراء وادي الموت (ديث فالي) وقد حددت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المستوى القياسي العالمي المطلق عند 56.7 درجات مئوية.

وتمتد موجات الحر كذلك إلى مناطق شمال أفريقيا حيث أصدر المغرب مثلاً، إنذاراً أحمر في عدة أقاليم تشهد موجات حر خطيرة ووصلت موجات الحر هذا العام إلى الصين حيث أعلنت إحدى كبرى شركات الكهرباء تسجيل مستوى قياسي في توليد الكهرباء اليومي الاثنين الماضي بسبب زيادة الطلب المرتبط بارتفاع درجات الحرارة ومع عودة موجات الحر هذا الصيف يتوقع أن تزداد كذلك أعداد الوفيات المرتبطة بارتفاع الحرارة وفي ولاية كاليفورنيا الأمريكية يُحتمل أيضا أن يُسجّل وادي الموت الشهير وهو أحد أكثر الأماكن حرارة على وجه الأرض أرقاما قياسية الأحد قد تلامس 54 درجة مئوية.

وعربيا ووفق منصة "طقس العرب" فإن الخرائط الجوية تظهر أن الكتلة الحارة يتوقع أن تؤثر على 7 بلدان عربية هي مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين اعتبارا من نهاية الأسبوع الجاري وتصبح الأجواء حارة في تلك الدول بل وشديدة الحرارة في العراق، حيث تقارب درجات الحرارة 50 درجة مئوية في العاصمة بغداد ويعود الارتفاع المتوقع إلى ما يعرف باسم "القبة الحرارية" التي يتسبب فيها تمركز المرتفع العربي الموسمي على شمال شبه الجزيرة العربية.

وفي الصيف الماضي سجلت أوروبا التي تشهد أسرع ارتفاع في درجات الحرارة نحو 60 ألف وفاة مرتبطة بالحر الشديد وفي العقدين الماضيين ارتفعت درجة الحرارة في أوروبا بنسبة نصف درجة مئوية لكل عقد بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والآن يتوقع الخبراء أن تستمر درجات الحرارة في العالم بالارتفاع بمعدل درجتين مئويتين بحلول عام 2050. لكن الخبراء يحذرون من أن الارتفاع في درجات الحرارة التي ستشهدها أوروبا سيكون أعلى من ذلك.

وتعزي التوقعات بان ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين هو معدل عام يشمل كذلك المحيطات التي ترتفع حرارتها بشكل أبطأ من البر.وأن هذا يعني أن درجات الحرارة في البر سترتفع بشكل أكبر وتصل إلى 3 درجات أو أكثر في أوروبا وتأخذ هذه التقديرات بالاعتبار الخطط العالمية الموجودة حالياً لمواجهة التغير المناخي وتقدر ارتفاع درجات حرارة الأرض انطلاقاً من أن الخطط ستطبق بشكل كامل، وأنه سيتم تحقيق هدف الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050 وحتى الآن تسبب ارتفاع نصف درجة مئوية في العقد بتغيرات مناخية كبيرة في أوروبا. فموجات الحر الشديد في الصيف بدول جنوب أوروبا الباردة عادة باتت اعتيادية وتزداد حدة كل عام وحرائق الغابات يبدو أنها تتمدد أيضاً سنوياً لتشمل مناطق جديدة فما الذي تنتظره أوروبا حقاً في السنوات المقبلة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة

ويقول الخبراء إن تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة ستظهر على البشر والحجروبحسب معهد دراسات الاستدامة المتقدمة في مدينة بوتسدام الألمانية فإن أعداد الوفيات المرتبطة بارتفاع الحرارة سترتفع في السنوات المقبلة وإن ارتفاع درجات الحرارة والتلوث الذي تتسبب به زيادة كمية غاز الأوزون في الهواء سيؤديان إلى ارتفاع أعداد الوفيات بشكل مبكر وستزداد الأمراض المرتبطة بوظائف الرئة والأمراض التنفسية أن زيادة الأوزون في الهواء، الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة، ستؤدي بدورها إلى عدم قدرة كثير من الأشخاص على العمل أو تأدية وظائفهم وسيؤثر ذلك بشكل كبير على المسنين و ستكون له آثار مباشرة على الأنظمة الصحية في أوروبا بسبب زيادة الضغط على المستشفيات وتطال تأثيرات التغيرات المناخية المحاصيل الزراعية كذلك انخفاض نسبة إنتاج القمح في أوروبا بنسبة 10 في المائة بحلول عام 2025 مقارنة بعام 2000 وانخفاض كمية حصاد الذرة بنسبة 40 في المائة في الفترة نفسها.

وأبعد من التأثيرات على الكائنات الحية يحذر خبراء من تأثيرات أخرى ستكون لها عواقب اقتصادية كبيرة على الدول الأوروبية و إن إيطاليا هي الدولة الأكثر عرضة للخطر في أوروبا بحسب اختبار الإجهاد المناخي على الاقتصادات الأوروبية الرئيسية فيما تواجه ألمانيا الخطر الأقل. وتقدرالخسائر الناجمة بشكل أساسي عن حرائق الغابات وشح المياه والفيضانات، إضافة إلى تكلفة الانتقال للطاقة الخضراء على أكبر 5 اقتصادات في أوروبا (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا) بأكثر من 30 تريليون يورو بين عامي 2020 و2025 و إن إيطاليا وحدها ستواجه خسائر بنسبة 14 في المائة من ناتجها الإجمالي حتى عام 2025 و أن هذه الخسائر مقدرة على أساس الالتزام بتطبيق الخطط المناخية الموجودة حالياً و عن ازدياد مخاطر خسارة كثير من الممتلكات لقيمتها في دول غير مجهزة للحر الشديد، مثل ألمانيا. ويعطي أمثلة عن المنازل التي تقع في مناطق فيضانات أو في الغابات، وتعاني من خسائر لقيمتها بسبب المخاطر المزدادة عليها مقابل ارتفاع تأمينها بسبب المخاوف من تعرضها للخراب.