ما الرسائل السياسة التي تحملها زيارة الرئيس الفلسطيني إلى جنين؟
في خطوة تحمل الكثير من الرسائل السياسية والعسكرية زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس جنين شمالي الضفة الغربية في أول زيارة للمدينة ومخيمها منذ أكثر من 10 سنوات وتأتي الزيارة بعد العملية العسكرية التي شنّها الجيش الإسرائيلي على مخيم جنين الأسبوع الماضي وأسفرت عن مقتل 12 فلسطينيا وجنديا إسرائيليا وخلّفت دمارا واسعا في المخيم وأوضح خبراء أن زيارة عباس لجنين لها دلالات كبيرة وتبعث برسالة لإسرائيل مفاداها بأن السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ولا يمكن فصلهم عن بعضهم بعضا وأن كل الإجراءات الإسرائيلية هناك باطلة.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته في جنين: "إن مخيم جنين البطل أيقونة للنضال والصمود والتحدي الذي صمد في وجه العدوان وقدم التضحيات والشهداء والأسرى والجرحى في سبيل الوطن" وأضاف: "جئنا اليوم لنتابع إعادة بناء المخيم والمدينة ليكونا كما كانا وأفضل ولم ولن ننسى مخيمات نابلس جبل النار وكل مخيمات الوطن ولن ننسى القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية".
اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الفلسطينية تيسير نصر الله أن "زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لمحافظة جنين ومخيمها تحمل الكثير من الدلالات السياسية والعسكرية وتأتي ردا على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو بهدم جزء من المخيم وتدمير بنيته التحتية".
وكان ابو مازن قد اعلن ان "الزيارة تبعث رسالة لإسرائيل مفاداها بأن المخيم والمحافظة يخضعون للسلطة الوطنية الفلسطينية، وكل إجراءات العدوانية لن تقف أمام إعادة إعمار المدينة وأن القيادة الفلسطينية تقف في جنين وسط شعبها" وأوضح أن "هذه الخطوة تدحض كل الأكاذيب التي تروّج بأن القيادة لا تمثل الشعب الفلسطيني، لكن هذه الخطوة أوضحت أن الجميع تحت رعاية السلطة ولا يوجد ما يفصل بينها وبين الشعب وهو ما وضحه الاستقبال الشعبي الحافل والقوي لـ(أبو مازن)".
وقال إن "الشعب الفلسطيني يريد منظمة التحرير والسلطة الوطنية والزيارة أوصلت رسالة للعالم بضرورة إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية وأن كل الإجراءات الأمنية والعسكرية التي تقوم بها حكومة نتنياهو الفاشية هي فاشلة وأنه لا بديل عن الحل السياسي وأي حل عسكري للقضية الفلسطينية مصيره الفشل كما حدث عبر السنوات الماضية".
من جانبها قالت عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الفلسطينية كفاح حرب إن "زيارة الرئيس عباس لجنين حملت رسائل على عدة مستويات المستوى الداخلي الفلسطيني وهي أن القيادة الفلسطينية والشعب في خندق واحد في مواجهة الصلف والإرهاب الإسرائيلي، كما أنها رسالة ثبات وصمود لشعبنا في وجه جرائم الاحتلال ورسالة وحدة وطنية".
"أما رسائل الزيارة على مستوى الصراع مع إسرائيل فالرسالة كانت أن القيادة السياسية ملتحمة مع مقاومة الشعب الفلسطيني لإفشال المخططات الصهيونية بالضم، وإقامة الكانتونات والتهجير".
واعتبرت أن "الزيارة لها دلالات أخرى تعبر عن وحدة الفلسطينيين في مواجهة آلة العدوان الإسرائيلية الغاشمة وداعميها".
بدوره اعتبر أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية الدكتور أسامة شعث، أن "زيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) إلى مخيم جنين حملت العديد من الدلالات والرسائل الداخلية والخارجية وأيضا للاحتلال، أهمها أن القيادة تتابع وتشارك شعبها كافة همومه ومعاناته، ودليل على حرص الرئيس والقيادة الفلسطينية على التواجد الدائم مع شعبهم في المحن والشدائد".
فإن "القيادة الفلسطينية كانت وظلت دائما تقف سندا وداعما لشعبها في مخيم جنين وكل المناطق الفلسطينية، لا سيما أن البعض حاول في الآونة الأخيرة العبث في الساحة الداخلية الفلسطينية والإساءة والتهجم على سيادة الرئيس والقيادة الفلسطينية، في محاولة لإثارة الفتنة الداخلية في صفوف شعبنا وضرب النسيج الوطني والجبهة الداخلية التي شكلت على الدوام حاضنة شعبية للثورة وركيزة الانتفاضة وسندا للقيادة الفلسطينية".
"الاستقبال الجماهيري الهائل للرئيس عباس في المخيم يؤكد على حجم التلاحم بين الشعب ورئيسه، كما أن الزيارة ترسل رسالة للاحتلال الذي حاول النيل من وحدة الشعب الفلسطيني وتلاحمه عبر الترويج الإسرائيلي المكذوب بأن السلطة تعلم بالاجتياح بهدف إضعاف السلطة الفلسطينية وإسقاط المشروع الوطني الفلسطيني كما جرى في غزة".
و أن "التجربة الطويلة جعلت لدى الشعب الفلسطيني وعي وإدراك وطني عميق لكل مخططات ومحاولات إسرائيل وأعوانها، كما جاءت الزيارة لتؤكد للعالم أم الرئيس والقيادة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي، بينما يواصل الاحتلال عدوانه واستيطانه في الأرض المحتلة، وهي أن الشعب الفلسطيني سيظل صامدا في وطنه مدافعا عنه وموحدًا خلق قيادته السياسية حتى إنهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس".
تداعيات العملية العسكرية المنزل والحديقة التي شنها الجيش الإسرائيلي في جنين، الضفة الغربية،
وقال محافظ جنين الفلسطينية أكرم الرجوب إن "جولة الرئيس محمود عباس إلى المدينة ومخيمها، حملت رسالة واضحة بأننا صامدون في وجه الاحتلال الإسرائيلي"ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) مساء اول أمس الأربعاء عن الرجوب أن جولة الرئيس عباس في أرجاء المدينة لاقت ترحيبا واسعا من المواطنين الفلسطينيين كافة وخاصة في مخيم جنين.
ووصف أكرم الرجوب زيارة محمود عباس إلى مدينة جنين ومخيمها بأنها "رسالة واضحة عبرت عن مسؤولية الرئيس تجاه شعبنا"، مضيفا أن تلك الجولة حملت رسالة أخرى أيضا، بـ"أننا باقون على هذه الأرض، وعلينا الصمود والمواجهة بكل السبل المتاحة في وجه الاحتلال".
وأشار محافظ جنين الفلسطينية إلى أن زيارة الرئيس عباس "مثلت رسالة تضامن وتكافل، ورسالة أخرى إلى اليمين الإسرائيلي المتطرف بأن شعبنا سيواجهه موحدا".
وانطلقت العملية العسكرية للقوات الإسرائيلية، على مدينة جنين ومخيمها، بقصف جوي أعقبه اقتحام قوات كبيرة من الجيش تقدر بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، مدينة جنين من عدة محاور كما حاصرت مخيم جنين.
وردا على ذلك، قررت القيادة الفلسطينية وقف كل الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي والاستمرار في وقف التنسيق الأمني معها، بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في جنين شمالي الضفة الغربية.
كما قررت التوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ القرار 2334 وقرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ودعوة المحكمة الجنائية الدولية للتعجيل في البت بالقضايا المحالة إليها، والمطالبة بوقف عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة بسبب عدم التزامها بتنفيذ القرارات 181، 194.
وتشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية أعمال عنف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، راح ضحيتها قتلى ومصابين.
كما تقوم القوات الإسرائيلية بشكل متكرر بعمليات دهم للمخيمات والمناطق لتوقيف فلسطينيين يشتبه في قيامهم بتنفيذ عمليات طعن أو دهس، وتقع اشتباكات تسفر عن قتلى ومصابين.