رئيس الاتحاد العربي للشراكة: قمة دول الجوار تستهدف تأكيد وحدة السودان وحماية مقدراته
ثمن الدكتور أحمد الكلاوى، رئيس الاتحاد العربي للشراكة بين القطاعين العام والخاص FAPPP، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة دول جوار السودان المنعقدة بالقاهرة.
مؤكدا أن كلمة الرئيس أكدت دعم مصر لدولة السودان الشقيقة من خلال تقديم كافة المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر احتياجًا.
وأضاف أحمد الكلاوى فى بيان له، أن القيادة السياسية المصرية ترغب في صياغة رؤية يتوافق عليها دول الجوار من أجل حقن الدماء للشعب السوداني الذي يعاني من استمرار حرب أهلية أوشكت على القضاء على كافة ثروات البلاد ومقدرات شعبه، فضلا عن التداعيات السلبيةالتي سيكون لها تأثيرا واضحا على كافة دول الجوار.
وأشار أحمد الكلاوى الى أن قمة دول الجوار تستهدف تأكيد وحدة السودان وحماية مقدراته، لافتا الى أن مصر حريصة كل الحرص على اتخاذ خطوات فاعلة لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرضلها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
ولفت الكلاوى الى أن الحرب تجري للمرة الأولى داخل العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، وبعض المدن الأخرى، فيما جرت الحروب التي شهدها السودان في السابق في الأطراف والمناطق الريفية سواء في الجنوب أو دارفور أو شرق السودان، موضحا أنه نظرا لأن العاصمة بمدنها الثلاث هي مركز السلطة والحكم، حيث توجد مقار الأجهزة والسلطات الرسمية، والمقار الرئيسية للشركات والبنوك، ومعظم المصانع الكبرى، ومقار البعثات الدبلوماسية، فإن اندلاع حرب داخل العاصمة المأهولة بالسكان يفضي إلى نتائج كارثية من حيث أعداد القتلى والجرحى، وحجم التدمير في البنى والهياكل التحتية والممتلكات العامة والخاصة، فضلاً عن إصابة الدولة بحالة من الشلل، وعزلها عن العالم الخارجي بمعنى من المعاني. فمع اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع سارعت دول عديدة إلى إجلاء بعثاتها الدبلوماسية وراعياها من السودان، وأغلقت سفاراتها وقنصلياها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن حروب المدن عادة ما تكون معقدة وصعبة الحسم.
وتابع:" بغض النظر عن الأسباب المباشرة للحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبغض النظر عن أن القوتين حتى الان لم تحسم المعركة عمليا على الأرض إلا أن هذه الحرب لا يمكن فهمها بمعزل عن جملة من التحديات والإشكاليات الكبرى التي عانى - ويعاني - منها السودان في مرحلة ما بعد الاستقلال، ومن أبرزها: تعثر عملية بناء الدولة الوطنية الحديثة، حيث أخفقت نخب ما بعد الاستقلال في بناء دولة وطنية ديمقراطية تستند إلى أسس ومبادئ المواطنة، وتكون قادرة على استيعاب التعددية المجتمعية، العرقية والقبلية والدينية والجهوية، وتحويلها إلى مصدر قوة وإثراء، بدلاً من أن تكون مصدر صراعات وحروب، وفي هذا الإطار، يمكن فهم كثرة الحروب الداخلية التي شهدها السودان في مرحلة ما بعد الاستقلال، والتي انتهت إحداها بانفصال الجنوب في عام 2011".
ونوه إلى أن الأخطر والأصعب على السودان ودول الجوار ، إن الحروب الداخلية عادة ما تستدعي التدخلات الخارجية سواء من قبل دول أو فاعلين مسلحين من غير الدول، مضيفا :"وقد خبر السودان هذه الظاهرة خلال الحروب التي اندلعت في مرحلة ما بعد الاستقلال، وبخاصة الحرب في الجنوب، وإذا طال أمد الحرب الدائرة حالياً بين الجيش وقوات الدعم السريع، فإنه من المرجح حدوث تدخلات خارجية لصالح هذا الطرف أو ذاك، وذلك حسب أجندات ومصالح الأطراف المتدخلة، مما يغذي استمرار الحرب".
وأوضح الدكتور أحمد الكلاوى، رئيس الاتحاد العربي للشراكة بين القطاعين العام والخاص FAPPP، أنه منذ بداية هذه الأزمة في 15 إبريل الماضي، والدولة المصرية كانت حريصة على الوقوف على مسافة واحدة من أطراف الأزمة كافة، مشيرا الى أن الدولة المصرية تبذل الجهود حتى تصل للجميع رسالة مفادها أن السودان دولة لها مقدرات ينبغي الحفاظ عليها وأن تحترم، لأنها مقدرات لشعب تربطنا به علاقات وثيقة على مدار التاريخ.