محمد عبد الكريم لـ ” النهار ” قمة السودان تعد تجسيدًا لدبلوماسية مصرية دؤوبة لتسوية الأزمة السودانية
قال الدكتور محمد عبد الكريم الباحث في الشؤون الأفريقية إن الدبلوماسية المصرية تفهمت من الساعات الأولى للأزمة في السودان طبيعة هذه الأزمة وأبعادها بشكل أكثر تكاملًا من بقية المواقف الإقليمية والدولية، ورغم إن مصر كانت لديها الرؤية الأوضح فإن التدخلات الأمريكية والإقليمية دفعت باتجاه تسوية الأزمة بناء على فرضية المساواة بين "طرفي الصراع" وأنهما على قدم المساواة مما عمق الأزمة وضيع فرصة تسويتها في مراحلها الأولى وفق رؤية رؤية مصر بالتنسيق مع جنوب السودان منذ 6 أبريل بالفعل.
وأضاف " عبد الكريم " لم تمانع مصر في دعم المبادرات الدولية أملًا في تقديم مخرج إنساني للأزمة ووقف إطلاق النار، وتأتي استضافة القاهرة لكافة رؤساء وقادة دول جوار السودان نجاحًا أوليًا لجهود مصر كما أن أجندة الاجتماع بدت أكثر واقعية وتوصيفًا ملائمًا للأزمة الحالية وحرصًا على سيادة الدولة السودانية واستقرارها واحترام مؤسساتها وفي مقدمتها الجيش السوداني ودوره في حماية هذه السيادة.
وشدد " عبد الكريم " على أن اجتماع القاهرة يعد تجسيدًا حقيقيًا لدبلوماسية مصرية دؤوبة ومخلصة في تسوية الأزمة السودانية وتقديم حلول مستدامة لها وليس تحيزًا لطرف متمرد على الدولة السودانية ويهدد دول جوارها (لاسيما تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان) بنقل تداعيات الأزمة إليها كما أن مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه الأزمة بدت في التقييم النهائي أكثر من متزنة وحريصة على مصالح السودان وصلاته الوطيدة مع مصر، وهو الأمر الذي دفع إلى هذا الحضور غير المسبوق في قمة تتناول الأزمة في السودان مع قرب دخولها شهرًا رابعًا بعد ساعات من الاجتماع.