النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 10:25 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في اعقاب رفع البنك المركزي التركي للفائدة

ما هي اسباب تراجع الليرة التركية رغم رفع الفائدة؟

الليرة التركية
الليرة التركية

فاجأ البنك المركزي التركي الخميس الماضي الأسواق برفع سعر الفائدة إلى 15%، مما أدى إلى تراجع قيمة الليرة بنحو 5%، وأشار بيان صادر عن البنك إلى أن لجنة السياسات النقدية قررت البدء بسياسة التشدد النقدي متعهدا بالعمل على خفض التضخم إلى 5% على المدى المتوسط ولقي قرار المركزي ارتياحا داخليا من قبل المسؤولين في الفريق الاقتصادي وقطاع الأعمال، إذ أكد البنك أن مكافحة التضخم واستقرار الأسعار في البلاد ضمن أولوياته.

وأشار بيان البنك المركزي التركي إلى مراقبة مؤشرات التضخم واستخدام جميع الأدوات المتاحة لتحقيق الهدف الرئيسي في استقرار الأسعارواعتبر المراقبون تلك"خطوة نحو ترسيخ الاستقرار المالي والمحافظة عليه"، واعتبر القرار رسالة مفادها أن "مكافحة التضخم ستستمر بإصرار".

و أن القرار ضروري لمعالجة أمراض الاقتصاد التركي، مشددا على أولوية العمل على خفض التضخم و "إذا كان التضخم سرطانا، فإن سعر الفائدة يعد علاجه الكيميائي" و إلى أن الوضع الأمثل هو أن يكون كل من التضخم والفائدة عند مستويات منخفضة، و أن "التضخم يعد حاليا أهم مشكلة يجب التغلب عليها لأنه يتسبب في أضرار مدمرة للمجتمع"و أن قرار المركزي التركي رفع سعر الفائدة خطوة صحيحة، و أنه يتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى استقطاب رؤوس أموال أجنبية تعزز من قوة و استقرار الليرة التركية و تواصل ارتفاع الفائدة خلال الشهور المقبلة، إذ إن التضخم يمثل "المشكلة الأكبر" في تركيا ويحتل الأولوية على جدول أعمال الحكومة.

و أن محاربة التضخم تتطلب تقليص الطلب في السوق على السلع والخدمات، كما أنه من المتوقع أن يقتفي المركزي التركي أثر البنوك المركزية الكبرى مثل الفيدرالي الأميركي وبنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي التي يبدو أنها ستواصل رفع سعر الفائدة.
على الجانب الآخر، بدت الأسواق الدولية غير مرحبة برفع الفائدة إلى 15%، واعتبرتها "غير كافية"، فرأى معلقون أن رفع الفائدة دون التوقعات بكثير قد يكون مؤشرا على عدم استقلال المركزي التركي والفريق الاقتصادي وتراجعت الليرة التركية عقب القرار 2.5% إلى 24.25 ليرة مقابل الدولار، وواصلت لاحقا خسائرها لتصل إلى 25 ليرة للدولار.

كما سجل مؤشر التخلف عن سداد الديون في تركيا زيادة بنحو 40 نقطة ليبلغ 540 نقطة، ووصل سعر الليرة في العقود الآجلة بنهاية سبتمبر/أيلول المقبل 30 ليرة مقابل الدولار الواحد، مما يعكس مخاوف المستثمرين والأسواق من عدم كفاية الخطوات والقرارات المتخذة من قبل الفريق الاقتصادي التركي حتى الآن. ويعلق مراقبون الي إن استمرار هبوط الليرة جاء نتيجة عدد من الأسباب، ومنها:

أن الأسواق استقبلت القرار باعتباره لا يلبي معايير الاقتصاد القابل للتنبؤ الذي تحدث عنه محمد شيمشك عند توليه وزارة المالية.
أن مكافحة التضخم قد تفرض زيادة في سعر الفائدة في تركيا إلى ما يزيد على 40%، وذلك لتجاوز معدل التضخم البالغ 39%، وبينما كان متوسط توقعات الأسواق أن يرتفع سعر الفائدة إلى نحو 20%، فقد جاء القرار دون التوقعات.
زيادة الأجور التي أُعلن عنها مؤخرا والتي أسهمت في تراجع تقييم السوق لسعر الليرة العادل، إذ تؤدي هذه الخطوة عادة إلى زيادة التضخم بما يعادل خمس قيمة الزيادة في الأجور.
أن المركزي التركي يتبع سياسة الرفع التدريجي للفائدة، لكي لا يدخل الاقتصاد -وتحديدا النظام المصرفي- في أزمة كنتيجة طبيعية لعدم وضوح السياسة النقدية التي سبقت هذا التحول.
ما مستقبل الليرة؟
و أن رفع سعر الفائدة دون التوقعات سببه اعتماد المركزي التركي سياسة الرفع التدريجي بدل الرفع السريع والصارم تجنبا لتأثير ذلك على الأسواق قبل الانتخابات البلدية المقررة في مارس/آذار 2024 أن رفع الفائدة بمقدار أقل من المتوقع أدى إلى زيادة توقعات بحدوث أزمة في الاقتصاد وهو ما أدى إلى زيادة الضغط على الليرة وأن يؤدي رفع سعر الفائدة إلى زيادة تدفق العملات الأجنبية؛ مما سينعكس إيجابيا على قيمة العملة المحلية واستقرارها.