هل تطوق الولايات المتحدة الصين بصفقة مسيّرات ضخمة إلى الهند ؟
من جديد تحاول الولايات المتحدة تأليب الهند علي جارتها العظمي الصين ورغم تقاربهما بعدد من الملفات السياسية المهمة مثل الموقف من روسيا والحرب في أوكرانيا تخطط الهند لشراء طائرات بدون طيار من طراز MQ-9B مطورة لمواجهة جارتها الصين في صفقة تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار مع الولايات المتحدة وذلك خلال أول زيارة دولة يقوم بها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لواشنطن.ومن المتوقع أن تحصل الهند على حوالي 30 طائرة بدون طيار قادرة على التحليق لارتفاعات عالية كجزء من الصفقة، والتي ستكون مزيجاً من طرازي SeaGuardians و SkyGuardians وفقاً لمسؤولين هنود فيما سيتم تجميع بعض هذه المسيّرات في الهند إذ ستكون قادرة على حمل السلاح. وقال المسؤولون إنه من المتوقع أن يذهب نصفها تقريباً إلى البحرية الهندية بينما سيستخدم الجيش الهندي والقوات الجوية المسيرات الباقية للمراقبة وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وتُظهر عملية الشراء جهود الهند المتزايدة لمراقبة الحدود مع الصين عن كثب حيث تواجه خصماً هائلاً ومجهزا تجهيزاً جيداً فعلى مدى عقود طورت الصين بنية تحتية أفضل بكثير من جارتها مما أعطى جنودها ميزة كبيرة في حين أن الهند ليست حليفاً أمنياً أو عسكرياً للولايات المتحدة إلا أن البلدين يشتركان في عدم ثقة عميق تجاه بكين. وهذا يعني تعاوناً أكبر بينهما بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية ومبيعات الأسلحة والإنتاج المشترك للأسلحة وينبع التنافس المتوتر بين نيودلهي وبكين من نزاعها حول 2000 ميل من الحدود بين البلدين، والمعروفة باسم خط السيطرة الفعلية.
وانتشر هذا التنافس إلى قطاعات أخرى في هذه العلاقة المتوترة حيث حظرت نيودلهي العشرات من تطبيقات الأجهزة المحمولة الصينية بما في ذلك "تيك توك"، بعد صدام 2020 كما طرد البلدان مؤخراً بشكل متبادل الصحافيين بدورهم قال مسؤولون أمنيون هنود إن بكين اتخذت في السنوات الأخيرة موقفاً أكثر عدوانية تجاه النزاع الإقليمي المستمر منذ عقود وتحاول التعدي شيئاً فشيئاً على الأراضي التي تدعيها الهند.
نتيجة لذلك تواجه نيودلهي المهمة الصعبة المتمثلة في مراقبة الحدود عن كثب لتجنب الوقوع على حين غرة بسبب ما تعتبره تحركات صينية تدريجية خفية، حسبما أوضح المسؤولون وأضاف المسؤولون الهنود أن الصين تستخدم أيضاً على نطاق واسع الطائرات بدون طيار لمراقبة الحدود وبعد أشهر قليلة من مواجهة عام 2020 بين قوات الأمن الصينية والهندية في بحيرة بانجونج تسو، اتفق الجانبان على سحب القوات وهو تدريب تمت مراقبته عبر طائرات بدون طيار.
وتشمل أساطيل الطائرات بدون طيار الهندية 125 طائرة بدون طيار إسرائيلية الصنع من طراز Searcher Mark-I والتي يمكنها العمل لساعات طويلة على ارتفاعات عالية تبلغ حوالي 18500 قدم و90 طائرة بدون طيار من طراز Heron والتي يتم تصنيعها أيضاً في إسرائيل.
ونظراً للأهمية المتزايدة لمثل هذه الأنظمة اشترى الجيش الهندي في الأشهر الأخيرة المزيد من الطائرات بدون طيار والكاميرات وأجهزة الاستشعار لنشرها في نقاط الاحتكاك الرئيسية وأحد الطلبات الحديثة على سبيل المثال هو 850 وحدة مما يُعرف باسم طائرات النانو بدون طياروالتي يسمح حجمها الصغير بنقلها ونشرها بأعداد كبيرة بشكل أسهل.
بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار تستخدم الهند أيضاً طائرة دورية من طراز بوينغ P-8I وزادت من طلعات الطائرات المقاتلة على طول الحدود، وفقاً لمسؤولين هنود.
يذكر أن الحوادث الأمنية على الحدود بين الصين والهند تكررت خلال السنوات الماضية ووقعت آخر الحوادث الحدودية بين البلدين في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2022 ورغم أنها مرت دون خسائر بشرية إلا أن حادثة سبقتها عام 2020 خلّفت 24 قتيلاً من الطرفين 20 منهم من الهند والخلاف الهندي الصيني على الحدود ليس جديداً بل بدأ منذ مطلع القرن الماضي فالهند تطالب بمنطقة أكساي تشين الواقعة ضمن منطقة شينجيانج الصينية بينما تطالب الصين بولاية أرونتشال براديش الهندية باعتبارها جزءا من إقليم التبت الذي يخضع للسيطرة الصينية حاليا.