مملكة الإنسانية.. السعودية تمدد عقد مشروع «مسام» لنزع الألغام في الأراضي اليمنية
أعلن «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» تمديد عقد مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي زرعها الحوثيون، للعام السادس على التوالي، وذلك بتكلفة تتجاوز 33 مليون دولار.
وأكد الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي، والمشرف العام على «مركز الملك سلمان»، أن تجديد عقد «مسام» مع الشريك المنفِّذ يأتي إحساساً من المركز بالمسؤولية الإنسانية تجاه الأشقّاء في اليمن، ونظراً لما يمثله المشروع من أهمية حيوية في استكمال تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي جرت زراعتها بطريقة عشوائية وبأشكال وتمويهات مختلفة في أماكن تستهدف المدنيين العُزّل.
ووفقاً للربيعة، فقد تمكّن مشروع «مسام»، منذ بدء أعماله في اليمن عام 2018 وحتى الآن، من انتزاع أكثر من 404 آلاف من الألغام والقذائف المتنوعة.
وشدَّد الربيعة على أن المشروع يمثل أهمية نوعية وبالغة في «استكمال تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي قامت الميليشيات الحوثية بصناعتها وزراعتها بطريقة عشوائية غير مسبوقة، تسببت في إصابات مستديمة، وإعاقات مزمنة، وخسائر بشرية عدة استهدفت النساء والأطفال وكبار السن، وغير ذلك من أعمال مهدِّدة للأمن والحياة». ورفع الدكتور عبد الله الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما يقدمانه من جهود إنسانية وإغاثية كبيرة في عدد من دول العالم، وفي اليمن الشقيق على وجه الخصوص.
وينفِّذ المشروع كوادر سعودية وخبرات عالمية، من خلال فِرق يمنية جرى تدريبها لإزالة الألغام بجميع أشكالها وصورها، التي زرعتها الميليشيات بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية؛ بهدف تطهير الأراضي اليمنية من مخاطر الألغام، من خلال التركيز على التصدي للتهديدات المباشرة لحياة الأبرياء، جراء التعرض للأخطار الناجمة عن انتشار تلك الألغام، كما أن المشروع ينفذ أنشطة التدريب وبناء القدرات اليمنية في مجال نزع الألغام.
من جانبه، أكد أسامة القصيبي، مدير عام مشروع «مسام» لنزع الألغام من الأراضي اليمنية، أن المشروع بات يمثل صِمام الأمان الوحيد الذي حالَ ويحول دون فتك الألغام باليمنيين، وأصبح هذا المشروع الإنساني درعهم الحصين ضد عُلب الموت المتفجرة التي يزرعها الحوثيون.
وقدَّم القصيبي، في حديث خاص، لـ«الشرق الأوسط»، شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمين، للموافقة على تمديد عقد المشروع للسنة السادسة على التوالي، مبيناً أن ذلك يمثل حرص القيادة السعودية على أمن وسلامة الأشقاء في اليمن من مخاطر الألغام ومخلَّفات الحروب.
وأضاف: «اهتمام (مسام) بالتطوير المستمر لمهارات وكفاءات الفِرق الميدانية العاملة للتعامل الحديث والمهني مع الألغام في اليمن، والالتزام التام بوسائل السلامة، جعل هذا المشروع النبيل يحقق نتائج غير مسبوقة على الأرض في مكافحة الألغام على مستوى عالمي». وأفاد أسامة القصيبي بأن «مهام نزع وإتلاف الألغام في اليمن، التي تقوم بها فِرق (مسام) الإنسانية بحزم وعزم، أسهمت في إعادة تحريك عجلة الحياة في عدة مناطق يمنية، وأعادت لها سكانها وطرقها وفضاءاتها الآمنة، بعد أن حررتها من قيود حقول الألغام الحوثية المهلكة».
ولفت مدير عام مشروع «مسام» إلى أن العمل بروح الفريق الواحد هو الاستراتيجية التي قام عليها المشروع ومكّنته من مواجهة كل التحديات، والتغلب على جميع الصعوبات التي واجهته، منذ بداية عمله على الأراضي اليمنية منتصف عام 2018.