هل تملأ قوات قديروف محل فراغ ”فاجنر” في اوكرانيا؟
في اعقاب تواجد قوات قديروف في 3 مدن أوكرانية
تُواصل قوات "أحمد" الشيشانية قتالها شرقي أوكرانيا محرزةً نجاحات في بلدة مارينكا جنوب غربي دونيتسك في وقت تنزوي قوات "فاجنر" الروسية من أرض المعارك استعدادا لظهور عسكري أو سياسي "مفاجئ" ويتحدث خبراء عن الفرق الذي يمكن أن تحدِثه الكتائب الشيشانية في المعارك ودوافع "فاجنر" لإعلان انسحابها من مدينة "باخموت"، وتسليمها إليها.
وفق بيان لوزارة الدفاع الروسية الأربعاء الماضي تقوم "قوات أحمد" أو ما تسميها بمفارز "أخمات" ولواء البندقية الآلي الخامس بإجراء عمليات هجومية ناجحة على محور مارينكا التكتيكي وأضافت الوزارة أن خسائر الجيش الأوكراني على محور دونيتسك لليوم بلغت أكثر من 200 جندي و18 قطعة من المعدات.
بدوره، أعرب دينيس بوشيلين القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك عن أمله أن يحالف الوحدات الشيشانية النجاح في "تحرير" بلدة مارينكا بعدما "أظهرت أداء جيدا" في معارك ماريوبول مضيفا: "نحن نعول عليها، وكالعادة سنتعاون بشكل وثيق" وفق ما نقله موقع "روسيا اليوم" الخميس.
في وقت سابق أعلن رئيس الشيشان رمضان قديروف على "تليجرام"و أن الوحدات الشيشانية تلقت أمرا بإعادة انتشار قواتها على محور مارينكا وفي زابوروجيا وخيرسون "لتحرير عدد من البلدات".
والشيشان ضمن الاتحاد الروسي وكانت أول من دخل بجانب الجيش في حرب أوكرانيا وسجّلت كتيبة "فوستوك" دورا كبيرا في سقوط ماريوبول وفق قديروف فإن عدد قواته بالمعارك:
أكثر من 26 ألف شخص ونصف المدربين من المتطوعين.
خضع 12 ألف متطوع لتدريب سريع في الجامعة الروسية للقوات الخاصة.
7 آلاف مقاتل شيشاني نجحوا في الدفاع عن مصالح روسيا بالمعارك.
أوْلى الإعلام الروسي اهتماما كبيرا بالقوات الشيشانية؛ إذ غطت تحركاتها وتدريباتها وحتى صلواتها داخل غابات قريبة من أوكرانيا قائلة إن عددها بين 10 آلاف و70 ألف مقاتل.
الشيشان نقلت دعما لوجيستيا بنحو 1014 وحدة من المعدات الخاصة بينها مركبات مدرعة رباعية الدفع وأجهزة للرؤية الليلية والحرارية وطائرات مضادة للطائرات المسيرة.
سبق وأعلن يفجيني بريغوجين، قائد "فاغنر" نيته تسليم المواقع التي سيطرت عليها قواته في باخموت للقوات الشيشانية بين 25 مايو وأوائل يونيو وعلى الفور رد قديروف بأن قوات "أحمد" مستعدة لشغل مواقع "فاجنر" هناك.
في هذا الصدد، يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن انتقال العمليات من مجموعات عسكرية لأخرى "عملية عسكرية لها شروطها وليست أمرا هينا"؛ لأنه يتعين على القوات التي تتسلم المواقع العسكرية إن غادرت أخرى أن تكون على وعي ودراية كاملة بالمكان وتضاريسه والزمان.
وعن إعلان "فاجنر" الانسحاب، يقول: "يبدو أنه تكتيك عسكري روسي للانتقال من مرحلة الهجوم إلى موقع الدفاع تحسبا للهجوم الأوكراني المضاد" ما تبحث عنه روسيا في القوات الشيشانية
تحاول روسيا الاستفادة من التصور السائد عن المقاتلين الشيشانيين بأنهم يضاهون الروس في الصلابة والشراسةكما أنهم لا يأبهون كثيرا للقانون الدولي وهو ما قد يغيّر مسار الحرب إلى حرب شوارع وعصابات.
انتصاراتها في ماريوبول حددت موازين القوى على الأرض، لكنها غير قادرة على حسم المعركة البرية في وقت توظف أوكرانيا هي الأخرى مرتزقة أجانب وكتائب شبه عسكرية.
بوتين باستخدام القوات الشيشانية يريد إظهار تماسك الجبهة الداخلية للاتحاد الروسي.
تهديدات بريجوجين بالانسحاب كذلك تأتي في إطار بحثه عن دور في الساحة السياسية، وقد يتحقق ذلك قريبا.